غادرها مرغما قبل ان يغادرها نهائيا
بعد شهر واحد ونحن على موعد مع الثالث من نوفمبر يوم اجراء الانتخابات الرئاسية الاميركية يرتسم سؤال كبير هل ستجرى بحضور الرئيس ترامب ام بغيابه؟ اذا ما داهمه الموت والعمر بيد الله هذا ما تتداوله الاوساط الشعبية والحزبية والرسمية في اميركا، لكن ما هو مؤكد ان الانتخابات ستجرى في موعدها حيث لم يشهد التاريخ الاميركي تأجيلا في الانتخابات الرئاسية ولم يكن في دستورها مادة على ذلك؟ غير ان اللافت في الامر ماذا سيحدث من تطورات وتغييرات تؤثر على المشهد الانتخابي؟ وهل سيستطيع الرئيس ترامب تخطي هذا الفيروس الذي سخر واستخف به كثيرا واذا به اليوم يفاجأه ويطرحه ارضه مستسلما لقدره؟ ولم تعرف بعد كم ستكون فترة الحجر الصحي له اذا ما بقي على قيد الحياة؟
كل المؤشرات وما تسرب من المستشارين والمسؤولين في البيت الابيض تؤكد على ان الرئيس في وضع صحي غير عادي ولم يفصله سوى عدة اسابيع من الانتخابات الرئاسية.
فقداكدت الـ"سي ان ان" نقلا عن احد مستشاري ترامب بانه "متعب للغاية ومرهق ويعاني صعوبة في التنفس؟" وما يدلل على هذه الحالة غير العادية للرئيس ترامب هو ما قالته الـ "سي ان ان" "من النادر للغاية مكوث رئيس في المستشفى بالنظر الى توفر مرافق وامكانيات طبية واسعة في البيت الابيض".
فاضافة الى كل ما قيل وتسرب في هذا المجال فان الضبابية وغياب الشفافية وعدم صدور أي تقرير طبي خلال الـ 24 ساعة الماضية يثير اكثر من علامة استفهام حول جدية صحة الرئيس ومصيره فيما اذا كان قادرا على احتمال مواصلة مهمته؟ ام انه سيترك الساحة السياسية مرغماً؟
ما تواجهه اليوم اميركا بغياب الرئيس ترامب عن البيت الابيض اثر اصابته بفيروس الكورونا تعتبر اخطر مرحلة في تاريخها حيث تحول مرضه الى قضية تمس الامن القومي لانه لم يعرف بعد عدد الموظفين المصابين في البيت الابيض وبقية المسؤولين في مختلف الدوائر ومنها البنتاغون ممن كانوا على اتصال قريب بالرئيس ترامب لذلك تعتبر هذه الفترة من اكثر اللحظات التاريخية خطورة على اميركا وسياساتها المستقبلية وهذا ما ناقشه الجيش الاميركي قبل فترة واتخذ الاجراءات اللازمة لمثل هذه المرحلة العصيبة وحتى مع احتمال انهيار الحكومة الاميركية لان الاوضاع في واشنطن باتت غير طبيعية وهي اسوأ مما يتوقعه اي مراقب.
فاليوم تتجه الانظار صوب واشنطن لقراءة السيناريوهات المطروحة حول المصير المستقبلي للرئيس ترامب ومن سيخلفه فيما اذا حدث له أي طارئ وما التكهنات المستقبلية لاميركا.
فالرجل الذي يحكم اليوم اميركا استثنائي في ممارساته وسياساته وحتى في مرضه اذ لم يسبق لاميركا ان تشهد رئيسا يغيب عن الانتخابات قبل اسابيع منها لكنها شهدت العديد من الاغتيالات والموت الطبيعي لرؤساء اميركيين اثناء اداء مهامهم الا انها استطاعت ان تجتاز تلك المرحلة عملا بالدستور الاميركي. اما هذه الحالة فهي طارئة على الوضع الاميركي لذلك من الصعب التكهن ما يضمره المستقبل لهذا البلد. فالذي غادر السلطة مرغما بسبب كورونا هل سيرفضه الشعب الاميركي في الانتخابات ليغادر السلطة نهائيا.
تساؤل كبير ستجيب عليه الاسابيع القادمة.