بايدن وأوهامه الخيالية
مهدي منصوري
المتابع لتصريحات وتصرفات بايدن وخاصة خلال الاسبوعين الماضيين يدرك جيدا وبناء على ما تنشره الصحافة الاميركية من انه وصل الى ارذل العمر وما كشفته صحيفة نيويورك تايمز اخيرا ان بايدن عند تحركه داخل البيت الابيض يستعين بمرافقيه لاسناده في ذهابه وايابه. وكذلك السقطات التي تقع اثناء خطاباته والتي احرجت الادارة الاميركية كان احدى هذه المصاديق. ولذلك نجد ان خطاباته لا تتعدى عدة سطور ومحددة وقد كتبت له خوفا من الوقوع في المحذور. وبطبيعة الحال ان تقدم سنه كان له التاثير الكبير بحيث لم يستطع ان يستوعب المشاكل التي تعيشها اميركا سواء كان على المستوى الداخلي فضلا عن المستوى العالمي.
وقد كان للازمة الروسية الاوكرانية دورا كبيرا في حالة الانهيار الذي وصل اليه لان وقوفة وبقوة الى جانب اوكرانيا والذي استنزف قدر ة اميركا العسكرية وافلس خزينتها الا انه لم تسعفه فيما كان يفكر به او يفكر له من انه يستطيع تحقيق انتصار على روسيا وقهرها. خاصة ان الاتحاد الاوروبي لم يقف ذلك الموقف المؤيد الكامل مع التوجهات الاميركية بحيث يمكن تشكيل قوة وقدرة ان تنهي النزاع لصالح واشنطن، ومن هنا فان بايدن وادارته الفاشلة تعيش في حلقة مفرغة لانها وجدت نفسها وحيدة في الميدان مما يعكس حالة العجز الكبير الذي تعيشه تجاه الاحداث المتسارعة في العالم.
واليوم وبعد ان وصل بايدن الى حالة من اليأس في تحقيق انتصار ولو صوري على روسيا لم يجد بدا من وبناء على نصيحة مستشاريه الاغبياء والحمقى من المجيء الى المنطقة في جولة تبدأ اول خطواتها في الكيان الصهيوني وتنتهي في الرياض على امل ايجاد قدرة عسكرية او ما شابه وبحسابات فشلت تاثيرها واصبحت بعيدة المنال وهو مواجهة ايران اولا ومحاربة روسيا التي تبدأ من الرياض حسب ما صرح به بالامس مما خلقت جوا من السخرية والاستهزاء لان بايدن الذي يحكم اعظم دولة في العالم كما يوصفونها هاهو يلتجئ الى الدول الضعيفة والمغلوب على امرها بمنطقة الخليج الفارسي ويستجديها لتشكيل حلف عسكري قوي رغم انه يملك حلف الناتو وقدراته وما تملكه الدول الاوروبية من قدرات عسكرية كبيرة تفوق ما في دول الخليج الفارسي الاف المرات.
ولذا فان ما يصرح به او ما يدعوا اليه وحسب المعطيات لا يمكن ان يجد له محلا او تاييدا من اي احد خاصة وانه يريد ان يضع زمام هذه الامور بيد الكيان الصهيوني كما اعلنه وكما قال دعمه الكامل للعدو الصهيوني ولا نعلم هل ان بايدن يدري ام لا يدري ام ان مستشاريه لم يوصلوا له المعلومات عن هذا الكيان المتهرئ الذي ينتظر النهاية والزوال وان الجرعات التنشيطية الاميركية لا يمكن ان تعالج او تقلل من ازماته لان المقاومة البطلة في فلسطين المحتلة والمنطقة قد صممت ان هذا الكيان لابد ان يمحى من خارطة المنطقة وان يذهب الى الجحيم.
اذن فان الاحلام الوهمية التي تعتمل في ذهن بايدن وادارته لن تجد لها بعد اليوم طريق للتحقيق او التنفيذ لان بوصلة الاحداث في العالم تتجه باتجاه معاكس 100% عما تفكر به ادارة بايدن. وها هم ممن وضعوا ركابهم في القطار الاميركي اخذوا يتساقطون الواحد بعد الاخر وقد بدأت الضربة الاولى في رئيس الوزراء البريطاني جونسون وها هي تسرى وستصل الى ايطاليا وفرنسا والمانيا وبالتدريج وما هي الا ايام وبعد هذا السقوط المخزي لاوروبا ان يشهد العالم وكما اشارت اغلب التحاليل خاصة الغربية منها والتي تنبأت به المستشارة الالمانية ميركل في المانيا من انه وفي المستقبل سيتشكل عالم بدون الهيمنة الاميركية والذي ما يجري من احداث يشير الى ان العالم سيشهد انتهاء سياسة هيمنة القطب الواحد قريبا.