اميركا ـ الصين صراع نفوذ أم قضية تايوان
حتى الساعة وقبيل تنفيذ تهديد بيلوسي رئيسة مجلس النواب الاميركي القيام بزيارة لجزيرة تايوان التي دخلت في تحد واضح للصين، حيث تعتبر هذه الزيارة خط احمر، لا يمكن تجاوزها لذلك لازالت الخلافات بين البلدين تراوح مكانها وان المحادثات الهاتفية التي جرت بين الرئيسين بايدن وجين بينغ لم تؤد الى اية نتائج ملموسة مما اضطرت بكين ان تحذر واشنطن من اللعب بالنار في قضية حساسة ومصيرية للصين كتايوان. بيلوسي رئيس مجلس النواب الاميركي التي تقوم بجولة شرق آسيوية تنوي زيارة تايوان الا ان البنتاغون لازال يتردد حول هذه الزيارة وآثارها السلبية التي سترد على اميركا سلباً في ظل اجواء التهديدات العسكرية الصينية وقد اشار بعض الخبراء في بكين عن وجود سيناريوهات متعددة منها اعتراض ومحاصرة طائرة بيلوسي واجراء المناورات في تلك الاجواء اضافة الى اجراء مناورات كبرى في المياه الاقليمية بين تايوان واليابان. واذا لم تعقل الولايات المتحدة وتكف عن اللعب بالنار فان الامور ستتدحرج الى حيث لم يحمد عقباها. فالصين اليوم في العام 2022 ليست الصين التي زار رئيس مجلس النواب الاميركي تايوان عام 1997. فالصين اليوم قد تغيرت جذريا وهي تمتلك قدرات اقتصادية وعسكرية هائلة وان الجيل التي يحكمها هم من الساسة الجدد الذين يصفونهم بالغرب بالذئاب المحاربة حيث يتحدثون بلغة حادة تختلف عن الليونة التي كان يمارسها اسلافهم تجاه اميركا.
ان الصراع الاميركي ـ الصيني هو ابعد من تايوان وان هذه الجزيرة مجرد شماعة تستخدمها اميركا. فالصين تعتبر تايوان التي فصلت عن الارض الام عام 1949 هي جزء لا يتجزأ من الصين الشعبية ولا يمكن لاية قوة في العالم ان تسلب منها هذا الحق.
فالصراع بالتاكيد هو صراع نفوذ في العالم وهذا لا غبار عليه وان كل ما تفعله اميركا هو كبح تسارع الصعود الاقتصادي والفضائي والتسليحي وامتدادها التجاري في القارات الخمس في الدنيا. ان استراتيجية اميركا مبنية على اعتبار ان الصين منافس قوي لها لذلك تسعى وبشتى السبل والوسائل والتحالفات العمل على انحسار التمدد الصيني في العالم لكن دون جدوى. فقدر الصين بامكاناتها البشرية والاقتصادية والتجارية والعسكرية والفضائية الهائلة هي عملاق في عالم الاقوياء وان ما تجنده اميركا من امكانات وفعاليات ودسائس وتآمر ضد الصين لوقف نفوذها ومحاصرة امتداداتها مجرد عبث واستماتة لا جدوى منها البتة.
وما تتخرص به اليوم اميركا في الدفاع عن تايوان ودعمها امام البلد الام الصين مجرد قنابل صوتية وما فعلته هي وحلف الناتو للدفاع عن اوكرانيا الحليف الاهم والاستراتيجي لمجاورتها لروسيا، كانت من ام الفضائح التي تزكم الانوف.