kayhan.ir

رمز الخبر: 121964
تأريخ النشر : 2020November08 - 20:08
ازدواجية الاعلام الغربي في تعامله مع الانتخابات في العالم..

الفوضى الانتخابية؛ محال في اميركا، مؤكدة في ايران

طهران/كيهان العربي؛ يبدو ان جميع إدعاءات اميركا خلال قرن مضى قد تعرت على حقيقتها خلال هذه الايام القليلة. فبعد التناقضات التي سجلت على اوباما في تغريداته حين قارن بين الانتخابات الاميركية وما حصل في دول اخرى مثل ايران، وواجهت وسائل الاعلام الواسعة مثل "نيويورك تايمز"، و"سي ان ان"، و"تايمز" و... باشكالية كبيرة!

فمواقع التواصل الاجتماعي في سجال هذه الايام مع "المعلومة الخاطئة"، و"الاخبار الملفقة"، و"الادعاءات الواهية". وبسبب التحذيرات التي تطلقها هذه المواقع بخصوص تغريدات ترامب، اضحت حديث الساعة.

كما واشاعت قنوات التواصل الاجتماعي تحذيرات مثل؛ "هذه التغريدة تستبطن معلومات مضللة". ويمكن ان تكون مواقع التواصل مصدر حض على العنف او تهديد الآخر.

وقد برمجت مواقع التواصل قبل الانتخابات الاميركية لمقدمات معينة للحؤول دون حصول فوضى في البلاد، حتى وان صدرت من رئيس الجمهورية. فهذه المواقع منذ البداية اعلنت انها لا تسمح للمرشحين إعلان الفوز مبكرا قبل الانتهاء من فرز الاصوات، مؤكدة ان الاعلان يصح متى ما ايدتها الجهة المخولة في الولايات او اذا ثبتت في وسيلتين اعلاميتين من سبع رسمية، مثل؛ "اي بي سي"، و"اسوشيتدبرس"، و"سي بي اس نيوز"، و"سي ان ان"، و"ديسيشن دسك اج كيو (Decision DeskHQ) و"فاكس نيوز"، و"ان بي سي نيوز".

كل ذلك حسن، ولكن متى ما قارنا هذه اللوكية لمواقع التواصل بخصوص الاجواء الداخلية لاميركا مع سلوكيتها تجاه الاعتراضات التي حصلت عام 2009 في ايران.

وزيرة خارجية اميركا سابقا "هيلاري كلنتون" في كتاب ذكرياتها "الانتخابات الصعبة" قد اشارت الى لفتات مهمة حول سياسة مواقع لاتواصل الاجتماعي تجاه الاعتراضات المشابهة في ايران.

واستطردت كلنتون؛ "في يونيو من العام ذاته (2009)، استخدم الشباب الايراني لايصال رسائله خلال الاحتجاجات بعد الانتخابات. وبالضبط في نفس الفترة تم تصوير حادث اطلاق الرصاص على سيدة (26 عاما) باسم "ندا آقا سلطان" من قبل قوات مسلحة مناصرة للحكومة، بواسطة هواتف نقالة، ونشرت عن طريق مواقع التويتر وفيس بوك، بحيث انه خلال عدة ساعات شاهد الملايين من شعوب العالم كيف غرقت امرأة شابة بدمائها في احدى شوارع طهران. وحسب مجلة "تايمز"؛ "لم يسبق في التاريخ البشري هذا العدد من المشاهدات على مواقع التواصل". فانعكست هذه الصورة على نفوس العالم، تاثرا على الظلم الذي لحق بالمتظاهرين. وبالضبط قبل خمسة ايام من الحادث، التفت مسؤولو وزارة الخارجية الذين كانوا يتابعون تحرك معارضي الحكومة الايرانية على الفضاء الافتراضي، التفتوا الى بروز مشكلة.

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي منشغلة باصلاحات مرحلية لفترة محدودة وقيدت خدماتها العالمية فكانت بالضبط نصف اليوم في طهران. فتم انتخاب احد اعضاء مبرمجي سياسة وزارة الخارجية باسم "كوهن" 27 عاما. وكان "كوهن" قد التقى نفس العام خلال زيارة لبغداد مع "جاك دورسي" احد مؤسسي تويتر، ولذلك سعى وضمن لقائه بـ "دورسي" الى تحذيره من ان تقييد خدمات تويتر في تلك الفترة سيوجه ضربة للنشطاء الاجتماعيين في ايران. وبالتالي ادت تلك التفاهمات الى ان تؤجل تويتر فترة اصلاح برامجها الى نصف الليل. ولتبرير السبب نشرت على موقعها؛ "يبدو ان خدمات تويتر تؤدي دورا تواصليا مهما في ايران".

ولا نذكر ان حاولت تويتر ارجاع المعارضين الى المسؤولين الحكوميين او الى وسائل الاعلام الرسمية، او ان تحول دون تواصل الغوغائيين اثر اعمال الشغب والعدوان على الناس خلال الاحتجاجات في ايران. وبذلك اتضح ان تويتر رسمت لنفسها حدودا واضحة لانجاز مهامها الاجتماعية؛ الفوضى الانتخاباتية في اميركا محال، والفوضى الانتخاباتية في ايران مؤكدة.

ويبدو ان ادعاءات قرن من الزمن في اميركا ستتكشف على حقيقتها خلال ايام قلائل، لتبين ان الليبراليين ـ الديمقراطيين.

ليتضح مدى التناقض والتعارض الذي يعانيه الليبرال الديمقراطي الاميركي.

فوسائل الاعلام الاميركية الرسمية والتي كانت تتحدث عن ضرورة عدم الحكم، مؤكدة ان وظيفة الاعلام نقل الوقائع وحسب والان تجاوزت في هذه المحنة الحكاية ـ والحكم، لابعد من كونها حكماً لتتحول الى مدونة للبيانات.

فبدل ان تغطي "نيويورك تايمز" حديث ترامب وعباراته مثل؛ ان النظام الانتخاباتي فاسد في اميركا، وقد حصل تزوير ضده، كما كانت تصف للاخرين بان يكتفوا بنقل الوقائع، عمدت (نيويورك تايمز) في موقع انستغرام بكتابة خبر اشبه شيء بالبيان شديد اللهجة. اذ وصفت عبارات ترامب بانها "كذب فاحش"، و"اتهامات"، و"تخيل المؤامرة"، و"افتراءات". و"رؤية معرفية متناقضة". وبالتالي كتبت صراحة؛ حين رات بعض وسائل الاعلام الاميركية مدى كذب ترامب، قطعت شبكات تلفزيونية اميركية عديدة النقل المباشر للكلمة التي القاها ترامب!

وهكذا فعلت "تايمز" بوصفها لحديث ترامب بالاكاذيب.

وبعيدا عن من هو الصحيح في هذا الخضم الاميركي فان الملفت هو ان الكثير من الادعاءات سواء في المجال السياسي او على مواقع التواصل الاجتماعية و... قد ذهبت ادراج الرياح خلال يومين فقط.