kayhan.ir

رمز الخبر: 127697
تأريخ النشر : 2021February28 - 19:48

البابا في أور ، ماذا يعني ذلك؟


إيزابيل بنيامين ماما آشوري.

قبل الدخول في الموضوع هناك ملاحظة مهمة جدا ، وهي أن الإنجيل برمته يخلو من ذكر مدينة أور الكلدانيين، فلا يعرفها الإنجيل ولا يسوع المسيح لا من بعيد ولا من قريب. أور الكلدانيين هدفٌ يهودي بلمسة مسيحية.

يقول القرآن : (ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين).() سورة آل عمران آية : 67. ففي ايات عديدة ينفي الرب ان يكون ابراهيم يهودي او مسيحي أو من المشركين ، ولو تمعن القارئ جيدا لرأى أن القرآن يقرن بين اليهود والنصارى والمشركين. فكيف يُنافق البابا في مسألة نبي الرب إبراهيم وإبراهيم سابق لليهودية والمسيحية بألوف السنين .

يضاف إلى ذلك ان الرب الله امر ابراهيم ان يخرج من اور ويهاجر وأعطاه ارضا بدلا عنها، ولم يرجع ولم يأمر ذريته ان ترجع لأور بل وضع ذريته في مكة اسماعيل وأمه هاجر كما يعرف الجميع . ولا يزال مقام ابراهيم في مكة يشهد على ذلك. ولكن المسيحية تبحث عن ذرائع لتزرع الشر والتفرقة ، هل عندما يزور البابا الناصرية سوف يسأل عن احوال المتظاهرين او حقوقهم او يتفقد المدينة ما وصلت إليه من تخلف؟ طبعا كلا لأن جناب البابا لا يتدخل في السياسة ولا القضايا الانسانية.

اينما يضع البابا قدمه سوف تحصل مشاكل مجازر مذابح مؤامرات انقلابات كما حصل في افريقيا التي زارها البابا وبعد رحيله بيومين قتل اكثر من مليوني افريقي . لو كان البابا منصفا وعادلا لاعترض على ما يجري في الصين وميانمار وكشمير واليمن او في فلسطين حيث يقوم اليهود بمصادرة املاك المسيحيين فلم يعترض الباب ولم نسمع منه اي احتجاج . وقبل شهرين منعوا المسيحيين من الصلاة في كنيسة القيامة . فلم يتدخل البابا.بل كل ما فعلهُ البابا في زيارته للقدس انه (دحس) وضع ورقة في شق جدار الآلام اليهودي.

أنا أشهد بأن ما حصل للمسيحيين في العراق كان بمباركة البابا الذي يكره كل من لم يكن كاثوليكيا . فهو يكره الاقباط في مصر ويكره المارونيين في لبنان ويكره الاشوريين في العراق ويكره الارامنة في ارمينيا ، ويكره الارثوذكس في روسيا ، ويكره اللوثريين في وسط أوربا وشمالها، وهم الذين حاكموا لوثر وأعدموه، والسبب انهم ليسوا كاثوليك مثلما عندكم السني يكره الشيعي ولا يُريد له خيرا (حتى تتبع ملتهم).ولا فرق عند الرب بين رجال الدين المسيحي مشعلي الحروب ، او رجال دين السيك المتسببين لمجازر بحق الناس ولا الهندوس في مجازر أمريتسار معبد هارمندير أو مجازر هاشمبورا ، ولا البوذيين ومجازر الروهينجا ولا الوهابية السلفية التكفيرية كل رجال الدين المنحرفين سواء أمام الرب وأمام الناس.

يضاف إلى ذلك فإن كل الحروب كانت بمباركة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية في روما. إن زيارة البابا لمدينة أور السر فيها أن البابا يُريد ان يضع سدا وحاجزا ويدق اسفينا بين اوربا وإيران وما ورائها روسيا والصين ، لأن العراق مدخل أوربا وهو اهم ممر متعدد الاتجاهات فإذا كانت فلسطين قلب العالم الإسلامي فإن العراق هو الجسد الذي يضم هذا القلب بين جناحيه، فمنذ عهد نبوخذ نصر وإلى هذا اليوم البلد الوحيد في العالم الذي لم يهادن الصهاينة ولم يُسامح المعتدين هو العراق. سلّ الآشوريين والبابليين والسومريين. ولذلك فإنهم يعلمون أن العراق مرشّح ان يكون مركز انطلاق الدولة العالمية المستقبلية التي سوف تقضي على دكتاتوريتهم الممقوتة وعلمانيتهم المسببة للحروب والدمار والخراب.

هناك اسرار رهيبة مخيفة مما يُعدونه للعراق، كل ما ذكرته التوراة من مصير اسود للعراق يسعون جاهدين لتحقيقه. فهل سيقوم ابنائه بحفظه والدفاع عنه . قد تبدو زيارة البابا بريئة ولكنها ليست كذلك ، وقد اقحم البابا السيد السيستاني ضمن برنامجه مستغلا رحابة صدر السيد السيستاني وحنوّه وأبوته على الجميع لكي يقوم بقطع الألسن التي تتساءل عن سر علاقة البابا بمدينة أور، والبابا يعلم أن أور كانت وثنية تسببت في طرد الانبياء فعاقبها الله بأن جعلها اطلال وخرائب إلى يوم يُبعثون. (وقال ـ لإبراهيم ـ أنا الرب الذي أخرجك من أور الكلدانيين ليعطيك هذه الأرض لترثها).سفر التكوين 15 : 7. فالبابا يعلم جيدا أن الرب الله هو الذي أخرج إبراهيم من هذه الأرض ويعلم كذلك أن الأرض المقدسة عندهم هي فلسطين لأنها موضع حجهم وعباداتهم كما يزعمون.

أنها الوثنية الجديدة يا سادة ، إنها إحياء للوثنية كما أحيوا الوثنية الهلنسية في روما عبر اتخاذ البانثيون الوثني اكبر مكان للمسيحية في العالم إنه الفاتيكان الذي يقبع على رأس تلة البانثيون الوثني الروماني وتحت قبة إنترادوس والذي تحوّل إلى الكنيسة الكاثوليكية العظمى (سانتا ماريا ديلا روتوندا)، والتي افرخت الديانة المسيحية الوثنية المعاصرة .وكما يعلم الجميع فإن البانثيون تعني (مجمع الآلهة والديانات الوثنية). والبابا يُريد إحياء الإبراهيمية الجديدة بأمر قوى الظلام والشر ابتداء من مدينة أور في دين التطبيع الجديد الإبراهيمية الجديدة.هذا الدين الذي سوف يقف بوجه حركة التوحيد القادمة على يد مخلّص البشرية ومنقذها.

هم يعرفون (أور) بإسم آخر يتسترون عليه ولكنهم يسعون جاهدين للوصول إليه فاسمها عندهم هو : أور سالم ، أو ، أور شليم . فلا يعرفون أور التاريخية بل الانجيل يذكرها بإسم اورشليم.

كلامي إلى البسطاء من الناس ، وليس إلى المسؤولين الذين يبحثون عن الشرف في زيارة البابا وفاقد الشيء لا يعطيه. لاتكونوا طيبين زيادة فتتدخلوا في امور لا تستطيعون الخروج منها. اما اذا قال البعض بان البابا سوف يلاقي السيستاني ، فأنتم لستم مثل السيستاني الذي يعرف اهداف هؤلاء من الزيارة وهو القادر على ابطال مؤامراتهم وإفشال مشاريعهم وهذا ما أدركتهُ الكنيسة الاشورية المسيحية لعموم المسيحيين في العراق أيام محنتهم مع داعش والبيشمركَة فطلبوا مساعدة السيد السيستاني ولم يطلبوا مساعدة البابا، فقد توجه البطريارك مار لويس روفائيل الأول ساكو مباشرة إلى النجف ولم يلجأ إلى الفاتيكان لعلمهِ بحقيقة تلك المؤسسة الماسونية الظلامية المرعبة، التي تضم بين جدرانها بقايا (أبادون) وكرسي (الشيطان برغامس).

ملاحظة : الحج في المسيحية إلى اماكن عديدة فكل مذهب يحج إلى مكان معين منهم من يحج إلى قبر القديس بطرس في الفاتيكان ، ومنهم من يحج إلى جبل آثنوس . ومنهم من يحج على روسيا ولم يثبت أن مسيحيا حج إلى مدينة أور.فكل ما نعرفهُ هو أن جماعة فرقد ذهبوا إلى أور وقاموا بالطواف هناك مؤدين الحج إلى بيت إبراهيم الذي لا يعرف أحد اين يقع مكانه.