تهشيم الاقدام ردعا لكل متطاول
ما كان لافتا بجد ومحط انظار المراقبين اقليميا ودوليا التصريحات النارية الاخيرة لقائد فيلق القدس العميد قاآني حول الانتقام من الاميركيين قتلة الشهيد الحاج قاسم سليماني بالقول "ليس من المستبعد ان يتم الانتقام داخل منازلهم" وهذا وعد قطعه على نفسه ولن يحيد عنه، لكن الاخطر في تصريحاته هو تهديده بـ "ان صوت تحطم عظام الاميركيين سيسمع في الوقت المناسب" والذي يعد من العيار الثقيل وبامتياز، وان اول من اطلق مثل هذه التصريحات بحق الماركسية كان الامام الخميني (ره) يوم تنبأ بانهيار الاتحاد السوفيتي وقال بالحرف الواحد "انني اسمع تحطم عظام الماركسية التي ستدخل الى متاحف التاريخ".
ان الجنرال قاآني لم يطلق هذه التصريحات جزافا أو من باب الحرب النفسية او للاستهلاك المحلي كما يفعل ذلك الاخرون. بل يستند الى هذا الانتقام بحق مسلم تقره الشرائع والاعراف والقوانين للانتقام من الجناة والارهابيين الذين ارتكبوا الجريمة خاصة وان المسئولين الاميركيين المتورطين في اغتيال بطل الاسلام الحاج قاسم سليماني قد اعترفوا بذلك وتفاخروا به وهذه دلالة كافية وشافية لتصدر المحاكم قرار الاعدام بحق الارهابيين الجناة.
ولتعلم اميركا واصحاب القرار فيها بأن هذا الحق المسلم لايران لايسقط مع تقادم الايام بتاتا ولابد من انزال القصاص العادل بهم مهما طالت الايام. ولا نستغرب عندما نسمع الاوساط الاعلامية والسياسية حتى في اميركا بان هذه التصريحات ستاخذ من قبل الادارة الاميركية على محمل الجد وتعطيها اهمية كبيرة لانها فعلا مقلقة خاصة وانها هي العارفة بان ما تقوله ايران تفعله مهما كان الثمن.
والامر الاخر الذي تعترف به الاوساط الاميركية السياسية والصحفية بأن ايران لا تعير اية اهمية لاميركا وغير مهتمة باستجدائاتها المتكررة للتفاوض معها لان شرطها الاول الصائب والعقلائي الذي يقره كل العقلاء ومنهم الاميركان هو عودة واشنطن الى الاتفاق النووي الذي انسحبت منه بعنجهية ودون أي دليل، وعليها اليوم معالجة الموقف لتكون من جديد دولة مدنية حضارية تعترف بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية لتعود الا حضن المجتمع الدولي والا ستصنف ضمن دول الغاب.
واتصور ان الاميركيين فهموا فحوى هذه الرسالة بدقة عندما أكد قاآني على كسر العظام على ضوء الاعترافات التي أدلى بها الجنرال ماكينزي قائد القيادة المركزية الاميركية حول دقة الصواريخ الايرانية التي استهدفت قاعدة "عين الاسد" بالقول "انه لم ير ذلك من قبل" خاصة وانه ليس عسكريا عادياً بل هو من كبار جنرالات الجيش الاميركي الذي خاض العديد من الحروب الاميركية.
والسؤال الاساسي الذي يطرح نفسه اذا كان الهجوم على عين الاسد والذي "لم يره من قبل" هو مجرد صفعة حسب وصف الامام الخامنئي فكيف اذا ما بدأت سلسلة الانتقامات القادمة خاصة وان ايران تمتلك غابات من الصواريخ وليس قواعد فقط تستطيع من خلاله توجيه ضربات صاروخية مكثفة لجميع القواعد الاميركية في المنطقة وفي لحظة واحدة.
هذه القدرة الصاروخية الهائلة التي تردع الولايات المتحدة الاميركية من اللعب بالنار وهذا ما تعترف به اغلب الاوساط السياسية العالمية ما عدا الكيان الصهيوني، لانه هول الذي يمنع اميركا من الحرب مع ايران ولا تقترب منها، لكن القدر الحتمي قادم بكسر ايران لعظامها بأذن الله، انتقاما لدم الشهيد الطاهر الحاج قاسم سليماني وهذا هو قدر كل الطغاة والمستكبرين والجناة والظلمة على طول التاريخ "ولن تجد لسنة الله تبديلا" "ومن أصدق من الله قيلا".