kayhan.ir

رمز الخبر: 139657
تأريخ النشر : 2021October24 - 20:26

مجلس الامن الاميركي

مهدي منصوري

لم يشهد العالم يوما ما ان مجلس الامن الاميركي قد اتخذ موقفا يساهم في حل المشاكل العالقة، بل العكس هو الصحيح ان اغلب قراراته تكون سببا اساسيا في خلق الازمات وتشنج الاوضاع في العالم اجمع، ولذلك فانه واجه انتقادات واسعة لمواقفه المخزية خاصة والشواهد على ذلك كثيرة ولكن لابد ان نشير الى بعضها والتي ماثلة للعيان ، فالازمة السورية لم تكن تصل الى ما وصلت اليه اليوم من تعقيد لولا قرارات مجلس الامن التعسفية التي وقفت الى جانب الارهاب الدولي بزعامة اميركا ضد الشعب السوري، وكذلك موقفه المخزي تجاه الشعب اليمني اذ انه وقفت مع الجلاد الاميركي السعودي الذي دمر اليمن في بناه التحتية وذهاب المزيد من الابرياء ضحايا بسبب القصف السعودي المدعوم اميركيا ودوليا ولم يعر اهتماما للدماء التي سالت ظلما وجورا بل انه يكون ضد الشعب اليمني وارادته اذ يصدر قراراته الحمقاء التي يطالب بها ابناء اليمن بعدم استهداف السعودية الظالمة والحاقدة. وهكذا موقفه الواضح ضد ارادة الشعوب استجابة للسيد الاميركي.

 وبالامس وفي ذروة التظاهرات الشعبية الغاضبة في العراق احتجاجا على تدخل الامم المتحدة واميركا وحلفاؤهما في الانتخابات وتجييرها لجهة معينة وابعاد القوى الرافضة للتواجد الاميركي من اجل ان تبقى اميركا متحكمة في هذا البلد، نجد ان مجلس الامن وبدلا من ان يتدخل من اجل حل الازمة وانها حالة التوتر في العراق فانه يصدر بيانا يؤجج النار وبصورة تدعو الى الاقتتال الداخلي بحيث اشارت اوساط سياسية عراقية من ان الذي جرى له تزوير فاضح ومخزي للانتخابات كان وراؤه مجلس الامن من خلال ممثلية الامم المتحدة.

وقد تجاهل مجلس الامن كل التقارير من المراقبين الدوليين الذين اعلنوا وكشفوا محاولات التزوير واثبتوها بالوثائق الا انه وبصورة اذهلت المراقبين يصدر بيانا يشيد بنزاهة الانتخابات ويهنئ الشعب العراقي على نجاحها واتخذ اتجاها معارضا لارادة هذا الشعب الرافض للنتائج المزورة والتي جاءت من خلال الاحتجاجات العارمة والغاضبة والتي غطت كل المحافظات من الشمال الى الجنوب، بحيث ان البيان شكل اضافة صفحة جديدة لصفحات سجله الاسود الملئ بالانحياز والذي يتعارض مع ابسط قواعد حقوق الانسان.

ومن الواضح جدا ان مجلس الامن يدرك جيدا ان الشعب العراقي لا يمكن ان يصغي لمثل هذه البيانات بل انه سيضع المجلس ضمن الذين يتامرون عليه لاشعال فتنة داخلية عمياء (لا سمح الله) ولكن سيخيب ظنهم وظن اسياده الاميركان وكل المعادين والحاقدين لارادته الحرة  من خلال الوقوف والصمود في الساحات حتى تتبين الحقيقة التي ستخزي كل المتامرين على حريته وسيادته واستقلاله.