"كلا .. كلا.. اميركا" استفتاء شعبي
مهدي منصوري
كثيرا ما تعتمد وسائل الاعلام المرئية والمسموعة على ما تقدمه مراكز الاستطلاع عن اي قضية من القضايا المختلفة معتمدة على الارقام التي يظهرها هذا الاستطلاع رغم انه يقتصر على شريحة محدودة قد لا يتجاوز عددها الالفين او الثلاثة من المستطلعين.
ولكن الذي جرى بالامس وفي ساحة التحرير بالعاصمة العراقية بغداد من حضور مليوني منقطع النظير والذي يعد بروفة عملية وواقعية للاحتفال الكبير الذي سيجرى اليوم والذي تشارك فيه جميع محافظات العراق وبكل مكوناتها المختلفة مما وصفته بعض الاوساط انه سيكون تاريخيا لانه سيعكس الصورة الواقعية التي حاول ويحاول الاعلام المعادي الاميركي وحلفائه وعملائه طمس معالمه امام الرأي العام سواء في المنطقة او العالم.
والذي تابع بالامس التجمع المليوني الذي جاء أحياءا للذكرى الثانية لاستشهاد قادة النصر على الارهاب الشهيدين سليماني والمهندس والذي عكس للعالم اجمع صورة واضحة المعالم لا تقبل التفسير او التأويل وهو الصيحة الكبرى التي ملأت ليس فقط افاق العراق بل افاق كل العالم من خلال ما نقلته الاقمار الاصطناعية لهذا السيل الهادر الذي ارتفع صوته عاليا معلنا تنديده بالجريمة التي ارتكبتها اميركا المجرمة بالتعاون مع عملائها في الداخل والمنطقة، وكذلك صبت غضبها على الشيطان الاكبر بالشعار الخالد الرافض الشجاع "كلا.. كلا.. اميركا" ليعكس حالة الانزجار والغضب الكبيرين في نفوس هذه الملايين لما قامت به اميركا من جرائم تندى لها جبين الانسانية ليس في العراق فحسب بل في العالم اجمع والتي لازالت بصماتها واضحة في العراق وافغانستان واليمن ولبنان وفلسطين وساير دول العالم والتي تعكس مدى حالة الحقد الذي تتعامل اميركا به مع شعوب العالم كل ذلك من اجل ان تفرض هيمنتها وقدرتها على شعوب الدول لنهب ثرواتها واستعبادها لارادتها، الا ان اصوات الملايين في بغداد قد عكست ما يعتمل في نفوس الشعوب التي اكتوت بنيران الاميركان من خلال استخدام صنيعتها الارهاب الاعمى الذي امعنت واوغلت بدماء الابرياء من ابناء الشعوب.
اذن "كلا .. كلا.. اميركا" لم يكن شعار العراقيين وحدهم بل كل المستضعفين والاحرار في العالم ولذلك فان صيحات وصرخات العراقيين جاءت نيابة عن هذه الشعوب التي لم يسمح لها العملاء من اعلان غضبهم ضد اميركا.
ولذا فعلى اميركا ان تاخذ هذه الصيحات الرافضة لها على محمل الجد بل بالتحذير والانذار لكي ترتب اوضاعها بان ترحل ليس من العراق بل من كل المنطقة وقبل فوات الاوان، لان هذا الشعار لم يعد صيحات تخرج من حناجر الملايين فحسب بل انها حمما نارية حارقة لكل تواجد اميركي في المنطقة خاصة فيما اذا اصرت او ركبت واشنطن العناد باستمرار بقائها جاثمة على صدور الشعوب من خلال خلق الازمات والمشاكل التي تسلب امنها واستقرارها من جانب وتنهب ثرواتها من جانب آخر، وواضح جدا ان اميركا اليوم عاجزة من القيام باي رد فعل ضد ثورة الشعوب التي اذا انطلقت بطردها وبالطريقة التي تفهمها واشنطن جيدا وهو ما حذرت منه المقاومة من قبل.
واخيرا فان دماء شهداء الانتصار على المقاومة سليماني والمهندس لا يمكن ان تجف حتى يشهد العالم حالة الاذلال الكبير لاميركا بخروجها من العراق وفي اسرع وقت ممكن ان لم يكن سلميا بل تحت وابل الصواريخ والمسيرات والتي ستجبرهم على البحث عن طريق للهروب مهزومين ليس من العراق فحسب بل من المنطقة برمتها.