الرياض لن تنتصر على صنعاء
لم تكن تتوقع الرياض ومن دفعها الى العدوان على اليمن سواء كانت اميركا او حلفاؤها الخليجيون من ان يدوم ثماني سنوات ونيف، والملفت في الامر ان الرياض وقعت ضحية استشارة غبية من الرئيس اليمني المهزوم من ان العدوان لن يدوم سوى ايام وعندها ترجع صنعاء لان تكون محمية سعودية، وهو مااشار اليه احد الامراء السعوديين من "ان هادي قد خدعنا واورطنا في هذا العدوان".
ومن الواضح ان القدرات العسكرية لدول العدوان على اليمن تفوق مالدى اليمنيين خاصة وان اغلب دول العالم اميركا وبريطانيا والمانيا وفرنسا قد امدوا حكام بني سعود بما لديهم من اسلحة متطورة ليتحقق الا نتصار للرياض الا ان وبعد ثماني سنوات وجدوا ان كل هذه الاسلحة المتطورة اصبحت عاجزة امام الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية بحيث لم تستطع ان تمنع من وصولها الى اهدافها المرسومة واصابتها بدقة متناهية بحيث غيرت معادلة الردع ورجحت كفة الابطال انصار الله على اعدائهم.
ولاننسى ايضا ان الجرائم اللاانسانية واللااسلامية التي ارتكبها حكام بني سعود ضد ابناء الشعب اليمني لاركاعهم من القتل واللتدمير الشامل والحصار القاتل ومنع وصول المواد الاساسية الغذائية والدوائية وغيرها والتي اريد لها ان يرفع اليمنيون الاحرار الابطال الراية البيضاء وبذلك يتحقق نصر كاذب للرياض قد باءت بالفشل الذريع بحيث ان اليمنيين الابطال وبصبرهم وصمودهم من استيعاب الموضوع ورغم صعوبته بافشال مخطط التجويع والتركيع وخرجوا منها منتصرين لانها لم تفت في عزيمتهم على المواجهة مهما طال أمدها. وهذا الامر وضع حكام بني سعود ومن تحالف معهم من الدول الخليجية امام موقف محرج من شعوبهم اولا وامام العالم اجمع بحيث افقدتهم عقولهم واغلقت كل الابواب امامهم ، وهاهم اليوم اخذوا يذهبون شرقا وغربا من اجل الخلاص من هذا المأزق والخروج من هذه الشرنقة الخانقة وبأي ثمن كان.
ولابد من التأكيد ايضا ان الثوار من ابناء انصار الله قد فتحوا صدورهم امام كل المبادرات التي طرحت من قبل الامم المتحدة وغيرها من الدول للذهاب الى الحوار وحل الازمة بالطرق السلمية الا ان حكام بني سعود ومن اجل تحقيق نصر ولو كاذب على ابناء اليمن اخذوا يضعون الشروط التعجيزية على اليمنيين لكي يستسلموا لا رادتهم ورغباتهم بحيث تصل المفاوضات الى الفشل. مما عكس لدى المراقبين ان حكام بني سعود لايريدون للازمة ان تحل الا حسب مقاساتهم ورؤاهم والتي رفضها اليمنيون الابطال لانهم هم المنتصرون ولا يمكن للعقل ان يقبل أو يرضى بالخضوع الى ارادة المهزوم .
وبنفس الوقت نشير الى ماطالبت به اوساط يمنية للتحالف السعودي وامام هذا الفشل والانهزام بالانسحاب من الحرب وعدم المراهنة على تغيير السلطة الرئاسية في اليمن.
وقال عضو وفد صنعاء المفاوض عبد الملك العجري إنّ "تحميل الرئيس عبد ربه منصور هادي مسؤولية فشل الحرب العدوانية، وكأنها كانت خياراً ناحجاً لولاه، هو مجرد محاولة للبحث عن كبش فداء".
وحذر العجري التحالف السعودي إلى "الانسحاب من الحرب، حتى لا يضطر إلى 7 سنوات أخرى، ليقتنع بأنّ هادي ليس سبباً لفشل حربه، وقد بذل كل ما بوسعه وزيادة للحرب، وليس في الإمكان أفضل مما كان".
ومن الواضح جدا للجميع وللتحالف العدوان السعودي من ان "خيار الحرب خيار فاشل بهادي وبغير هادي، وإنّ السلام والانسحاب من هذا المأزق الذي صنعوه لأنفسكم ولليمن هو الخيار الأسلم".
وفي اخر المطاف فان قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي ( حفظه الله ورعاه) قد قدم النصح لحكام بني سعود ومن رؤية ثاقبة لما يجري في اليمن من انه "عدم وجود احتمال لتحقيق الانتصار على الشعب اليمني وعلى السعودية بأن لاتستمر قدما" وحذر قادة السعودية من "وقوع احداث مستقبلية مريرة لأن المضي قدما يعني عدم الانتصار وبالتالي الانكسار وجر الويلات على بلادهم والمنطقة"، خاصة وان هذه النصيحة الهامة التي قدمها سماحة قائد الثورة الاسلامية أتت بعد دخول الهدنة في اليمن حيز التنفيذ، وفي الحقيقة بعد ان استيقن السعوديون بأنفسهم تعذر الانتصار على شعب مستعد للتضحية بأغلى ما يملك أي فلذات الأكباد في سبيل الحفاظ على كرامته وسيادته وحريته ووطنه.