السعودية في قفص الاتهام
مهدي منصوري
نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا أعده سبنسر هسو، قال فيه إن محامين أميركيين يدافعون عن السعودية في قضايا رفعتها عائلات ضحايا 9/11 سيمثّلون أيضا محمد بن سلمان في اتهامات تتعلق باستهدافه المسؤول الأمني السابق سعد الجبري ومحاولة اغتياله حتى لا يكشف عن أسرار صعوده إلى السلطة.
ويأتي التحرك القانوني في الأسابيع الماضية في الوقت الذي تحاول فيه السعودية الدفاع عن مصالحها من النقاد في قضيتين رُفعتا ضد ولي العهد منذ آب/أغسطس. وفي الوقت نفسه تحضر نفسها لتغيّر محتمل في البيت الأبيض بعد الانتخابات الأميركية، والقضية الأولى المتعلقة بسعد الجبري مختلفة عن القضية التي تتهم محمد بن سلمان بإصدار الأمر لقتل وتقطيع جثة الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر 2018. إلا أن الحالتين تتهمان ولي العهد بخرق صارخ لحقوق الإنسان وتعذيب قامت به حكومة متحالفة مع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
ومما تقدم يتضح انه بدأ الخناق يضيق على بني سعود وبصورة لم تكن متوقعة خاصة ولي العهد محمد بن سلمان الذي اخذت تتوالى عليه المصائب من كل حدب وصوب ولم تستطع الاموال بالمليارات من الدولارات على منحها لترامب من ان تكون اداة في الخروج من المأزق الذي هو فيه.
ورغم ان ترامب حاول وبكل ما يملك للتغطية على جريمة خاشقجي والتي اثبتت الادلة ان بن سلمان له اليد الطولى في هذا الموضوع الا ان اولياء دم الخاشقجي لازالوا يصرون على ان تأخذ القضية مجراها في المحاكم خاصة الاميركية ولم يقف الامر عند هذا الحد حتى جاء سعيد الجبري ليفتح ملفا آخر امام المحاكم الاميركية ضد بن سلمان وبطبيعة الحال فان هذين الملفين لم يتوقف الامر عندهما بل وكما يعتقد بعض المراقبين ان وفي حالة فتح ابواب المحكمة ستفتح ملفات اخرى بوجه بن سلمان الا وهو دعم الارهاب وقتل الابرياء في العراق وسوريا وغيرها وتأتي كل هذه القضايا في وقت الانتخابات الاميركية التي حتما قد لا تأتي حسب الرغبة السعودية رغم كل الجهود الاعلامية والسياسية المالية التي بذلتها حكومة بني سعود لان يبقى ترامب رئيسا للولايات المتحدة ولمرة اخرى. لكي يخفف من حدة العبء الخانق الذين يعيشون فيه اليوم.
وبغض النظر عن نتائج الانتخابات الاميركية الا انه تبقى القضية الاهم وهي ان بن سلمان لابد ان يجيب على كل الاسئلة التي ستطرح في المحكمة ويفند كل الادلة الموجودة ضده سواء كان ملفا خاشقجي او الجبير وبقية الملفات الاخرى ليك يتخلص من هذا الكابوس الذي جثم على صدره ولم يدر كيف الخلاص منه وبطبيعة الحال فان الذهاب الى قفص الاتهام تعكس وكما افادت مصادر سعودية معارضة ان الامر لا يختص بولي العهد بل هي محاكمته للنظام السعودي الذي ارتكب الجرائم بحق الشعوب ليس في المنطقة فحسب بل في مختلف دول العالم لان الارهاب المدعوم سعوديا واميركيا قد ضرب باطنابه بحيث اخذ يهدد العالم باجمعه وما نشهده من اعمال ارهابية هنا وهناك الا دليل قاطع على ذلك.