قائد الثورة: مادام الكيان الصهيوني موجودا فكل ايام السنة هي يوم القدس
*يوم القدس هذا العام ينبئ عن معادلة جديدة في المنطقة والمقاومة ستطيح بالكيان الصهيوني الغاصب بجهادها
*الجمهوريةُ الإسلاميةُ داعمٌ ومُساندٌ لجبهةِ المقاومةِ وهي ماضية في نصرة القضية الفلسطينية
*اميركا تعاني من هزائم متلاحقة والكيان الصهيوني يتخبط في الساحة السياسية والعسكرية داخل شبكة معقدة من المشاكل
*ما شَهِدتهُ الساحة الفلسطينية في السنوات الأخيرة قد ألغَت جميعَ مشاريعِ التسوية مع العدوّ الصهيوني
*المطبعون ارتكبوا خيانةً و مارسوا سَذاجَةً ما بعدها سذاجة لأنّ الأعمى – كما قيل – لا يستطيع أن يقود أعمى
*رئيس الجمهورية: تحرير القدس أمر حتمي والمبادرة اليوم في الأراضي المحتلة بيد الشباب الفلسطيني
*اللواء سلامي: الكيان الصهيوني خنجر غرسه الاستكبار في خاصرة العالم الاسلامي قبل 74 عاما
*البيان الختامي:الحلول الصورية لن تكون بديلا عن استراتيجية «فلسطین من البحر الى النهر»
*النخالة : موقف سماحة قائد الثورة الاسلامية بشأن فلسطين يمثّل حافزًا ذا قيمة عالية لكل مسلمي العالم
*عدة دول عربية واسلامية تحيي ذكرى يوم القدس العالمي الذي يصادف آخريوم من شهر رمضان المبارك
طهران-كيهان العربي:- أكد قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي، في كلمة بمناسبة يوم القدس العالمي، أن أهم داعم للكيان الصهيوني أي الولايات المتحدة يعاني من هزائم متلاحقة.
وقال قائد الثورة الاسلامية خلال كلمة متلفزة بمناسبة يوم القدس العالمي، إن الشعب الفلسطيني المقاوم يستمد قوته من هذه المسيرات الجماهيرية.
وأكد قائد الثورة الاسلامية على انه ما دام الكيان الصهيوني الغاصب يسيطر على القدس فان كل ايام السنة تعتبر يوم القدس العالمي، مشيرا الى ان الشباب الذين يقومون بعمليات تضحية أصبحوا درعا دفاعيا عن القدس.
واشار آية الله الخامنئي الى ان اليوم نرى أمريكا تعاني من هزائم متلاحقة في الساحة السياسية، والكيان الصهيوني يتخبط في الساحة السياسية والعسكرية داخل شبكة معقدة من المشاكل.
ولفت قائد الثورة الاسلامية الى ان الحراك الجهادي للفلسطينيين بالقطاعين الشمالي والجنوبي لاراضي عام 48 تشير الى أن فلسطين تبدلت كلها الى مسرح للمقاومة.
وقال قائد الثورة إن الدجالين وادعياء حقوق الانسان في اوروبا يتجاهلون جرائم الكيان الصهيوني بحق الاطفال والنساء.
وأكد قائد الثورة أن قوة المقاومة ستطيح بالكيان الصهيوني الغاصب بجهادها.
إليكم النص الكامل لكلمة قائد الثورة الاسلامية في يوم القدس العالمي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق وأشرف البرية سيدنا محمد المصطفى خاتم المرسلين وعلى آله الطاهرين وصحبه المنتجبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
السلام على جميع أبناء أمّتنا رجالاً ونساءً في أرجاء العالم.. السلام على شباب العالم الإسلامي.. السلام على الشباب الشجعان والغيارى الفلسطينيين وعلى جميع أبناء فلسطين.
حلّ مرّة أخرى يومُ القدس.. القدسُ الشريف يوجِّه دعوتَه إلى جميع المسلمين في العالم. في الواقع ما دامَ الكيانُ الغاصِبُ والمجرم الصهيوني يسيطر على القدس، فإنّ أيامَ السنةِ كلَّها يجبُ أن نَعتبرها يومَ القدس. القدسُ الشريفُ قلبُ فلسطين، وكلُّ الأرض المغتصبة من البحرِ إلى النهر، هي امتدادٌ للقدس. الشعبُ الفلسطيني في كل يوم يُبدي أكثرَ مما مضى صمودَهُ بشهامة قلَّ لها نظير، ويقفُ بوجهِ الظلم، وسيظلُّ في هذا الوقوفِ الصامد. الشبابُ – بما يقومونَ به من عملياتِ تضحية – قد أصبحوا دِرعاً دفاعياً لفلسطين، ويبشّرون بالواعِدِ من المستقبل.
يمرُّ يومُ القدس علينا هذا العام وكلُّ شيءٍ يُنبِّئُ بمعادلةٍ جديدة لفلسطين في يومِها وغدِها.
" الإرادة التي لا تنكسر" في الساحةِ الفلسطينية وفي جميعِ منطقةِ غربِ آسيا تحلُّ محلَّ ما سُمّيَ «الجيشَ الذي لا يُقهَر» للصهاينة. لقد بات ذلك الجيشُ المجرمُ مضطراً إلى أن يُبدِّل اصطفافَه الهجومي إلى دفاعي.
اليوم، وفي الساحة السياسية نرى أهمَّ داعمٍ للكيان الغاصب، أعني أمريكا، يعاني من هزائمَ متلاحقة.. هزيمةٍ في حربِ أفغانستان.. وهزيمةٍ في مُمارسةِ الضّغوط القُصوى على إيران الإسلام.. وهزيمةٍ أمام القوى الآسيوية.. وهزيمةِ التحكُّمِ بالاقتصاد العالمي.. وهزيمةٍ في إدارته الداخلية وظهورِ التصَدّعِ العميق في هذه الإدارة.
الكيانُ الغاصِبُ يَتَخَبّطُ في الساحة السياسية والعسكرية داخلَ شبكةٍ مُعقّدةٍ من المشاكل. الجلّادُ والمجرمُ السابقُ الذي كان على رأس ذلك الكيان قد أُلقيَ بعد مَلْحمةِ سيفِ القدس في المزبلة، والذين حَلّوا محلَّه أيضاً هم في انتظارِ سيفٍ قاطعٍ لملحمةٍ أخرى.
الكيانُ الصهيوني جنَّ جنونه أمامَ الحِراكِ في جِنين. بينما عَمَدَ هذا الكيانُ الغاصبُ قبلَ عشرين عاماً إلى قتلِ مائتي فلسطينيّ في مُخيّم جِنين مقابلَ مقتلِ عددٍ من الصهاينة في نهاريا ظانّاً أنّ مسألة جِنين قد قُضيَ عليها إلى الأبد.
الاستِطلاعاتُ تُشيرُ إلى أن سبعين بالمائة من الفلسطينيين تقريباً في أراضي ثماني وأربعين وسبع وستين، وفي مخيّمات الشتات يطالبون قادة فلسطين بمواجهةٍ عسكريةٍ تجاهَ الكيانِ الغاصب. هذه ظاهرةٌ هامةٌ، إذ تعني جُهُوزيّةَ الفلسطينيين بشكل كامل لمواجهة الكيان الغاصب، وتعني إعطاءَ الضوءَ الأخضرَ الجماهيري للفصائلِ المجاهدة لِأنْ تُمارسَ دورها متى ما رأت الوقتَ يَستَلزِمُ ذلك.
الحِراكُ الجهادي للشعبِ الفلسطيني في القطاعين الشمالي والجنوبي لأراضي ثمانية وأربعين، ومُتَزامِناً مع ذلك خروجُ المسيراتِ الضخمةِ في الأردن والقدس الشرقية، والدفاعُ البطولي للشباب الفلسطيني عن المسجد الأقصى، والمناورات العسكرية في غزّة.. كلها تشير إلى أنّ فلسطين بأجمعِها قد تبدّلت إلى مسرحٍ للمقاومة. الشعبُ الفلسطيني الآن قد توحّدت كلمتُهُ بشأن مواصلةِ الجهاد.
هذه الأحداث ، وما شَهِدتهُ الساحة الفلسطينية في السنوات الأخيرة، قد ألغَت جميعَ مشاريعِ التسوية مع العدوّ الصهيوني. إذ لا يمكن تنفيذُ أيِّ مشروعٍ بشأن فلسطين في غيابِ أصحابها أي الفلسطينيين، أو في تَعارُضٍ مع وجهة نظرهم. وهذا يعني بُطلانَ جميعِ الاتفاقياتِ السابقة مثل أوسلو، وحَلِّ الدولتين، أو صَفْقَةِ القرن، أو التطبيع المذلّ الأخير.
الكيانُ الصهيوني، مع أنّ قُواهُ خائرة، لا يزال يُواصلُ جرائمَهُ، ويُشهِرُ السلاحَ بوجه المظلومين، ويقتل النساءَ والأطفالَ والعُزّلَ من الشيوخ والشباب، يزجُّ في السجون، ويمارسُ التعذيب، ويهدم البيوت، ويُبيدُ المزارعَ والـمُمتلكات.
الدجّالونَ من أدعياءِ حقوقِ الإنسان في أوربا وأمريكا الذين يَملأون الأجواءَ بالضجيجِ تجاهَ قضيةِ أوكرانيا تَراهُم قد خُتِمَ على أفواهِهم تجاهَ كلّ هذه الجرائم في فلسطين، فلا يدافعون عن المظلوم، بل يُغدقون على الذئب المفترس بالمساعدات.
هذا درسٌ كبير. في قضايا العالم الإسلامي وعلى رأسها القضيةُ الفلسطينيةُ لا يمكنُ الاعتمادُ على هذه القوى العنصرية المعاندة، ولا ينبغي ذلك.
قوةُ المقاومةِ المستَلهَمَةُ من تعاليم القرآن الكريم وأحكامِ الإسلامِ العزيز هي وحدَها القادرةُ على حلّ مسائلِ العالم الإسلامي وعلى رأسها المسألةُ الفلسطينية.
تَبلوُرُ تيار المقاومةِ في منطقةِ غربِ آسيا في العقود الأخيرة كان أكثرُ الظواهر بركةً في المنطقة. قامةُ المقاومةِ كانت هي التي طَهّرت الجزءَ اللبناني الـمُحتلّ من رجسِ وجودِ الصهاينة، وأخرجت العراقَ من حُلقوم أمريكا، وأنقذت العراق من شر داعش، وزوّدت بالمددِ المدافعين السوريين مقابلَ مخططاتِ أمريكا. المقاومةُ تكافِحُ الإرهابَ العالمي، وتساعدُ الشعبَ المقاومَ اليمني في الحرب المفروضةِ عليه، وتصارعُ الوجود الغاصِبَ الصهيوني في فلسطين، وسَتُطِيحُ به بتوفيق الله تعالى، وبجهودِها وجهادِها تجعلُ مسألةَ القدسِ وفلسطينَ بارزةً أكثرَ فأكثر في أوساطِ الرأي العامِ العالمي.
أنتم يا أبناء فلسطين، وأنتم أيها الشباب الـمُضحّون في الضّفّة الغربية و في أراضي ثمانية وأربعين، أنتم أيها المناضلون في مخيّم جِنين، وأنتم أيها الساكنون في المخيمات الفلسطينية في الشتات.. أنتم تشكّلون القسمَ الأهمَّ والأكثرَ حساسيةً وريادة في جسد المقاومة. فاعلموا:
إنّ اللهَ يُدافِعُ عَن الذينَ آمنوا.
و لئنْ صَبَرتُم لهوَ خَيْرٌ للصّابرينَ.
و إنْ تَصْبِروا وتتّقوا فإنّ ذلكَ مِن عَزْمِ الأمور.
و سلامٌ عليكم بما صَبرتم فنِعمَ عُقبى الدّار.
الجمهوريةُ الإسلاميةُ الإيرانيةُ داعمٌ ومُساندٌ لجبهةِ المقاومةِ، داعمٌ ومساندٌ للمقاومة الفلسطينية، لقد قلنا ذلك مراراً وعملنا بما نقول، وعلى ذلك نحنُ مُصِرُّون.
نحن ندينُ التوجّهَ الخيانيَّ للتطبيع. نُدين ظاهرةَ «قابليةِ التطبيع» وما قالته بعضُ الحكوماتِ العربيةِ لأمريكا بضرورةِ التعجيلِ في تصفيةِ المسألة الفلسطينية. إذا كان قصدُها إزالةَ كلِّ مانعٍ على طريقِ تثبيتِ الكيان الغاصِب، فإنهم أولاً قد ارتكبوا خيانةً وجرّوا العارَ على العالم العربي، وثانياً إنهم قد مارسوا سَذاجَةً ما بعدها سذاجة، لأنّ الأعمى – كما قيل – لا يستطيع أن يقود أعمى.
في الخاتمة أبعثُ بتحياتي إلى أرواح شهداء فلسطين، وأقفُ إجلالاً أمامَ عوائلهم الصامدة، وأحيّي الأسرى الفلسطينيين الصامدين بإرادةٍ قويّة في سجونِ الاحتلالِ، وأشُدُّ على يدِ الفَصائلِ الفلسطينية المقاومة التي تنهضُ بالقسم الأكبر من هذه المسؤولية، وأدعو العالم الإسلامي وخاصةً جِيلَ الشباب إلى التواجُدِ في ساحاتِ العزّةِ والكرامة.
وآخر دعوانا أن الحمدُ لله ربّ العالمين
وشهدت مدن البلاد مسيرات حاشدة احياء ليوم القدس العالمي وشدد المشاركون على نصرة القدس والشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال الاسرائيلي.
واحيت الجماهير الشعبية في عدة دول عربية واسلامية ذكرى يوم القدس العالمي الذي يصادف في آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك.
واعتبر البيان الختامي للمسيراتِ اَن يوم القدس هو رمز وحدة وتلاحم الأمة الاسلامية مقابل مؤامرات نظامِ الهيمنة والاستكبار. وأكد البيان ضرورة تعزيز المقاومة ضد الصهيونية، وانتقد سكوت المجتمعِ الدولي على التمييزِ العنصري وجرائم الابادة التي يمارسُه الاحتلال، داعيا المنظمات الدولية والاقليمية للتاكيد على اَن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو عودة اللاجئين الفلسطينيين واجراء استفتاء شامل وحر يضمن مستقبل فلسطين ووحدةَ اراضيها.
ووصف قائد قوات حرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي، الكيان الصهيوني المزيف بأنه خنجر غرسه الاستكبار العالمي في خاصرة العالم الاسلامي قبل 74 عاما.
وفي اشارة الى تصريح رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بأنه "يجب ان يكون لدينا موطئ قدم في العالم الاسلامي"، قال اللواء سلامي في كلمة له خلال مراسم صلاة الجمعة اليوم في طهران بمناسبة يوم القدس العالمي: هذا التصريح القصير يمثل فلسفة مؤامرة مشؤومة في العالم الاسلامي، حيث ان المستكبرين قاموا من خلالها بغرس خنجر في خاصرة العالم الاسلامي باسم الكيان الصهيوني المزيف.
وأضاف سلامي: إن الصهاينة كانوا سابقا ينفذون المجازر دون رادع، أما اليوم فإن إصابة فلسطيني واحد بجروح أصبحت لها عقوبة، لقد ولى زمن الفجائع.
وأكد اللواء سلامي أن الفلسطينيين تجاوزوا مرحلة اليد العزلاء وباتوا اليوم مسلحين ومستعدين للمواجهة مع الكيان الصهيوني المنهار.
وخاطب الصهاينة بالقول: إذا تصورتم انكم ستكونون في مأمن من هجمات الفلسطينيين الأبطال من خلال بناء الحواجز الأمنية الضخمة وتحويل كيانكم إلى ما يشبه المعسكر، فقد رأيتم مافعله الشهداء محمد حسين وفتحي حازم وضياء في عمق أراضي الثمانية وأربعين.
وأضاف: لقد شاهدتم سفنكم في البحر، وشاهدتم انطلاق آلاف الصواريخ الفلسطينية في عمليات سيف القدس وفشل قبتكم الحديدية في صدها، وتشاهدون أبطال حزب الله وقد نصبوا أسلحتهم مقابل الأراضي التي أحتليتموها شمال فلسطين، إنكم تدركون أنكم محاصرون في قلب العالم الإسلامي، وتشاهدون انهيار نظامكم السياسي والاجتماعي بحيث لم تعد أميركا سندا موثوقا لكم بعد أن اصبحت كبيت العنكبوت.
وواصل خطابه للصهاينة بالقول: إنكم تشاهدون أميركا اليوم تهرب من أفغانستان والعراق وباتت على هامش سياسات المنطقة، وبالنهاية لم تعد قادرة على مساعدتكم بل هي بالنسبة لكم كسيارة الإسعاف التي تصل بعد وفاة المريض، أطفأوا نيران شركم، أنتم تعلمون إننا رجال فعل و رد مؤلم، إنكم تصنعون ظروف زوالكم، إننا لن نترككم فانتظرونا، وأقول لكم اليوم: إذا ارتكبتم أي حماقة وصدر منكم أدنى شر فأنكم تعلمون أكثر مني ماذا سينهال على رؤوسكم.
وقال القائد العام لحرس الثورة الإسلامية في إيران اللواء حسين سلامي مخاطبا الصهاينة، إن الولايات المتحدة ليست ملاذا آمنا لكم وقد أصبحت كبيت العنكبوت، وإن البيت الأبيض ومنظومتكم الأمنية اليوم ليسا إلا بيت عنكبوت.
من جهته أكد رئيس الجمهورية آية الله سيد ابراهيم رئيسي ان المبادرة في الوقت الحاضر في الاراضي المحتلة هي بيد الشباب الفلسطيني وانهم سيقررون مستقبل بلدهم.
وقال آية الله رئيسي على هامش مشاركته في مسيرة يوم القدس العالمي: ان رسالة يوم القدس هو ان مصير فلسطين يقرره الشباب والناشئة.
واضاف الرئيس رئيسي: اثبت المجاهدون الشباب الفلسطيني واللبناني في الأحداث الأخيرة أن المبادرة في أيديهم وأن مستقبل هذه الأرض سيقرره هؤلاء المجاهدون.
وتابع قائلا: تحرير القدس أمر حتمي، لأن هذا هو وعد الله والرسول الكريم (صلى الله عليه وآله)، وأيضاً يوم القدس هو يوم رمزي للتضامن والنصرة للشعب الفلسطيني المظلوم، وإن شاء الله هذا التضامن سيقود لاجتثاث الكيان الصهيوني الغاصب.
وأكد المشاركون في مسيرات يوم القدس العالمي التي جرت امس الجمعة في شتى ارجاء ايران في البيان الختامي الذي اصدروه في نهاية المسيرات أنه لاتحل أية تسوية صورية محل الاستراتيجية «فلسطین من البحر الى النهر».
وأشار البيان الختامي الى الهزائم المتكررة التي منيت بها اميركا والكيان الصهيوني والرجعية الوهابية في المنطقة مشددا على أن هذه الهزائم المتتالية افشلت اسطورة الجيش الصهيوني الذي لايهزم وعدم امكانية اختراقه امنيا.
وجاء في البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكنَا حَوْلَهُ لِنُرِيهُ مِنْ آياتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ( سورة الاسراء الآية ۱)
نحمد الله سبحانه لان وفقنا للمشاركة في مسيرات يوم القدس العالمي بعد احياء ليالي القدر المباركة حيث ان هذه المشاركة العظيمة تعتبر نهضة عظيمة للامة الاسلامية في مختلف ارجاء العالم لدعم الشعب الفلسطيني في مقاومته المشرفة وصموده المنقطع النظير ليثبت المسلمون في المعمورة فشل نهج المساومة والاسراع في زوال الكيان الغاصب والبراءة من جبهة قوى الهيمنة والاستكبار العالمي وحماة هذا الكيان المزيف.
واشار البيان الى مرور 43 عاما على معجزة انتصار الثورة الاسلامية بقيادة الامام الخميني طاب ثراه والاستراتيجية الحكيمة التي يعتمدها خلفه الامام الخامنئي مد ظله العالي في العمل لتحرير القدس الشريف وانقاذ الشعب الفلسطيني المظلوم وافشال المخطط الصهيوني ان اسرائيل هي «من النيل الى الفرات» و«الشرق الاوسط الكبير» وغيرهما من الاباطيل حيث ان هذا الكيان يسير نحو الزوال بسرعة متناهية.
وأكد المشاركون في البيان على مايلي:
۱- ان تحرير القدس الشريف وخلاص الشعب الفلسطيني المظلوم الاعزل من مخالب الكيان الصهيوني الغاصب والعمل على ازالة الغدة السرطانية من المنطقة تعتبر من اهم اهداف العالم الاسلامي حيث يدين المشاركون في المسيرات اية مساومة وتطبيع مع هذا الكيان ويعتبرون ذلك خيانة كبرى لن تغتفر ومؤامرة خبيثة لاضعاف جبهة المقاومة والقضاء على اهداف الشعب الفلسطيني.
2- ان يوم القدس ودعم الشعب الفلسطيني يعتبر سندا قويا وطنيا لايران الاسلامية ورمزا لوحدة الامة الاسلامية لمواجهة المؤامرات التي يدبرها نظام السلطة والاستكبار حيث ان الشعب الايراني يؤكد ضرورة تعزيز المقاومة ضد الصهاينة المحتلين ويطالب المنظمات والمؤسسات الدولية والاقليمية باتخاذ مواقف حازمة وعملية لان حل القضية الفلسطينية انما يكمن في عودة اللاجئين الفلسطينيين واجراء استفتاء حر لضمان مستقبل فلسطين ومعارضة اي قرار ظالم.
3- ان الهزائم المتتالية لأميركا والكيان الصهيوني والرجعية الوهابية في منطقة غرب آسيا الاستراتيجية افشلت اسطورة ان الجيش الصهيوني لايقهر وعدم امكانية اختراقه امنيا مما يظهر افول نظام السلطة والصهيونية في المنطقة ونؤكد على دعمنا المعنوي الكامل الشامل للقوات المسلحة الايرانية لدعمها جبهة المقاومة وخاصة المجاهدين الفلسطينيين ضد الصهيونية.
4- نعلن استنكارنا للصمت المطبق الذي تلتزمه الاوساط العالمية والمؤسسات الهزيلة لحقوق الانسان ازاء التمييز العنصري والجرائم البشعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني اللقيط ونطالب بفضح هذه الجرائم ضد الشعوب وخاصة الشعب الفلسطيني الاعزل وندين الجرائم التي تعرض لها الشعب الايراني منذ 60 عاما بينها تاسيس السافاك واغتيال العلماء النوويين لذا ندعو الاعلاميين الشرفاء واصحاب الضمائر الحية الى فضح كل هذه الجرائم.
5- ان الشعب الايراني يعتبر اميركا والنظام الفرعوني وسيادة حكم المافيا والارهاب في هذا البلد العدو رقم واحد ويدين نقض العهود من قبل البيت الابيض في مواجهة حق ايران الاسلامية فيما يخص الملف النووي ويدعم الوفد الايراني المفاوض ويطالب بالغاء كل انواع الحظر وقبول اميركا بالعهد الذي قطعته بهذا الخصوص.
6-ان التأثير المعنوي والمصيري الاقليمي لإيران وقوتها الصاروخية هما من العوامل التي ادت الى شموخ وعظمة الوطن حيث يعود الفضل في ذلك الى الجهود الحثيثة التي بذلها الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني ونؤكد بأننا سنحافظ على هذه القوة الدفاعية الرادعة لتعزيز قدرتنا ونحذر الاعداء من مغبة القيام باي عمل يجعلهم يعضون اصابع الندم.
7- ان قوة ايران وشموخها تكمن في الوحدة والوفاق الوطني حيث اجتازت الازمات والفتن والتحديات التي افتعلها الاعداء ونؤكد على ضرورة الحفاظ على هذه الوحدة لحل المشاكل الاقتصادية والمعيشية والتغلب على الحرب الاقتصادية والحظر الذي يفرضه العدو ضد الشعب الايراني.
ووجّه الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، التحية والتقدير الكبيرين لسماحة قائد الثورة الإسلامية السيد آية الله السيد علي الخامنئي، على كلمته التي وجهها للشعب الفلسطيني اليوم والاشادة ببطولات المجاهدين الفلسطينيين.
وقال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي معقباً على خطاب سماحة قائد الثورة الإسلامية في إيران، إن موقف السيد الخامنئي لاقت تقديراً واحتراماً كبيرين في أوساط الشعب الفلسطيني ومجاهديه.
وأضاف، ان هذه المواقف تمثل حافزاً ذا قيمة عالية لكل مسلمي العالم بمساندة وتأييد الشعب الفلسطيني.
وفي كلمة بمناسبة يوم القدس العالمي ألقاها في مجلسه بقم المقدسة، قال الشيخ عيسى قاسم "لا مقاومة من غير روح يوم القدس العالمي... إذا ماتت روح يوم القدس العالمي وخَفَت صوت يوم القدس العالمي، وتراجعت الأمّة عن إحياء يوم القدس العالمي وتلكأت، أو كان هذا الإحياء من شأن مستوىً معيّن، مذهبٍ معيّن، بلدٍ معيّن؛ فإنّه لا مقاومة، فإنّ خطّ المقاومة إلى ذبول، وإلى موت".
وأضاف "حتى يكون خطّ المقاومة إلى انتعاش، وإلى قوّةٍ ونهوض وفاعلية وهيبة، وقدرة على الاكتساح؛ لا بُّد أن تكون مُقدمته وهي يوم القدس العالمي في إحيائه العظيم الذي تشارك فيه كلّ الأمة، من شيخٍ وعجوز، من طفلٍ وناشئٍ وشاب، من ذكرٍ وأثنى، من كلّ بلدٍ مسلم، من كلّ بلدٍ عربي، من كلّ ضميرٍ إنساني. حين تكون هذه المشاركة الواسعة، والصوت المجلجل الجريء في نصرة القدس، وهزيمة الصهيونية والتطبيع، حينئذٍ يشتدُّ عود المقاومة، وتسمُق شجرة المقاومة وتتجذّر، وتمتلك المقاومة القوّة الكافية والإرادة الأشد، والعزم الأكثر تأكيداً، وحينئذٍ يقترب يوم النصر".
وفي بيان بمناسبة يوم القدس العالمي أكدت جماعة علماء العراق وقوفها دوما أمام المستجدات والتطورات والأحداث المتسارعة التي تحدث في القدس وفلسطين وما يمارسه الكيان الصهيوني اليهودي الغاصب والمحتل من تصعيد واعتداء وقتل واعتقال وسجن للأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن.
كما أكد الناطق الرسمي باسم لجان المقاومة الفلسطينية أن القدس والمسجد الأقصى لا تخص الفلسطينيين لوحدهم ومن شأنها شحذ همم شعوب الامة من اجل مساندة اهل فلسطين في مجابهة هذا العدو الصهيوني المجرم فالقدس بالنسبة للامة دين وعقيدة.
هذا وافاد مراسل العالم في الاراضي المحتلة أن الفلسطنيين في يوم القدس العالمي زحفوا من كافة انحاء الاراضي الفلسطينية الى المسجد الاقصى المبارك.
وقال ، إن الفلسطينيين من كافة ارجاء البلاد ورغم اجراءات الاحتلال المتشددة الا انهم استطاعوا الدخول الى المسجد الاقصى احياء ليوم القدس العالمي وآخر جمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك.
واشار الى ان قوات الاحتلال طيلة شهر رمضان المبارك اعتدت على المصلين والمعتكفين في المسجد الاقصى المبارك واعتقلت اعداد كبيرة منهم.
كما افاد مراسل العالم في لبنان ان الفلسطينيين المقيمين في المخيمات بالبنان احيوا يوم القدس العالمي.
وقال مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مخيم برج البراجنة فؤاد ظاهر لقناة العالم الاخبارية، إن مراسل العالم: "نحن اعتدنا في آخر جمعة من شهر رمضان في كل عام على احياء يوم القدس العالمي ليس فقط في المخيمات انما بالمدن والعواصم الاوربية واينما وجد الفلسطيني، لان هذا اليوم اصبح رمز للشعب الفلسطيني واصبح بالفعل يوم قدس عالمي واثبت الهوية المقدسية بانها عالمية وليست حصرا على الشعب الفسطيني، فنحن نحيي هذا اليوم وفاء لابناء شعبنا وقضيتنا لان قضية القدس هي محور المقاومة ومن ينتمي الى قضية القدس وفلسطين فهو ينتمي الى محور المقاومة".
وانطلقت مسيرات يوم القدس العالمي عند الساعة العاشرة من صباح امس الجمعة بالتوقيت المحلي في طهران وعموم ايران (الخامسة والنصف بتوقيت غرينيتش ) بمشاركة شعبية واسعة، وخاصة الأكاديميين والشباب والرياضيين الايرانيين.
وقد اعلن الامام الخميني الراحل (رض) آخر جمعة من شهر رمضان المبارك في كل عام يوما عالميا للقدس، تشارك فيه جماهير الأمة الأسلامية في انحاء العالم في مسيرات حاشدة لنصرة المسجد الاقصى الشريف ودعم الشعب الفلسطيني المضطهد في نضاله ومقاومته.
فبعد عامين من الانقطاع بسبب جائحة كورونا جرى الترتيب لتنظيم مسيرات كبرى بالتزامن مع ايران في أكثر من 90 دولة بحضور مسلمين وأحرار من الديانات السماوية الأخرى على شكل مسيرات وتنديد بالكيان القاتل للاطفال ودفاعًا عن شعب فلسطين المظلوم والقدس الشريف.
وانطلقت مسيرة في دمشق إحياء ليوم القدس العالمي من مدخل سوق الحميدية باتجاه الجامع الأموي.
وبمشاركة شعبية واسعة انطلقت امس الجمعة مسيرة من مدخل سوق الحميدية باتجاه الجامع الأموي بدمشق بمناسبة يوم القدس العالمي ودعماً للشعب الفلسطيني وصموده في وجه الاعتداءات الصهيونية.
وشارك أهالي مدينة البصرة في جنوبي العراق في مسيرة يوم القدس العالمي يوم الجمعة لنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم ودفاعا عن المسجد الاقصى الشريف.
وقد نقلت وسائل الاعلام العراقية صباح الجمعة مشاهد هذا الحضور الشعبي في شوارع مدينة البصرة للمشاركة في مسيرة يوم القدس العالمي.
وتظهر المشاهد المنقولة ان المشاركين في المسيرة يرفعون صور مؤسس الجمهورية الاسلامية الامام الخميني الراحل (رض) وصور سماحة قائد الثورة الاسلامية وصور المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني والقائدين الشهيدين الحاج قاسم سليماني وابو مهدي المهندس.