kayhan.ir

رمز الخبر: 147123
تأريخ النشر : 2022February25 - 21:29

عليك ان تصفَّ نعليه!

حسين شريعتمداري

1 ـ "بخصوص المرحوم آية الله ميرزا جواد ملكي التبريزي، الذي يجله سماحة الامام الخميني ـ رضوان الله تعالى عليه ـ ويصفه باستاذه في العرفان، قائلا: بعد عامين من تشرفه مدينة النجف الاشرف وحضوره في جلسات درس العارف المشهور المرحوم آية الله حسين قلي الهمداني، قال يوما لاستاذه: "لم اصل في السير والسلوك الى مقام معين، وان دروسك لا تجد طريقا الى قلبي".

فتساءل المرحوم حسين قلي الهمداني؛ ما اسمُك؟ فاستغرب الميرزا جواد التبريزي قائلا الا تعرفني؟! انا جواد ملكي التبريزي! فيسأله الاستاذ  وما الذي يربطك بالسيد ملكي التبريزي الذي يشترك ايضا في هذه الدروس؟ فيجيب انه ابن عمي. فقال الاستاذ عليك ان تصفَّ نعلي ابن عمك من الآن وصاعداً سواء قبل دخولك الدرس او بعده!

فكان هذا الامر ثقيلا بالنسبة للمرحوم ميرزا اذ ان علاقته ليست على ما يرام مع ابن عمه، الا ان الاستاذ كان يشخص ان في هذا التصرف حكمة، فيما لم يخالف ميرزا جواد امر استاذه.

وبعد شهرين سال الاستاذ عن حاله، فاجاب ميرزا جواد بانبساط، بانه يشعر ان اساريره تفتحت ومنافذ المعرفة قد شرحت لي. فقال المرحوم حسين قلي؛  هل تعلم ما الذي حصل جراء سوء علاقتكم بابن عمك؟!  اذ ان الزوار الذين كانوا يأتون من تبريز لزيارة العتبات العاليات ومرقد الامام علي عليه السلام في النجف، كانوا ينقلون تقاطعك مع ابن عمك الى تبريز وعلى اثر  ذلك تسوء العلاقة بين ابناء عشيرتك. ولكن حين شاهدوا ما تصنعه من صفّ نعلي ابن عمك، نقلوا ما شاهدوه الى موطنهم في تبريز من احترام وتواضع، وصاروا يتحدثون عن مدى خُلقك الرفيع مما متّن العلاقة بين افراد العشيرة، وتحولت الى علاقة اخوية.

فجزاك الله على صنيعك ان فتح منافذ العلم والمعرفة بوجهك".

2 ـ وكنت قد نقلت هذه الحكاية قبل سنوات في عمودي الخاص للصحيفة، واليوم استثمر الفرصة لاعادة هذه القضية بعد ان سمعت بحصول اختلاف في الرؤى بين الاخ العزيز حجة الاسلام رسائي والاخوة الاعزاء في وكالة تسنيم، حتى بلغ الامر الى التراشق الاعلامي. فلا نقاش في اصل الموضوع وانما الحديث يدور حول المواجهة غير المتوقعة بين اشخاص لانشك في ولائهم للاسلام وعبورهم لامتحان الثورة، ولطالما تعاضدا بوجه الاعداء خارج البلاد واذنابهم في الداخل.

ان طرفي القضية (ويعز علي ذكر ذلك اذ لا معنى لوصفها بانها طرفان، فلا يوجد إلا طرف واحد) ان كانا يقصدان في كتاباتهما اظهار الآراء، فلا مصلحة للاستمرار  في ذلك لانه يفرح الاعداء. فلا يليق بالاعزاء ان يقولوا من الذي بدأ؟! ومن عليه ان ينسحب؟!

3 ـ اعلى الله من مقام الامام الراحل وان يديم راية خلفه، فهذان الكبيران لطالما كانا يذكران بالآية الشريفة من سورة الانفال؛ "لا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم...".

بدوري لا احاول ان اضع نفسي في مقام "علية القوم"، وان علا الشيب لحيتي ورأسي، الا ان تجارب الايام ومخاضها علمتني الكثير مما لابد ان اضعه بخدمة إخوتي الاجلاء و... فما اسعد من يسارع للملمة أجواء التشاحن.