تركيا تحصد اليوم ما جنته على نفسها
مهدي منصوري
دعوة وزير الخارجية التركي لايران وروسيا بمواجهة الارهابيين في ادلب وغيرها من المدن اثار المزيد من الاستغراب لمختلف الاوساط خاصة المتابعين للشان السوري. وارتسم على محياهم سؤال حائر هل ان وزير الخارجية التركي لا يدري ولا يعلم او انه يتجاهل الامر وبصورة الى حد الغباء من ان بلاده وبعد القرار الاميركي الصهيوني الخليجي باسقاط نظام الرئيس الاسد وتحويل التظاهرات في درعا والمطالبة بالحقوق الى مواجهة عسكرية مع الجيش السوري وانطلاق الدعوات من تركيا بالذات وانسياقا مع هذا التوجه بالطلب من ضباط وقيادات الجيش السوري للانضمام لجيش الشام الذي فتحت له مقرا داخل اراضيها؟ كذلك الدعم اللوجستي والسياسي والمالي الغير محدود وفتح الحدود التركية مشرعة امام الارهابيين والمرتزقة للدخول الى اراضيها وفتح معسكرات خاصة لهؤلاء القتلة ويشرف على تدريبهم قيادات عسكرية اميركية وبريطانية ومن ثم ارسالهم الى سوريا عبر الحدود بالاضافة الى ارتال العجلات التي تحمل المواد الغذائية والعسكرية وغيرها والتي دعت للمعارضة التركية الى فضحها من خلال استنكارها.
اذن اين كان وزير الخارجية التركي آنذاك امام هذا الانتهاك السافر لبلد مجاور كان ينعم بالسلام والاستقرار. وهل يقبل وهو الذي رفع عقيرته بالصراخ ان تفعل سوريا هذا الامر في بلده؟، ومن الطبيعي ان جوابه سيكون الرفض؟.
والمهم في الامر والذي لابد ان نسبر غوره هو ان تصريحات وزير الخارجية التركي جاءت نتيجة طبيعية لنتائج الفشل الذريع التي مني به "مؤتمر الرياض" والذي اريد له ان يكون سيفا مسلطا على رقاب الشعوب من جانب وارسال رسائل التهديد لايران خاصة وان كل الذي اتفقت عليه الاطراف المشاركة في هذا المؤتمر قد ذهبت ادراج الرياح ولم ينتج من المؤتمر سوى الفضائح والفشل الذريع. فلا حلف ناتو عربي عسكري ولا غيره.
ولذا فاننا نعطي الحق لوزير الخارجية التركي في هذاالامر لان الارهابيين الذين تدعمهم قد وصلوا الى طريق مسدود وان تحركهم وبعد استهدافهم من قبل الجيش السوري قد اصبح محدودا وكذلك المعارك اليومية التي تحدث بين هذه الفصائل يعكس حالة التشرذم والتشدد ولم يكن لهم سوى طريق واحد الا وهو الالتجاء الى تركيا الداعمة والحامية لهم مما سيشكل عبئا كبيرا على الحكومة التركية والذي هي لم ترغبه بل لم ولن تتوقعه في يوم من الايام. ولكن نقول لتركيا ان الذي يشعل النار لابد ان يكتوي بنارها يوما ما وها هو اليوم بدأت شرارها تصل اليهم ولم تنفعهم لا اميركا ولا السعودية ولا الناتو وعليها ان تواجه مصيرها وحظها العاثر بنفسها وكما يقول المثل العربي "على نفسها جنت براقش".