القمر الصناعي (نور) والصعود الاستراتيجي الايراني
اطلقت الجمهورية الاسلامية امس الاربعاء 22 نيسان 2020 اول قمر صناعي عسكري، حيث استقر في المدار المخصص له حول الارض بنجاح.
واعلنت مصادر الحرس الثوري ان القمر الصناعي (نور) قد تم اطلاقه بواسطة حامل القمر الصناعي ذي المرحلتين (قاصد) انطلاقا من الهضبة بوسط ايران وقد استقر في مداره الخارجي حول الارض على بعد 425 كيلومترا.
من المؤكد ان ايران توصلت الى هذا الانجاز الفضائي في ضوء تقدمها التكنولوجي المشهود الذي لم يعد خافيا على احد، اذ ان العلماء والمبدعين الايرانيين يواكبون العصر بسرعة البرق ويحققون المنجزات العلمية الباهرة بامكانات ذاتية وثابة لا تحتاج معها الى وصاية من اي احد ، وهي ازاء هذا ماضية على قدم وساق في خلق مكتسبات مشرقة تدعم السيادة والاستقلال والاهداف الوطنية والحقوق المشروعة التي يكفلها القانون الدولي جملة وتفصيلا.
لقد تحقق هذا المكسب الكبير على الرغم من توالي العقوبات الاميركية والحصار الجائر على الجمهورية الاسلامية ، الامر الذي يؤكد ان ايران قادرة على تفادي الظلم الاستكباري الغربي الذي جعل شغله الشاغل منع طهران من بلوغ مدارج المعرفة التقنية والمنجزات الفضائية ذات الاستخدامات المتعددة العسكرية فيها والمدنية.
ومن المتيقن ان اطلاق القمر الصناعي (نور) الى مدار الكرة الارضية سيعود بالغبطة والابتهاج على شعور العالم الاسلامي وامم الارض المستضعفة التي يسعدها تخطي الجمهورية الاسلامية الخطوط الحمراء الاميركية والاوروبية الساعية الى احتكار عالم الفضاء وحتى التقانة النووية لمصلحتها.
إن ايران دولة ذات مكانة اقليمية ودولية ومن حقها امتلاك كل اسباب التقدم والتطور وبما يخدم تطلعاتها العادلة وهي ملتزمة بهذا النهج حتى النهاية شاء من شاء وأبى من أبى.
علينا ان لا ننسى بان الولايات المتحدة دولة ارهابية بامتياز وهي مكروهة اخلاقيا وسياسيا واقتصاديا وان ممارساتها في العديد من دول الكرة الارضية ومنها تعاملها الفض مع جائحة كورونا ووجهت بالادانة ، وقد ادانتها محكمة العدل الدولية في لاهاي من قبل على خلفية جرائمها الوحشية في افغانستان ، وبالتالي فانه سيشق عليها رؤية هذا القمر الصناعي الايراني وهو يستقر في الفضاء الخارجي ويبعث بمعلوماته الاستراتيجية الى الخبراء والمختصين في الحرس الثوري للجمهورية الاسلامية.
ومن الضروري القول ان ايران تسعى الى عالم يسوده السلام والطمأنينة وتكافؤ الفرص، فالمعرفة للجميع وتحقيق الامن والاستقرار على الارض مسؤولية دولية، ومن الواجب الا نؤخذ بهاجس الخوف والقلق من القوى الشريرة، وان نقترب بشفافية من مسار الحقيقة والامانة في عالم الفضاء كما في العوالم الانسانية الاخرى ، شريطة تحدي المصاعب وتجاوز العقبات والتقليل من شأن الاطراف التي تمارس الاستكبار ولا تعترف بمقدرات الدول الناهضة.