مظلومية اليمنيين ستدحر المعتدين
مهدي منصوري
نشر فريق الخبراء الأممين، تقريراً عن الانتهاكات لعام 2017، ذكر فيه "أن الغارات الجوية لتحالف العدوان السعودي تسببت في معظم الإصابات المباشرة للمدنيين، وأنها استهدفت مناطق سكنية وأسواقاً وجنازات وحفلات زفاف ومرافق احتجاز وقوارب مدنية ومرافق طبية" بحيث ان محققين في منظمة الأمم المتحدة عبروا بان "الضربات التي نفذها تحالف العدوان السعودي في اليمن وأساليب التجويع تصل لحد "جرائم الحرب".
ولم تكن السعودية في هذا المجال الا اداة فقط لان عدة دول تظافرت على هذه العملية الاجرامية اللاانسانية وكان على راسها اميركا وفرنسا وبريطانيا وذلك من خلال التنسيق التام بأن تقوم تلك الدول ببيع السلاح المتطور الى السعودية وهي تقوم بدور التدمير والقتل الجماعي لليمنيين بالوكالة، ولذلك فان هذه الاطراف تقف موقف المعارض من اي اتجاه اقليمي او دولي لايقاف نزيف الدم اليمني لانهم يعتبرون انفسهم هم الخاسرون الاساسيون في هذا الامر لخوفهم من ان مصانعهم العسكرية قد تقف عن العمل وتسبب لهم ازمة اقتصادية كبيرة.
وبطبيعة الحال فان ما طرحته المنظمات الحقوقية والانسانية الدولية من تقارير مرعبة ومخيفة خاصة حالات تفشي الامراض المتوطنة والتي اخذت مأخذها في اليمن بسبب الحصار السعودي الخانق الذي اغلق جميع السبل من وصول الدواء لمعالجتهم، كل ذلك وغيره من الممارسات الاجرامية الاخرى سواء كان القصف المدفعي او الصاروخي او من خلال غارات الطائرات السعودية كانت تهدف الى ان يرفع الشعب اليمني الراية البيضاء ويعود الى حالة الاستعباد السعودي لليمنيين.
ولكن وعندما كشفت الحقيقة عن نفسها وبوضوح ان الشعب اليمني لم ولن يكون في يوم ما شعبا ذليلا خاضعا لارادة الاخرين من خلال مقاومته الباسلة التي غيرت المعادلة وبصورة غير متوقعة، رغم فارق القياس مما لدى اليمنيين من امكانيات ومعدات عسكرية محدودة، قبال الدعم التسليحي اللامحدود من اميركا وبريطانيا وفرنسا والذي لابد ان يفعل فعله في تحقيق اهداف الرياض.
وللاسف الشديد نجد ان ما حل بالشعب اليمني لم يكن يحدث او يستمر لولا الصمت القاتل من قبل المجتمع الدولي والذي وقف موقف المتفرج تجاه الماساة اليمنية ولم يتم التحرك من قبله بجدية من اجل ايقاف العدوان السعودي الغادر، لان الاوضاع الوخيمة التي وصل اليها الشعب اليمني والذي ابرزته المنظمات الانسانية والحقوقية الدولية لم يكن غائبا وانما كل ما جرى كان تحت مرأى ومسمع العالم اجمع ويكفي ما تم تناقله للاوضاع المؤلمة من خلال الاقمار الاصطناعية ووسائل التواصل الاجتماعي والتلفزة الاقليمية والعالمية. ووصل الامر الى ان كل الممثلين للامين العام للامم المتحدة والذين تعاقبوا على اليمن لم يتمكنوا ان يتوصلوا الى حل لانهم طرف من اطراف النزاع ولم يكونوا حياديين في مواقفهم، ولذلك فشلت كل المحادثات التي جرت من اجل ايقاف العدوان والحل السلمي للازمة اليمنية، لانه يطلب من الضحية وهم اليمنيون ان يخضعوا ويستسلموا للجلاد السعودي المجرم.
واخيرا والذي لابد ان يفهمه او يعرفه العالم ان الصمود الرائع لابناء اليمن امام هذه الهجمة الشرسة وبكل معاناتها لايمكن في يوم من الايام ان يقبلوا فرض اراداة اعدائه عليهم وانهم اليوم وبفضل ادوات الردع الفاعلة والتي اقضت مضاجع العدوانيين خاصة السعودية واميركا لتغيير المعادلة والتي قلبت الطاولة على رؤوسهم، فلذلك وقبل فوات الاوان عليهم ان يفكروا مليا في الاسراع بالعودة الى الارادة اليمنية الحرة ووضعها في اولويات حساباتهم، والا فانهم سيدفعون الثمن باهظا واكثر من الذي دفعوه لهذا اليوم، لان ما لدى اليمنيين من امكانيات قادرة على ان تضع العالم امام صورة جديدة لم يعهدوها من قبل حيث ينهون العدوان السعودي وبطريقهم واسلوبهم الخاص.