انتصارات المقاومة والصحوة العالمية
لا شك ولاريب ان اقصاء المستشار جون بولتون المخزي والمذل من البيت الابيض ليس امراً عادياً خاصة وان الرئيس ترامب جلبه للبيت الابيض على انه أحد الصقور الذي سيساعده على تمرير سياسته لنشر الفوضى وتصدير الأزمات عسى ان تعود هذه السياسة الغوغائية بالفائدة على اميركا بعد أن فقدت هذه الدولة هيبتها امام العالم جراء تناطحها مع ايران.
إقالة ترامب لمستشاره بولتون لم تكن عادية كما يحدث للكثير من المسؤولين في العالم عبر كتاب رسمي لكن أن يستحقره بهذه الصورة ليعزله عبر تغريدة ففيها معاني عديدة ربما احدها غضبه وانزعاجه الشديد من سياسته المفرطة تجاه ايران وكوريا الشمالية وفنزويلا وغيرها وهذا ما سبب فشلا وفضائح للسياسات الاميركية التي ينتهجها ترامب.
ومما هو مضحك ومبكي في آن واحد أن الرئيس ترامب الذي ركز في شعاراته الانتخابية على انه معارض لتورط اميركا في حروب الخارج وتأكيده على سحب الجيوش الاميركية الى الداخل وانه ضد انفاق الرؤساء السابقين لتريلونات الدولارات على هذه الحروب.
نراه وبعد انتخابه رئيسا للبلد وبسبب قلة خبرته وتجربته السياسية تتحرك المؤسسة الاميركية العميقة لاحاطته بظروف البلاد وما ينبغي عليه ان يتخذه من اجراءات تخدم مصالح الولايات المتحدة الاميركية لذلك نراه يغير من سياسته المعلنة أبان الحملة الانتخابية تجاه حروب اميركا والفوضى التي تنشره في العالم وأول ما يبادر اليه هو انتخاب احد الصقور جون بولتون كمستشار للأمن القومي والذي سرعان ما اعقب ذلك هو اعلان ترامب انسحابه من الاتفاق النووي والذي يوعزه المراقبون جاءت بتأثيرات من بولتون المشهور بعدائه الدفين لايران.
فخروج الافراطي الاول أو الباء الاول من "فريق باء" هو بمثابة انتكاسة كبيرة لهذا الفريق وفشله في انجاز مهمته بسبب صمود ايران وضرباتها الموجعة التي وجهتها لاميركا خاصة بعد اسقاط طائراتها المسيرة المتطورة ومعركة الناقلات وهذا هو أول الغيث فالباء الثانية وهو بنيامين نتنياهو على الطريق ليخرج من الساحة السياسية يائسا فاشلاً وقد كانت أحدى علاماته هو هروبه بالامس من منصة الحملة الانتخابية في اشدود ولجوئه الى الملاجئ تخوفا من أي طارئ أهكذا يريدون أمثال هؤلاء الجبناء قيادة مجتمعاتهم.
واذا ما تطرقنا لباءات المنطقة داخل هذا الفريق اللذين هما اساساً تابعين وليس لاعبين فان بن سلمان وبن زايد غارقين في مشاكلهما الداخلية والسياسية وطبيعي أن لا نجد لهما أي اثر في هذا الفريق.
اما الباء الاخيرة وهو الصقر المتبقي في ادارة الرئيس ترامب هو بومبيو المرشح والاكثر حظاً لطرده من قبل الرئيس الاميركي من منصبه وذلك بسبب فشل سياسته الخارجية لادارة الازمات التي تواجهها واشنطن مع الدول التي تعارض سياستها خاصة ايران.
وما أقدم عليه ترامب في التخلي عن خدمات بولتون بسبب مشاكله الكثيرة مع الفريق الحكومي كما يزعم، لا ينم عن نيته ترامب انتهاج سياسة معتدلة أو عقلانية انما جاء بإقرار منه بعدم نجاح السياسة التي انتهجها اثر املاءات هذا الفريق وعليه ان يغير من سياسته لكن هذه المرة باسلوب نفاقي ومخادع عسى ان يستطيع هذه المرة تمرير سياسات اميركا الاستكبارية والشيطانية التي تؤمن لها المصالح اللامشروعة في الهيمنة والسطو على مقدرات وثروات الشعوب لكن هيهات وهيهات ان تحقق اميركا مآربها في زمن تعاظم وانتصارات محور المقاومة المتلاحقة التي اوجدت صحوة ليس على صعيد المنطقة فقط بل على الصعيد العالمي.