"انصارالله" لا ترضى الا بيمن موحد
بعد تسجيل الجيش اليمني واللجان الشعبية بقيادة انصار الله انتصاراتها في مختلف الجبهات لم يعد أمام دول تحالف العدوان على اليمن بقيادة اميركا سوى الاستثمار بالجماعات التكفيرية كالقاعدة وداعش كورقة اخيرة لتفعيلها في الميدان عسى ان تقلب من موازين القوى لصالحها لكن معارك البيضاء واستعادة الزاهر والصومعة من جديد من قبل انصار الله قلبت هذه النظرية وان زمام المبادرة لا زالت بيد الجيش واللجان الشعبية التي تمسك بالأرض خاصة وان القبائل في مأرب وغيرها من المحافظات بدأت تعي حقائق الامور واهداف دول العدوان في الاستثمار بها لصالحها على حساب الشعب اليمني.
ولا ننسى ان نشير الى ان الجماعات التكفيرية لا تستطيع ان تعيش الا في حواضن دول العدوان وهذا ما نشهده من حضورها في المناطق التي تسيطر عليها قوات هادي في مأرب وشبوه والبيضاء وحضرموت وفي معسكرات التدريب التابعة لها.
ومأرب اليوم تمثل القاعدة الرئيسية لمثل هذه الجماعات الارهابية التي تم تفعيلها من قبل دول تحالف العدوان للحيلولة دون سقوطها لأنها آخر معاقلها اضافة الى اهميتها الاستراتيجية والنفطية والغازية ناهيك عن موقعها التاريخي، لكن جميع الشواهد تؤكد ان تحرير مدينة مأرب باتت مسألة وقت لا اكثر لان كل المديريات فيها اصبحت بيد الجيش واللجان الشعبية.
المثلث المشؤوم بين اميركا التي تقود دول تحالف العدوان على اليمن والجماعات التكفيرية من امثال القاعدة وداعش تكشف عمق الشراكة القائمة بين هذه الاطراف الثلاثة لاستهداف مصالح الشعب اليمني ونهب ثرواته وهذا ما شهدناه مؤخرا من تحالف بغيض بين هذه الاطراف في اطلاق عمليات النجم الثاقب في البيضاء التي تسيطر عليها اللجان الشعبية والجيش بهدف اشغالها والتخفيف عن الحصار المضروب حول مأرب لكنها فشلت فشلا ذريعا حيث لم تفقد المناطق التي سيطرت عليها فقط بل فقدت مناطق جديدة واندحرت الى الخلف وقد شكلت لها انتكاسة جديدة اضيفت الى انتكاساتها السابقة.
يبدو ان دول تحالف العدوان السعودي بقيادة اميركا رغم امتلاكها لاحدث الاسلحة والتدريب قد وصلت الى طريق مسدود في عدوانها على اليمن ولم يعد بمقدورها الوقوف امام زحف الجيش اليمني واللجان الشعبية للسيطرة على المناطق والمحافظات الوحدة تلو الاخرى لذلك نراها قد كشفت وبكل قبح عن اوراقها وارتباطها العضوي بالقاعدة وداعش للاستنجاد بهما عسى ان تحقق مكسبا في الميدان لتستثمره على طاولة المفاوضات لاحقا، لان من يكسب معركة مارب يكسب معركة اليمن لذلك ان طموح انصار الله هو ابعد من مأرب بكثير لتحقيق اهداف استراتيجية كبرى تصب لمصلحة الشعب اليمني وتطلعاته الى المستقبل. وان هذه المعركة لا تقتصر على حسم مأرب فقط بل الانتقال الى المحافظات الجنوبية لتحرير اليمن كاملة من مخالب دول العدوان ومرتزقتهم الذين يريدون دفع المحافظات الجنوبية الى الحضن الصهيوني الذي بدأ يتغلغل الى بعض الجزر اليمنية وهذا خط احمر لأنصار الله الذين لا يرضون بأقل من يمن واحد موحد لا يمس بشبر واحد منه.