مسار المواجهة في غزة: توحيد الساحات وصواريخ المقاومة هي العليا
مصطفى عواضة
يشكل تصدي المقاومة الفلسطينية ممثلة بسرايا القدس الجناح العسكري للعدوان الهمجي الاسرائيلي الاخير صفحة جديدة في كتاب استراتيجية الردع الفلسطيني للغطرسة الصهيونية، بالرغم من سياسة الاعتقالات والاغتيالات التي استهدفت حركة الجهاد الاسلامي وتحديداً ذراعها العسكري سرايا القدس في محاولة للقضاء عليها وسحقها.
كما ساهم التصدي للعدوان الغاشم على غزة على مدار الايام الماضية بتثبيت مفهوم وحدة الساحات في وجه هذا العدو، كما أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خميس الهيثم في حديث خاص لموقع "العهد" الإخباري بقوله: "سرايا القدس أطلقت تسمية "توحيد الساحات" على الرد الموسع على اعتداءت العدو الصهيوني وستعمل على جعل فلسطين بأسرها جبهة واحدة في وجه العدوان الذي يسعى إلى تغيير قواعد الإشتباك التي ثبتتها المقاومة".
وفي تصريح لموقع "العهد" الإخباري قال الهيثم: "إن العدو يسعى من خلال هذا العدوان إلى زرع الشقاق بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإبعاد حاضنتها الشعبية عنها، الا أن ما جرى اليوم من مشاركة في تشييع الشهداء القادة خالد منصور وقبله تيسير الجعبري وما بعدها من دك المقاومة للمستوطنات بعشرات الصواريخ ردا على هذا الإغتيال أحبط كل مخططات العدو ودسائسه التي أضمرها للشعب الفلسطيني في هذا العدوان".
وأضاف الهيثم :" على العدو الصهيوني أن يتحمل نتائج مغامرته التي قام بها من اعتداء على العدو واغتيال القادة الشهداء، فلا يعتقد أنه بقتلنا وأطفالنا سيكون صاحب اليد العليا، فنحن لدينا العديد من المفاجآت التي لم نعلن عنها أو نقوم بها، فهو أراد هذه الحرب استنزافا لنا ونحن نعلنها تصفية حساب في ما بيننا".
وأشار الهيثم إلى أن:" كيان العدو يضلل قاعدته الشعبية إعلاميا بتصور المقاومة أنها ليست قادرة ولا تملك إمكانيات المواجهة المفتوحة، لكن الواقع كان مغايرا لذلك، إذ أن صواريخ حركة الجهاد وصلت إلى أماكن لم تكن بالحسبان وأثبتنا أن يد المقاومة اليوم هي العليا".
ولفت إلى أن:" المقاومة لا تطلب معركة مع أحد لكنها في الوقت نفسه لن تسكت عن أي اعتداء يقوم به الاحتلال،ولا يعقل أن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه التصرفات التي يريد العدو من خلالها الانتقاص من المقاومة أمام بيئتها،لكننا سنرد على كل هذه العمليات فالمقاومة اليوم ليست وحدها وليست غريبة في هذه الأرض،ولديها من يدعمها بكل ما يلزم ليس من فلسطين فحسب، بل من كل بلدان العالم الشريفة".
وتوعد القيادي في حركة الجهاد العدو الصهيوني أن:" صواريخ المقاومة ستكون في مدى أبعد تطال فيها المستوطنات كل ما ازدادت الهمجية والجرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني الذي هو ثقتنا وقوتنا في هذه المواجهة".
أبو عطايا
الخبير في الشؤون الصهيونية باسم أبو عطايا اعتبر في تصريح لـ"العهد" أن:" كيان الإحتلال غير قادر على تحمل أي مواجهة خصوصا في ظل وصول صواريخ المقاومة إلى عمق "دولة الإحتلال"، لأن الجبهة الداخلية لديه مكشوفة للمقاومة وهي من تتحكم بقواعد المواجهة بصوريخها التي تشكل ضغطا على الجيش بوصولها إلى مدايات بعيدة خارجة عن التوقعات".
وأردف القول:" إن العدو اليوم يسعى للوصول إلى إتفاقية وقف لإطلاق النار خوفا من توسع رقعة المواجهة وتكبده المزيد من الخسائر، لكنه قام بهذه المواجهة الحمقاء لحاجته لاستثمارها انتخابيا في ظل المنافسة القائمة بين رئيس الحكومة الحالية " يائير لابيد" والرئيس السابق "بنيامين نتنياهو" وذلك بضوء أخضر من الإدارة الأمريكية التي كانت أول المنوهين بهذه العملية".
وتابع أبو عطايا حديثه:" الإحتلال قام بالتحضير لهذه العملية إعلامية وشعبيا على مدى 4 أيام، مراهنا أن تكون عملية خاطفة ذات ردود محدودة، محاولا في ذلك تفكيك جبهة المقاومة الفلسطينية، مدعيا انه في مواجهة مع حركة الجهاد الإسلامي دون غيرها من أجل إحداث شرخ بين الفصائل وتفريق صفوفها".
وشدد على أن المقاومة اليوم تدير المعركة بشكل مختلف عن السابق،معتمدا التريّث واستنزاف أهداف العدو الذي لن يكون قادرا على إدارة معركة طويلة بهذا الأداء،ولن يحصد إلى بعض الانتصارات المصطنعة لاستثمرها انتخابيا".
ورأى أبو عطايا في ختام حديثه لموقعنا أن:" من أهداف هذا العدوان ليس التفريق بين الفصائل الفلسطينية فحسب، بل السعي إلى استنزافها عسكريا وشعبيا على امتداد الأراضي الفلسطينية، منعا لمساندتها لإيران أو حزب الله في أي مواجهة قد تحصل".