هلع مؤسسة واشنطن من تعزيز مواقف الثورة بانتخاب "رئيسي"
طهران/كيهان العربي: تقول مؤسسة اميركية، ان خطر ايران يكمن في انها ليست محض دولة وإنما مبدأ وعقيدة.
وكتب لنشرة "اتلانتيك" كل من؛ دنيس رايس مستشار اوباما في الشؤون الشرق الاوسط، و"جيمز جيفري" مسؤول برنامج الشرق الاوسط في مركز "ويلسون" بواشنطن، وسفير اميركا لدى تركيا والعراق، و"ويليام ديفيدسون" وهو من الاعضاء البارزين بمؤسسة واشنطن، كتبوا؛ لقد صار "ابراهيم رئيسي" رئيسا للجمهورية في انتخابات معدة من قبل (!)، فهو من الاوفياء للزعيم الايراني. وحسب تجاربه في العمل السياسي، كان لـ (آية الله) الخامنئي معرفة كاملة بشخصه، ويعلم ان لا احد افضل منه كرمز لعقيدة الجمهورية الاسلامية.
وان مجيء رئيسي لاجل اعادة ايران لما كانت عليه اول الثورة عام 1979 ولتعزيز مبادئها اكثر من قبل فيكون العداء لاميركا اكثر، ومتابعة مشروع الهيمنة على الشرق الاوسط وماوراء الشرق الاوسط بقوة اعظم، حيث قال رئيسي: ان سلوك النظام الاقليمي لا يخضع للتفاوض.
ومنذ اربعين عاما تثبتت اركان حكومة ايديولوجية تعتمدها المرجعية الشيعية في ايران فكانت حقيقة قائمة في المنطقة، وهي : "الشرق الاوسط منذ الان له وجود واحد، تتعانق جميع احداثها مع بعض وجذورها متصلة ببعضها". كما ان الحرب الابدية مع اسرائيل ـ وكررتها حماس قبل شهر ـ وكارثة اليمن، والبرنامج النووي الايراني، واحداث العراق، وسورية، ولبنان، والف حادث آخر تعود جميع تداعياتها لوجود واحد الا وهي الجمهورية الاسلامية.
كما ان ما يقصده بايدن بخصوص احياء الاتفاق النووي لعام 2015 هو هذا، ليدخل منه لمنطلقات اخرى، كي يروض هذا النظام الايديولوجي الخطر. ان بايدن يريد اعادة العمل بخطة العمل المشتركة قبل موعد نفوذه كي يدخل من خلاله لسلوكيات ايران الاقليمية. الا ان على بايدن ان يحذر من السقوط في تناقض الاهداف، ففلسفة معارضة خطة العمل المشتركة في اميركا تصب في انه سواء خلال التوصل للاتفاق ام اليوم، المهم الحؤول دون تطور نشاطات ايران النووية.
والامر الاهم هو في خطر ايران فلا يقتصر بالبرنامج النووي فالنظام المبني على عقيدة التسلط لا يروض باتفاق ناقص ومحدود، انه خطر يحس به في الكونغرس الاميركي وكذلك في جميع دول الشرق الاوسط. لذا على بايدن ان يكون شديد الحذر. فاوباما قد خدع من قبل الـ "آيات الله"، فهو حظر امتلاك قنبلة نووية لفترة قصيرة ولكنه لم يقف امام نوايا هذا النظام الخطرة في المنطقة. وحين قال السياسي الاميركي المخضرم "هنري كسنجر" حول الجمهورية الاسلامية؛ "على ايران ان تحدد وظيفتها، وان تصرح؛ هل تريد ان تكون دولة ام مبدأ". فكانت اجابت ايران واضحة: "ان الجمهورية الاسلامية ومنذ اليوم الاول لتأسيسها كانت مبدأ، والآن وبعد 42 عاما هي اشد واصلب من كل وقت".
ان ظاهرة الربيع العربي وبروز حركة داعش اعطى الفرصة لنظام ايران ليركبوا الموجة ليلقوا خيمة السلطة بشكل اوسع على المنطقة، فالكل ادرك في المنطقة بان الجمهورية الاسلامية بمثابة ايديولوجية ومبدأ.
الا ان بايدن وفريقه لا يصمد امام التهديدات المباشرة وغير المباشرة لنظام منفعل، وسخرية الامر تكمن هنا، فهل للدبلوماسية القدرة على افهام زعماء ايران عن طريق منصة المفاوضات النووية وكذلك عن طريق ارضية سائر المواضيع المرتبطة بايران، بان ماوراء هذه الدبلوماسية قوة عضلانية كسند، واساسا ان الدبلوماسية التي انتهت بتوقيع خطة العمل المشتركة لم تكن دون قوة ضغط. وان اميركا التي تريد ان تقف امام سلوك ايران ينبغي ان يكون هذا السلوك غالي الثمن.