قاليباف: استراتيجية الحوار العام هي الحلقة المفقودة في حل مشاكل الدول الإسلامية
طهران-فارس:- أشار رئيس مجلس الشورى الاسلامي محمد باقر قاليباق الى أن إحدى الحلقات المفقودة في حل مشاكل الدول الإسلامية هي "استراتيجية الحوار العام والشامل" في هذا المجال الحضاري ، مؤكدا ان القوى الخفية اليوم ، تحاول من خلال اثارة الفرقة وزرع الخلافات العرقية والمذهبية في اوساط المسلمين العمل على دفعهم الى خوض الحروب الداخلية الاقلمية وقتل الأخوة.
وقدم قاليباف في كلمته باختتام المؤتمر الدولي الخامس والثلاثين للوحدة الإسلامية الذي عقد السبت في مركز المؤتمرات للإذاعة والتلفزيون تهانيه بمناسبة عيد المولود النبوي الشريف الى جميع المسلمين والباحثين عن الحقيقة في العالم وقال ان سيرة الرسول الأعظم هي الوحدة والتلاحم بين الأمة الاسلامية على اختلاف ألوانها وأجناسها وقبائلها ، وقد اجتمعنا اليوم للتاسي بنفس الأسلوب حتى ننقل رسالة الوحدة والأخوة إلى كافة المسلمين بالعالم ونخطو خطوة نحو تشكيل أمة إسلامية واحدة.
وصرح رئيس مجلس الشورى الإسلامي أنه عندما نتحدث عن وحدة المسلمين فإن السؤال الأول الذي يجب أن نجيب عليه هو كيف تتكون الوحدة؟ وتابع انه للرد على هذا التساؤل أرى أن الوحدة تتشكل حول أهداف ومقاربات مشتركة فنحن المسلمين من جميع الأديان والأذواق لدينا قواسم مشتركة قوية مثل القرآن والنبي الكريم و القبلة الواحدة ، ولكن السبب في وجود العديد من الاختلافات على الرغم من هذه القواسم المشتركة الراسخة هو أننا لم نحدد لانفسنا أهدافًا ومقاربات مشتركة .
وشدد على أن التجربة تبرهن على أن الوحدة تتحقق بنفس النسبة التي يتم فيها خلق هدف مشترك ومنهج مشترك في الأمة الإسلامية ، وان أهم تجربة ودليل تاريخي لنا هو قضية فلسطين المهمة وقال: لقد استطاعت قضية فلسطين في ان تسهم في جمع والتفاف الامة الاسلامية وتشكيل جبهة موحدة للمقاومة ضد الكيان الصهيوني الغاضب وإذا نظرنا إلى أكثر من 70 عامًا من مأساة احتلال الكيان الصهيوني لفلسطين ، يمكننا تقسيمها إلى فترتين ، الفترة الأولى قبل الثورة الإسلامية والثانية بعد الثورة الإسلامية.
وأشار قاليباف إلى أنه في الفترة الأولى حاولت حكومات الدول العربية وانطلاقا من النظرة القومية العربية بكل ما أوتيت من قوة إيقاف نمو هذا الورم السرطاني ، وكانت النتيجة حرب عام 1967 التي منيت فيها الماكنة الحربية للدول العربية خلال ستة ايام هزيمة نكراء وكانت النتيجة التعزيز السياسي والعسكري لهذا الكيان القاتل للأطفال ، واكد ان الكيان الصهيوني في الفترة الثانية من مسيرته مني بهزائم نكراء في عدة مواجهات مختلفة ، وليس ضد جيش نظامي واحد أو أكثر. ولكن ضد المقاومة الشعبية الشيعية والسنية في لبنان وفلسطين والتي حطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر وكان العامل الذي تسبب في مثل هذا التغيير الكبير هو خلق عقيدة وهدف مشترك معاد للصهيونية وتغيير في النهج المركزي للحكومات من منظور القومية العربية إلى الأمة الإسلامية مع التركيز على الإسلام السياسي المناهض للظلم وبالطبع تشكل هذا الهدف والنهج المشترك نتيجة معرفة ووعي الأمة الإسلامية.
وأضاف رئيس مجلس الشورى الإسلامي انه مع انتصار الثورة الإسلامية ، لم يعمل الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه على ارساء دعائم الإسلام السياسي في إيران فحسب ، بل جعل هم ايران الاساسي باعتبارها بلد مسلم شيعي ، محاربة الظلم الذي يمارسه الكيان الصهيوني وراعيته الرئيسية الولايات المتحدة ". وأظهر هذا الرجل الخارق للتاريخ والمعلم الرائد في العصر الجديد للنخب الدينية والسياسية للأمة الإسلامية أن المنكر الرئيسي الذي نهى عنه القرآن وجعل محاربته واجبا على كل مسلم هو ظلم واضطهاد المستعمرين المتغطرسين والجهل الناجم عن نشر الثقافة المادية للنظام الرأسمالي.
ونوه رئيس مجلس الشورى الاسلامي بتضحيات "القائد الشهيد الحاج قاسم سليماني"؛ مؤكدا ان هذا البطل استطاع ان يوحد بين صفوف المقاومة في المنطقة لمواجهة الكيان الصهيوني والجماعات التكفيرية الارهابية، وقد برهن للتاريخ بأن "الكيان المحتل اهون من بيت العنكبوت".