kayhan.ir

رمز الخبر: 149549
تأريخ النشر : 2022April24 - 20:37

معلومات خطيرة عن تدوير المخابرات التركية للنصرة في إدلب

 

حسام زيدان

بعدد قليل من الكلمات، وصفر معلومات، أوردت وكالة انباء الاناضول التركية، خبر مفاده ان جهاز الاستخبارات التركي "MİT" ألقى القبض على إرهابيين اثنين ينتميان لداعش في عملية أمنية في سوريا.

الخبر جاء في وقت تشابكت فيه المعلومات حول ما يجري في ادلب، وذهبت في اتجاهات عدة تجاوزت كثيرا حدود عملية امنية تنفذها المخابرات التركية، وعند التقصي بألف باء المتابعة، نستطيع ان نربط بين ما جرى في ادلب في تلك الفترة، وحقيقة الخبر المبهم الناقص المشوب بعيب الغموض، حيث اكدت معلومات متقاطعة أنّ كل من “أورهان موران” و”مصطفى قيليجلي” اللذان أعلنت تركيا القبض عليهما بعملية امنية في شمال سوريا، كانا معتقلين في سجون جبهة النصرة منذ تاريخ 4 أبريل نيسان 2021، وهما تابعين لمجموعة إرهابية يقودها أبو ذر المصري، القيادي البارز في تنظيم "حراس الدين"، والشرعي السابق فيه، والذي اعتقلته جبهة النصرة في نيسان من عام 2021 على أحد الطرق الفرعية المؤدية لمدينة "معرة مصرين" شمال مدينة إدلب، ما يعني ان ما جرى هو عملية تسليم واستلام، بين جبهة النصرة والمخابرات التركية، ضمن اتفاق ترجح المصادر انه يأتي ضمن عملية تلوين جبهة النصرة، وإعادة تدوير الإرهابيين، وإخراج الأجانب منهم من مناطق نفوذها، وتسليمهم للدولة التركية التي تعمل على نقلهم الى مناطق ساخنة أخرى في العالم ومنها أفغانستان وأوكرانيا، بعد ان تقاطعت الانباء عن استمرار الجانب التركي بأرسال المسلحين من سوريين وأجانب الى أوكرانيا للقتال فيها.

حيث اكدت مصادر مطلعة ان الجانب التركي يعمل على نقل الإرهابيين من مجموعات مسلحة مختلفة الى أوكرانيا، عبر طائرة إغاثة من مطار استنبول تصل الى احد الدول الاوربية المجاورة لاوكرانيا، ومن ثم ينقلون برا الى داخل اراضيها، تحت غطاء ان ما تحمله تلك الطائرات، هو مساعدات اغاثية، وكانت المصادر اكدت ان عملية نقل المسلحين وتجهيزهم، كانت قد بدأت قبل اشهر من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وكانت تركيا قد نقلت عدد كبير من المسلحين تحت مسمى موظفي حراسات في شركات استثمارية تركية في أوكرانيا، او عمال في تلك الشركات، اما التوجه الجديد لنقل الإرهابيين الاتراك من الذين قاتلوا مع المجموعات الإرهابية، فهو لإنهاء ملف هؤلاء وضمان عدم عودتهم الى الأراضي التركية، حيث ستعمل المخابرات التركية لنقلهم الى جبهة قتال جديدة، وعلى الاغلب هي أوكرانيا.

وابعد من الخبر الذي أوردته وكالة الاناضول، ففي 16-4-2022 نشر خبر في وكالة انباء تركية، أي قبل يومين من نشر خبر العملية الأمنية التركية شمال سوريا، ان الجمارك ضبطت 2 مليون و422 ألف حبة مخدر كانت مخبأة في شاحنتين ضمن صناديق مخلل، في منطقة جمارك معبر باب الهوى، وتؤكد المصادر ان تلك الشحنة من المخدرات كانت لصالح جبهة النصرة، ما دفع أبو محمد الجولاني الى مقايضة التغاضي عن شحنة المخدرات التي تم ضبطها، مقابل تسليم الدولة التركية عدد من الارهابين في سجونه، ومنهم الاتراك الاثنين وعدد من الإرهابيين، من جنسيات مصرية ومغاربية واسيوية، كانت قد اعتقلتهم جبهة النصرة في الفترة السابقة، ما اثار حفيظة التكفيريين في ادلب، ودفعهم لانتقاد تصرف الجولاني، في دليل جديد على انشقاق واضح في التوجهات بين التكفيريين في المحافظة السورية الشمالية.

هذا كله يدلل على ان العلاقة المستمرة بين الاتراك وجبهة النصرة، تشكل تحالف استراتيجي، وتطبيق عملي على تبيض صورة الجولاني وتنظيمه الإرهابي، في محاولة من المخابرات التركية، تصدير صورة جبهة النصرة الإرهابية، كـ" تنظيم معتدل" وهذا جزء من المخطط الأمريكي التركي، للقفز على كل تفاهمات استانا وسوتشي، واستغلال الانشغال الدولي بالعملية العسكرية في أوكرانيا، والعمل على إعادة تركيا ترتيب ملفات الإرهابيين شمال سوريا.