kayhan.ir

رمز الخبر: 121722
تأريخ النشر : 2020November03 - 21:17
مؤكداً أن عيد المولد النبوي العظيم مهّد للبعثة المباركة التي تعدّ أعظم حادث في تاريخ البشرية..

القائد: سياستنا واضحة ولن تتغير تجاه واشنطن أياً كان الفائز في الانتخابات الأميركية

طهران - كيهان العربي:- ندّد قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله السيد علي خامنئي بالاساءة الفرنسية للرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم، عادّاً غضب المسلمين واحتجاجاتهم في مواجهة هذه الاساءة يدلل على حيوية الامة الاسلامية.

وقال سماحة القائد الخامنئي في كلمته التي بثتها قنوات التلفاز مباشرة أمس الثلاثاء، بمناسبة ذكرى المولد النبوي (ص) الشريف وحفيده الامام جعفر الصادق (ع) واسبوع الوحدة الاسلامية في 17 ربيع الاول: إن هذا العيد العظيم مهّد للبعثة النبوية (ص) المباركة التي تعدّ أعظم حادث في تاريخ البشرية.

واضاف: إنّ الرسول الاكرم (ص) يوجّه خطابه للبشرية برمّتها حيث بات الاضطهاد وعدم المساواة وتأجيج الحروب والمادية منتشراً في العالم اليوم أكثر مما مضى لأن العلم يتم استغلاله ايضاً.

وأشار سماحة قائد الثورة الاسلامية الى نشر الرسوم المسيئة للرسول الاكرم (ص)، عادّاً هذا الحدث بمثابة حلقة أخرى من حلقات مناوئة الاستكبار والصهيونية للاسلام وهو ماوقع الاسبوع الماضي في باريس.

وعدّ هذا الحادث لايمكن حصره في إطار انحراف فنّان ما وفساده وارتكاب خطإ فحسب بل ثمّة أيادي خفية وراءه والدليل يتمثل بالمبادرة المفاجأة لرئيس ذلك البلد في الدفاع عن هذا العمل ومن ثمّ إبداء حكومات أخرى الدعم أيضا وهذا مايؤكد أن مخططاً يكمن خلف الحادث.

وأشاد سماحته بالاحتجاجات والغضب الذي أبدته الامة الاسلامية وعدّه مؤشراً على حيويتها.

ونوه الى ان الحكومة الفرنسية تتذرع بحقوق الانسان والحرية في تبرير هذا التصرف وهنا يكمن الدرس والعبرة، متسائلا عن طبيعة هذه الحكومة ونمط سياساتها، واصفاً تلك السياسة بأنها ذاتها التي احتضنت أقسى الارهابيين في العالم وأشدهم وحشية ومنحتهم الملجأ.

ولفت سماحته الى ان هؤلاء الارهابيين هم ذاتهم الذين اغتالوا رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس السلطة القضائية وقتلوا نحو 17 الف شخص برئ في ايران.

ووصف سماحة القائد هذه التصرفات بمثابة وجهين لعملة واحدة أي الدفاع عن الوحشية الثقافية والتصرف الاجرامي لرسام الكاريكاتور المسيء والوجه الآخر هو دعم المنافقين (ارهابيي زمرة خلق) وصدام ومثل هذه الحوادث التي وقعت في اوروبا واميركا خلال الاعوام الماضية ايضاً.

وشدد سماحته أن الصورة الناصعة لشخصية نبي الرحمة (ص) لايمكن تشويهها بمثل هذه التصرفات التي حدثت مؤخرا كما وقعت من قبل بل تسمو شمسه المضيئة باستمرار وانه كما عجز رجال مكة والطائف في ذلك العصر عن طمس اسم الرسول الاكرم (ص) لن يستطيع هؤلاء المماثلين لاولئك الرجال في الاساءة لشخصيته الناصعة اليوم ايضاً.

ووصف سماحة القائد الخامنئي هذه الممارسات بأنها تدلل على الحقيقة المظلمة لحضارة الغرب وثقافتها وجاهليتها المعاصرة.

وأوضح: إنه لذلك لن يلحق الضرر بالاسلام وشخصية الرسول الاكرم (ص) الا ان هذه الممارسات ستكون سبباً لكي نتعرف أكثر مما مضى على حقيقة هذه الحضارة المتوحشة في واقعها.

واشار سماحة قائد الثورة الاسلامية الى الانتخابات الرئاسية الأميركية، قائلا: من يصبح رئيساً للولايات المتحدة ليس له تأثير على سياستنا ما يعنينا هو السياسات في هذا البلد.يتناقش البعض حول ما سيحدث في حال فاز هذا أو ذلك. نعم، قد تقع بعض الأحداث، لكنّ ذلك لن يعنينا. سياستنا محسوبة وواضحة ولا تتأثّر بقدوم الأشخاص أو رحيلهم.

ونوه سماحته الى ان الأميركان هم من قاموا باصدار القرارات المعادية للجمهورية الاسلامية في ايران بعيد تشكيلها وحرضوا الإرهابيين ضدنا ودعموهم مشددا بالقول: سياسة الجمهورية الإسلامية واضحة ولن تتغير بتغيير القادة في أميركا.

واعتبر ان سبب العداء الأميركي لإيران يعود الى عدم رضوخ الايرانيين للسياسات الأميركية بالمنطقة خاصة تجاه فلسطين، وقال: هم يقبلون بالأنظمة التي تستسلم لهم وتقبل شروطهم، إن سياسة طهران تجاه واشنطن لن تتغير بغض النظر عن الفائز في الانتخابات الأميركية .

وصرح سماحة قائد الثورة الاسلامية ان مراكز الاستكبار والصهيونية التي تهيمن على العالم اليوم تعد ائمة الكفر كما ورد في القران الكريم واضاف: هناك أياد خفية ومؤسسات تقف خلف الرسوم المسيئة للنبي الأكرم (ص) .

وقال سماحته: يعاني النظام الأميركي من انحطاط سياسي ومدني شديد وانحطاط أخلاقي.

واضاف سماحة القائد: ‌ في السنوات الماضية قاموا بتأليف العديد من الكتب حول اميركا والتي تم نشرها بكثرة في الولايات المتحدة، وهذه الكتب تكشف بعض الستائر. قرأت أحد هذه الكتب المترجمة الى الفارسية و هو مليء بالأدلة على هذا الانحدار. بمعنى آخر، إذا قرأ أحد الكتاب حقًا ، من بدايته الى نهايته، فإنه يدرك تراجع النظام السياسي الأميركي مع تحركات الرئيس الأميركي. مضيفاً: إن هذه الإمبراطورية لن تدوم طويلاً .

ولفت سماحته الى النزاع المسلح الدائر في قره باغ، عادّاً هذه الحرب بالحادث المرير بين بلدي جوار لايران ومؤكدا في ذات الوقت على إيقافها بسرعة وتحرير جميع أراضي آذربيجان وصون أمن المواطنين الارمن.

وشدد على أن لايقع أي انتهاك للحدود الدولية وعدم اقتراب الارهابيين من حدودنا والتصدي لهم في حال اقترابهم.

وأشار سماحته الى أهمية اسبوع الوحدة الذي لم يفهم بشكل مطلوب، والأحدث الدموية التي شهدتها بعض البلدان الاسلامية مثل سوريا والعراق وليبيا واليمن وافغانستان، موضحاً: أن الامام الخميني (رض) أطلق اسبوع الوحدة على ايام ذكرى مولد الرسول الاكرم (ص) فيما لم يدرك الكثير أهمية هذه الخطوة وعمقها الا انه بات واضحاً اليوم مدى قيمة الوحدة في العالم الاسلامي والتي لو تحقّقت لاستطاعت الحد من وقوع الكثير من النزاعات والحروب الدموية في المنطقة.

وندد سماحة قائد الثورة الاسلامية بشدة بالخطوات الخبيثة لبعض الانظمة في تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب، موضحاً: إن هؤلاء الفاسدين يبدون ارتياحهم لاعمالهم المذلة ويفخرون بها ولكن عليهم أن يفهموا أنهم أدنى من أن يستطيعوا وضع نهاية لقضية فلسطين ولاشك ان هذا الكيان الغاصب والمجرم وسفاك الدماء سيؤول الى الزوال وستعود فلسطين الى أهلها.

وأعرب عن أسفه لعدم فهم أهمية مبادرة الامام الخميني /قدس سره/ حول "وحدة المذاهب الاسلامية حول الخطوط العامة" في ذلك الوقت بشكل صحيح الا ان الاعداء فهموا مخاطر هذه السياسة حيال تقويض تغلغلهم لذلك أعدوا ونفذوا مخططات عملية في مواجهتها.

وعدّ الامام الخامنئي "تشغيل مراكز انتاج الافكار المناهضة للتقريب" و "تصنيع المجموعات التكفيرية مثل داعش" و "تأجيج النزاعات بين المغفّلين" من بين المخططات العملية للاعداء بهدف إفشال مشروع الوحدة.

ونوه الى ان بعض حكومات المنطقة وقادتها ارتكبوا الخطيئة في دعم المجموعات الارهابية مالياً وتسليحياً وهو مايفوق خطيئة انضمام اشخاص يتصفون بالعصبية والجهل، وفي هذا الموضوع يتحمل الاميركيون والسعوديون الوزر الاكبر في ارتكاب هذه الجريمة.

وعدّ الجريمة الاخرى التي ارتكبها الاميركيون تتمثل بغزو بلدان المنطقة كأفغانستان وسوريا، مؤكدا ان شبان العراق الغيارى لن يسمحوا لهم بالتغلغل لأن التواجد الاميركي في أي بقعة من العالم لايثمر سوى عن تقويض الامن والدمار وإشعال الصراعات الداخلية وإلهاء الحكومات.