kayhan.ir

رمز الخبر: 110134
تأريخ النشر : 2020March01 - 21:21

أوَ تطلب اُجرة الحمار مني؟!

حسين شريعتمداري

جاء في الأثر، ان رجلاً محتالا قد تكاثرت عليه الشكاوى، فاحضروه لدى القاضي ووجهت له تهمة عدم تسديد ما في ذمته من ديون. فحكم عليه القاضي بعد إدانته بالجرم، بامتطاء الحمار مقلوباً ويُدار به في المدينة والاعلان عن مقالبه كي يكون عبرة لمن اعتبر وتسلب الثقة منه فلا يقرضه احد بعد ذلك. وبعد تنفيذ حكم القاضي، طالب صاحب الحمار، الذي قضى يومه بالمناداة في الازقة واستعمال دابته، طالب المحكوم باجرة المثل ليوم كامل! فابتسم متهكماً وقال؛ أو تريد مني اُجرة الحمار وانت تنادي في الناس من الصباح وحتى المساء بان لا تثقوا بهذا الشخص!

وبالأمس توصلت جماعة طالبان بعد أحدى عشرة جولة من المفاوضات مع اميركا الى إتفاق جديد! وقد تم التوقيع على مسودة الاتفاق الذي عقد في دولة قطر، من الجانب الاميركي "زلماي خليل زاد" وعن جماعة طالبان افغانستان "ملا عبدالغني برادر"، وبحضور وزير خارجية اميركا "مايك بومبيو" وممثلين عن سبعين دولة.

وتم التاكيد في هذا الاتفاق على؛ "تجنب استخدام الاراضي الافغانية في التعرض للامن الاميركي وحلفاء اميركا، واقرار وقف مستديم لاطلاق النار، وتقليل القوات الاميركية في افغانستان الى 8600 مجند خلال 135 يوماً قادمة، واطلاق سراح 5000 سجين من طالبان، وألف من القوات الحكومية من قبل اميركا الى العاشر من مارس، فيما تخرج طالبان من الحظر الاميركي".

الا ان السؤال المطروح هو؛

1 ـ فما هي التعهدات التي التزمت بها اميركا الى الآن كي نتوقع التزامها في الاتفاق مع حركة طالبان؟!

2 ـ كما ولم تكن الحكومة الافغانية حاضرة في هذا الاتفاق! كاتفاقية "صفقة القرن"!

حين لم تشترك الجهة الفلسطينية الاساس في هذه الاتفاقية!

3 ـ ولم تحدد في هذه الاتفاقية، تاريخ خروج القوات الاميركية من افغانستان! أي لم يدرج اي مادة وفقرة في هذا الاتفاق! وبالطبع اعلن الجانب الافغاني بعد التوقيع على الاتفاق بأن الاميركان قد تعهدوا باخراج قواتهم من افغانستان خلال 14 شهرا القادمة! كالحبر على الورق!

4 ـ ان الاستحقاق الذي كسبه ترامب هو في توظيف الاتفاق لحملته الانتخابية القادمة لرئاسة الجمهورية في اميركا، فيما لا يتوقع من الجانب الاميركي ان يلتزم باي من تعهداته الرسمية والمكتوبة فكيف بوعوده الشفاهية! و...

5 ولكن جوهر الكلام هو ان حركة طالبان تدعي تشكيلها لامارة اسلامية! وان الملا عبدالغني قد شدد على هذا الامر، بعد التوقيع على الاتفاق! ولكن لم توضح اي امارة اسلامية هذه التي حكامها من طالبان قد تعهدوا ان لا تقدم على اي اجراء ضد العدو الاساس للاسلام، ومنهم اميركا واسرائيل والتيارات المتحالفة معهما! (تجنب استخدام الاراضي الافغانية ضد الامن الاميركي وحلفاء اميركا). فأي اسلام تتحدث عنه طالبان؟!

6 ـ وبالتالي، اذا تعهدت حركة طالبان التزامها بالاتفاق المشار اليه، فانها ستتحول الى جماعة او تيار او حكومة عميلة لاميركا في المنطقة تقوم بتلبية مطالب الشيطان الاكبر بالوكالة عنها!