بعد حرب 6 اكتوبر .. 'اسرائيل' تجرعت الهزائم تباعا بفضل المقاومة
احتفلت سوريا ومصر بذكرى حرب تشرين التحريرية (حرب اكتوبر) التي كانت أول هزيمة نكراء للعدو الاسرائيلي على يد الجيوش العربية، وكادت ان تنهي وجود الكيان الاسرائيلي لولا الجسر الجوي الذي فتحته الولايات المتحدة آنذاك لانقاذ الكيان الاسرائيلي وما تبعه من قبول مصري لوقف لاطلاق النار، حيث بقيت سوريا وحيدة على الجبهة تُستنزف من قبل الغرب والصهاينة، ومع هذا لم يربح الكيان الاسرائيلي حربا او معركة قط بعد هذه الحرب ليس أمام الجيوش العربية بل أمام المقاومة ومحور المقاومة.
بعد 48 عاما من الحرب كشف الكيان الاسرائيلي بالأمس معلومات جديدة عن الحرب التي ما زالت وثائقها تتكشف الى اليوم وشكلت المعلومات اقرارا جديدا لكيان الاسرائيلي بأن الجسر الجوي الامريكي هو الذي أنقذه، وقال بأنه كان على علم بالحرب قبل 10 شهرا من وقوعها لكن وزير الحرب آنذاك موشي دايان استبعدها ورأى ان مصر قد تشن معارك حرب استنزافية، جيث لم يتوقع حجما بهذا الشكل واختراقا لخط بارليف.
المعلومات سربها للكيان الاسرائيلي، بحسب الوثائق الاسرائيلية، اشرف مروان الذي كان مقربا من الرئيس المصري وقتها انور السادات وهو ماتقول مصر انه كان عميلا مزدوجا، ومع هذا فإن ما أحدث شرخا بين سوريا ومصر وجعل السادات يسافر الى القس المحتلة ويتفق مع الكيان الاسرائيلي هو وزير خارجة امريكا آنذاك هنري كيسنجر الذي اقنع السادات وربما عقد صفحة مع السادات لتنقى سوريا وحيدة في الميدان.
العبرة من هذه المعلومات توضح شيئا مهما جدا وهو ان امريكا والكيان الاسرائيلي بعد هذه المعركة اتجهوا نحو أمرين، أولا تحييد مصر من المواجهة بشكل كامل وهذا ما حصل عبر اعادة سيناء، والحديث عن وضع سيناء يطول، وثانيا تقديم مساعدات امريكية سواء القمح او التسليح، وثانيا تدمير الجيش السوري الذي زود في هذه الحرب بأسلحة سوفيتية حديثة، وهنا بدأت معارك الاستنزاف الى يومنا هذا حيث كانت سنة 2011 وأحداث سوريا افضل استثمار غربي عبر ارسال موجات الارهاب الى سوريا سواء عبر تركيا التي لها أطماعها او عبر العراق الذي فقد جيشه السيطرة وخسر محافظة الموصل لصالح "داعش".
من أفسد ويفسد على امريكا والكيان الاسرائيلي خططهم هو محور المقاومة وهو التحدي الاكبر لأمريكا في المنطقة بعد زوال خطر الجيوش العربية التي دخل حكامها إما في التطبيع مع الاحتلال او انهم مشغول بقتل جيرانهم كما تفعل السعودية باليمن او أنهم يواجهون مخاطر من جيرانهم كما يحدث بين المغرب والجزائر وما يحدث بين مصر واثيوبيا، لذا نرى أمريكا تسعى جاهدة لضرب محور المقاومة بدءا من ضرب سوريا سواء عسكريا او اقتصاديا الى التضييق على المقاومات في فلسطين ولبنان والعراق الى كسر راعي المقاومة الجمهورية الاسلامية الايرانية وعلى عدة مستويات امنية اقتصادية عسكرية.
لكن المقاومة ما زالت صامدة وتقف امام المشروع الامريكي في المنطقة و حرب تحرير جنوب لبنان عام 2000، وحرب تموز (يوليو) عام 2006، وأخيرا وليس آخرا، معركة “سيف القدس” في قطاع غزة في أيار (مايو) الماضي، خير دلييل على ذلك.