"اسرائيل" تحفر قبرها بيدها
مهدي منصوري
من الواضح ان قادة الكيان الصهيوني العسكريين والسياسيين يسيرون على قاعدة واحدة لا يريدون تغييرها الا وهو العمل على زيادة الضغط على الشعب الفلسطيني سواء كان سياسيا او اقتصاديا او عسكريا. رغم انهم وبعد تجربة ممتدة من الزمن لم يستوعبوا ان الشعب الفلسطيني الصابر لم ولن يستسلم لكل الاجراءات التعسفية بل تزيده قدرة وقوة مضاعفة تجعله ان يصمد امام كل العقبات بل جعلهم ان يبدلوا هذه العقبات الى فرص يحصن بها نفسه من كيدهم وشرورهم.
ويعتقد المراقبون ان الكيان الصهيوني وباستمراره في تشديد الحصار على غزة والقصف العشوائي واعتقال قادة المقاومة يستطيع ان يكسر شوكة هذا الشعب ولكن اكدت التجارب ان الصمود الرائع للمقاومة في مواجهة الكيان الغاصب وتمكنها من كسر هيبته امام العالم خلال معركة "سيف القدس" التي شكلت منعطفا قويا في اسلوب المواجهة واعطته قدرة وقوة كبيرة لان يسترد حقوقه المشروعة. وكذلك اوضحت للعالم هشاشة الكيان الصهيوني الذي لم يتحمل الرشقات المتلاحقة لصواريخ المقاومة والتي جعلت من الشعب الاسرائيلي كالجرذان يبحثون فيه عن ملجأ يحميهم من نيرانها، مما دعاه للاستسلام ومن طرف واحد لايقاف هذه المعركة وقبل ان ينهار.
ويعتقد ان هذا الكيان قد لفه النسيان ولم يعتبر من الماضي فلذلك اخذت الحكومة الجديدة في اتخاذ نفس اسلوب سابقاتها ظنا منها انها تستطيع كسر ارادة الشعب الفلسطيني. ولكن على العكس من ذلك فان معركة سيف القدس قد غيرت المعادلة بحيث اعطت الفلسطينيين بكافة اتجاهاتهم الاستمرار في المقاومة حتى تحرير الارض والانسان من دنس الصهاينة المجرمين، ولذا فان استعدادات الشعب الفلسطيني قائمة على قدم وساق لتحشيد قواه الشعبية في اجتماع موسع للحفاظ على القدس الشريف والمحافظة عليه من تدنيس الصهاينة له مما خلق حالة من القلق لدى القادة الصهاينة خاصة العسكريين منهم من خلال تعزيز قدراتهم على الحدود مع قطاع غزة محاولة لمنع تدفق ابناء فلسطين للدفاع عن مقدساتهم ولذا فعلى الكيان الصهيوني ان ينظر للاوضاع بصورة تختلف عن سابقاتها وقبل فوات الاوان لان المقاومة الفلسطينية قد حذرت بالامس من انها ستزلزل الارض تحت اقدامهم ان هم ارتكبوا اي حماقة ضد القدس و المقدسيين ويمكن القول ان هذا الامر سيفرض عليهم التفكير الف مرة ومرة قبل ان يحفروا قبورهم بايديهم.