طهران: شعبنا لا يشعر بالخوف من بقاء "ترامب" ولا بالغبطة من فوز "بايدن"
طهران - كيهان العربي:- اكد المساعد السياسي لوزير الخارجية الدكتور عباس عراقجي، ان الجمهورية الاسلامية في ايران لاتخشى من بقاء الرئيس الاميركي الحالي ترامب في منصبه لولاية ثانية ولا هي سعيدة بمجيء المرشح الديمقراطي بايدن الى البيت الابيض، موضحا ان طهران تقرر وفقا لمصالحها الخاصة.
وعلق الدكتور عراقجي في مقابلة مع التلفزيون الايراني أمس الاربعاء، علق على الانتخابات الرئاسية الاميركية قائلا: بصفتي خبير في العلاقات الدولية، لا يمكنني استخدام عبارة أفضل من تلك التي استخدمها سماحة قائد الثورة الاسلامية حول الانتخابات الأميركية، هذه الانتخابات مذهلة حقا.
واضاف: ان الدولة التي تدعي أنها أكبر ديمقراطية في العالم وتحكمها أقدم التقاليد الديمقراطية، تعیش حاليا ظروفا ترتد عليها كل التهم التي طالما وجهت للآخرين حيث هناك تبادل الاتهامات بشأن التزوير في الانتخابات حتى تعلن الانتخابات فاسدة وغيرنزيهة بأكملها بسبب اتهامات التلاعب فيها.
واوضح ان الأشخاص الذين تظاهروا في المدن الاميركية، يقومون الآن باعمال كانوا ينتقدها الساسة الاميركان ويسخرون منها أحيانا، معربا عن اعتقاده بان هؤلاء الاشخاص كشفوا عن زيف الديمقراطية في الولايات المتحدة وكشفوا عن نقاط الضعف التي يعانون منها.
وتابع عراقجي: الانتخابات الأميركية أظهرت حقيقة أخرى وهي انقسام المجتمع الاميركي الى قطببين يتنافسان مع بعضهما البعض ولا يطيقان الطرف الآخر.
وأكد ان الموضوع الذي من شأنه ان يشكل تهديدا للعالم هو ان نصف المجتمع الاميركي صوت لصالح ترامب بالرغم من تصرفاته السيئة وسياساته المتغطرسة وانتهاكه للمعاهدات والقوانين الدولية.
وشدد على أن ترامب لن ينجح في تحقيق أي هدف من أي خطوة بتشديد الحظر ضد إيران خلال الشهرين المقبلين.
وأعرب الدبلوماسي الايراني عن قناعته بأن الأحاديث عن "طوفان من العقوبات" ستستهدف بها إدارة ترامب ايران في الفترة القادمة تأتي في محاولة لخلق أجواء نفسية متوترة ويأس من المستقبل لدى الايرانيين.
ومضى قائلا: نعتقد أن ترامب يهدف الى إضافة أبعاد جديدة لسياسة الضغط القصوى خلال الشهرين المقبلين وهناك من يقول إنه يريد أن يسلم الإدارة الأميركية المقبلة أرضا محروقة، مضيفا: لن يتمكن ترامب من فعل أكثر مما قد فعله بإيران سوى بعض الجهود ذات الآثار النفسية وعلينا أن نكون حذرين من ذلك.
واردف عراقجي: ان واحدة من الامور التي يتحدث عنها الجميع حاليا، هي أن سياسة الضغوط القصوى التي مارستها ادارة ترامب والتي باتت سياسة فاشلة ولم تحقق أيا من أهدافها، فرضت علينا تكاليف الا ان سياستنا كانت قائمة على المقاومة وواصلنا الصمود.
واضاف عراقجي: إن الايرانيين لا يشعرون بالخوف تجاه بقاء ترامب ولا بالغبطة من فوز المرشح الديمقراطي بايدن في الانتخابات الأميركية، ونعمل وفقا لمصلحتنا الوطنية، مؤكدا رفض طهران التفاوض مع واشنطن إلا في اطار دول مجموعة "5+1".
وأشار مساعد وزير الخارجية الى أن طريق عودة اميركا الى الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 ليس مسدودا، وليس الأمر كما لو أن الاتفاق النووي بوابة حيث يمكن لأي طرف الانسحاب منه والعودة اليه متى يريد.
واضاف: أن عودة واشنطن الى الاتفاق النووي تستوجب إجراء سلسلة محادثات ورفع اجراءات الحظر التي فرضتها إدارة ترامب على الجمهورية الاسلامية في ايران.
واكد مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية الدكتور عراقجي، ان الجمهورية الاسلامية في ايران لن تسمح بوجود التكفيريين والارهابيين قرب حدودها، ضمن اشارته الى النزاع الدائر في منطقة قره باغ.
وقال الدكتور عراقجي: لقد سببت لنا أزمة قره باغ على الحدود الشمالية لإيران قلقا شديدا، لدينا ولا تزال علاقات ودية تاريخية حميمة مع كل من آذربيجان وأرمينيا، بالطبع، كانت العلاقات مع آذربيجان أعمق قليلاً بسبب مواطنينا الآذريين، كما كانت لدينا علاقات جيدة مع أرمينيا بسبب مواطنينا الأرمن.
واوضح ان الاشتباكات بين طرفي النزاع قرب الحدود الايرانية اثارت المخاوف، بل إنها تسببت في بعض الحالات في إلحاق الاضرار بالمناطق الحدودية، واضاف: يجب أن ينتهي هذا الصراع في وقت أقرب، لان الحرب بين جارتينا أمر غير مقبول بالتأكيد، وعلى الرغم من أن جذور الحرب تكمن في صراع ومشكلة تاريخية موجودة منذ فترة طويلة بين الأرمن والآذريين.