البنتاغون يحرج بايدن علنا باقراره بفشل استراتيجي بأفغانستان
واشنطن – وكالات : أقرّ مسؤولو الدفاع الأميركيون، بأخطاء في التقدير أفضت إلى "فشل استراتيجي" في أفغانستان بعد انتصار حركة طالبان وعودتها للسلطة.
وكانت أمريكا قادت حلفا دوليا ضد حركة طالبان قبل 20 عاما، وأزاحتها من الحكم، إلا أنه بمجرد انسحاب واشنطن وحلفائها من أفغانستان، حققت طالبان انتصارات من دون عناء مكنتها من السيطرة على الحكم من جديد.
وأقرّ قائد أركان الجيوش الأمريكية الجنرال مارك ميلي، ومسؤول القيادة الأمريكية الوسطى (سنتكوم) الجنرال كينيث ماكنزي، علناً للمرة الأولى، أنّهما نصحا الرئيس جو بايدن بالإبقاء على 2500 جندي في أفغانستان لتجنّب انهيار نظام كابول.
وأتى كلامهما خلال جلسة استماع أمام أعضاء مجلس الشيوخ حول النهاية الفوضوية للحرب في أفغانستان.
واختار الرئيس الأمريكي عدم الأخذ بهذه النصيحة، مؤكداً في آب/ أغسطس أنّه لم يتلقّها.
وقال بايدن في 19 آب/ أغسطس الماضي، خلال مقابلة مع محطة "إيه بي سي" التلفزيونية: "لم يقل أحد لي ذلك على حدّ علمي".
ولم يعلق بايدن بعد على التصريحات العلنية لمسؤولي البنتاغون، بشأن تجاهل نصيحتهم له حول الانسحاب من أفغانستان.
وقال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، إنّ "واقعة انهيار الجيش الأفغاني الذي درّبناه مع شركائنا، غالباً من دون إطلاق أي رصاصة، فاجأتنا"، مضيفاً: "سيكون مجافياً للحقيقة الادّعاء بعكس ذلك".
وأضاف: "لم ندرك مدى فساد كبار ضباطهم وانعدام كفاءتهم، لم نقدّر الأضرار التي نجمت عن التغييرات الكثيرة وغير المفسّرة التي قرّرها الرئيس أشرف غني على صعيد القيادة، لم نتوقع أن يكون للاتفاقات التي توصّلت إليها طالبان مع أربعة قادة محليين بعد اتفاق الدوحة تأثير كرة الثلج، ولا أن يكون اتفاق الدوحة قد أحبط الجيش الأفغاني".
ورأى الجنرال مارك ميلي أنّ ما حصل شكل "فشلاً استراتيجياً؛ فالعدو في الحكم في كابول، ولا مجال لوصف الوضع بطريقة أخرى".
وحذّر كذلك من أنّ خطر إعادة تشكيل صفوف تنظيم القاعدة وتنظيم داعش في أفغانستان "إمكانية واقعية جدا".
وظهرت تباينات بين موقفي رئيس الأركان ووزير الدفاع حين سأل عضو في اللجنة عما إذا تسبب الانسحاب بـ"تضرّر" سمعة الولايات المتحدة.
وجاء في ردّ رئيس الأركان: "أعتقد أن مصداقيتنا لدى حلفائنا وشركائنا في العالم، ولدى خصومنا، تخضع لإعادة نظر بكثير من التمعّن"، وأضاف: "يمكن استخدام كلمة تضرّر، نعم".