أميركا "التوراتية" ومبدأ نقض المعاهدات المقدس..!
* محمد صادق الحسيني
في البند السادس من أول معاهدة مع "الهنود الحمر" دعوة والتزام واضح بانشاء دولة هندية مستقلة يكون لها ممثلون في الكونغرس اذا شاءت. جورج واشنطن الذي حرض الهنود على توقيع المعاهدة هو الذي دمّر هذه الدولة فوق رؤوسهم ، وسمّم الزعيم الهندي الذي وقعها . بعد سبع سنوات في معاهدة اخرى مع شعب الشيروكي دعوة والتزام مماثل بانشاء دولة مستقلة وارسال ممثلين عنها الى الكونغرس اذا شاءت. لكن الولايات المتحدة تناهشت كل شبر من بلادهم وأبادت معظمهم .
نادرة هي المعاهدات الاميركية التي لا تنص على انشاء دولة أو على إحترام حدود وسيادة واستقلال هذا الشعب الهندي او ذاك . وكأن دعوة "الهنود" الى انشاء دولة هي كلمة السر اللازمة لافتراس ما بقي من بلادهم واشلائهم . ومن المفارقات ذات الدلالة ان الاسم الوحيد المطروح لهذه الدولة الهندية هو: "كنعان".. وهو الاسم الشائع لفلسطين القديمة .
بعد لهاث مئتي سنة وراء جزرة الدولة وجد الهنود أنفسهم في معازل هي معسكرات موت بطئ او شكل آخر من اشكال الابادة ، فهم اليوم الاشد فقراً وجوعاً والاسوأ مرضاً ومسكناً وكساءً وتعليماً من بين كل الجماعات التي تعيش في بلادهم المنهوبة . وصارت لقمة عيشهم وقفاً على كرم غزاة بلادهم ...!
لقد اذاقوهم المر في رحلة دموع ظلت تنهمر مثل النهر الجاري من الحلم الى الكابوس .
وطبقاً للوثائق الاميركية نفسها فان استحالة التزام الغزاة البيض بمعاهداتهم تكمن في "فكرة اميركا" نفسها . انه وباء الاستيطان وفواجع الترحيل وخطر الاستعمار الداخلي وشراك المعاهدات التي لم تحترم يوماً...!
لقد عقد الغزاة ٣٧١ معاهدة مع اصحاب الارض الاصليين ولم يحترموا واحدة منها ابداً لسبب اساسي وهو ان "فكرة اميركا" منسوخة عن فكرة "اسرائيل" الاسطورية والتي بالاساس تتعارض مع قيام هذه الدولة وتتعارض مع وجود اهل الارض واصحابها برمتهم، ذلك ان "التوراة تحرّم التعاهد مع الشعوب الاخرى"..!
آن لنا ان نكتشف عدو الله وعدو الشعوب الاساسي وزيفه وحيله وخداعه ومراوغاته في فلسطين وغير فلسطين ...!
وعيك-بصيرتك