مهدي منصوري

لم يبق على انتخابات الرئاسة الاميركية سوى ايام معدودة الا أن تنور هذه الانتخابات بدأ يسخن وبصورة لم يسبق لها مثيل في اميركا، خاصة و ان الاتهامات المتبادلة بين ترامب و بايدن قد خرجت الى السطح و بصورة اثارت استغراب الكثير من خلال المناظرة التي استخدمت فيها الفاظا ما كان ينبغي أن يسمعها الناخبون الاميركيون على الخصوص .

ومن المتوقع ان ترامب يحاول بذل كل جهده وطاقاته والامكانيات المتاحة لديه لكي يعود للبيت الابيض من جديد الا ان الاسلوب الذي يستخدمه كان مقززا للناخبين وغيرهم خاصة وانه يلجأ الى استخدام افلاما هوليوديه مملوءه بالكذب والتزوير وقد جاءت لعبته الاخيرة باصابته بفيروس كورونا والمسرحية التي تم بها نقله الى المستشفى وبقاؤه لمدة لم تتجاوز الثلاثة ايام وعودته الى البيت الابيض مع تصريحه الاخير الذي استهجنه الكثيرون من انه لايخاف من الكرونا رغم انهم يرون بأم اعينهم ان العشرات قد ذهبوا ضحية هذا المرض نتيجة عدم مبالاة ترامب واستهتاره والتي كانت سببا اساسيا من الاسباب التي اضعفت شعبيته وافقدته الكثير من الامال بفوزه في الانتخابات، وقد ذكرت صيحفة نيويورك تايمز في تقرير لها بالامس من انه وصلتها "رسائل من القراء يشعرون بقلق بالغ من حالة الرئيس الاميركي وسلوكه المضطرب جراء تناوله المنشطات التي فاقمت اضطراب سلوكه المعهود ويطالبون باعمال التعديل 25 من الدستور لاستبداله بنائبه "وقال اخرون ان ترامب قد فقد الاتصال تماما في الواقع من خلال ماصرح به بعد خروجه من المستشفى عندما قال لقد عدت وانا اتمتع للغاية بشبابي" ولكنه اصدر مقطع فيديو والذي يحمل تناقضا لما قاله من قبل بالقول "انا من المسنين اعلم انكم لاتعرفون ذلك لا احد يعرف ذلك" بحيث اشارت اوساط اعلامية من ان ترامب بات غير مستقر عقليا وتصريحاته ابعد ما تكون عن التسلية

اذن ومن خلال ما تقدم ان ترامب قد ادرك جيدا ان حظه في العودة للبيت الابيض اصبحت في غاية الصعوبة وهو ما يؤيده تصريح رئيس الوزراء البريطاني جونسون من انه تلقى تحذيرا "ان ترامب يسير نحو هزيمة ساحقة امام معارضيه الديمقراطيين وامكانية تحقيق فوزه "معضلة تاريخية" ستكون غير مسبوقة بالسيطرة الرئاسة ومجلس النواب والشيوخ" وبنفس الوقت فان "الاستطلاعات على الخاصة والاحتمالات على الكمبيوتر التي اطلعت عليها الحكومة البريطانية الشهر الماضي تشير الى ان حظوظ بايدن بالفوز تصل الى 70% ".

اذن وفي نهاية المطاف فان التباين في تصريحات ترامب وتخبطه وبهذه الصورة لم يات من فراغ بل انه قد ادرك ان ابواب البيت الابيض ستغلق بوجهه بسبب تصرفاته الهوجاء التي لم يراع بها ابسط قواعد الاخلاق المتعارفة.