هل تجرؤ تركيا على مهاجمة الجيش السوري في إدلب؟!
نبيل أحمد صافية
مما لا شكّ فيه أنّ تحرير خان شيخون ستكون له تداعياته في سوريا، وهذا ما يترك مجالاً لتساؤلات عديدة حول مصير نقاط المراقبة التركية الـ 12 في سوريا، وهي أقرب إلى وصفها بأنها قواعد عسكرية تركية في سوريا، ولعلّ بعضاً منها بات ضمن مرمى نيران الجيش السوري، ومنها نقطة المراقبة أو القاعدة العسكرية في مورك التي كان رجال الجيش السوري يحيطون بها.
وحاولت قافلة عسكرية مؤلفة من مدرّعات وذخيرة تعزيز وجودها، وقد تعرّضت تلك القافلة لغارة جوية، مما أجبرها على التوقف والتراجع، ثم ما لبث الرئيس التركي رجب أردوغان من طلب المساعدة الروسية للخروج من المأزق الذي تواجهه تركيا، وجاء الردّ الروسي حاملاً تهديداً غير مباشر لتركيا إذا انطلقت الهجمات من تلك القواعد ضدّ جنودها في سوريا، وكان ردّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كالتالي:
إنّ الجيش التركي أنشأ عدداً من نقاط المراقبة في إدلب، وهناك آمال معقودة على أنّ وجود العسكريين الأتراك هناك سيحول دون شنّ الإرهابيين هجمات .
وعدّت تركيا العمليات العسكرية للجيش العربي السوري في إدلب خطراً على الأمن القومي التركي ، كما زعمت أنّ تلك العمليات تسبّب كوارث إنسانية، وتعمل على تهجير الآلاف من المدنيين على حدّ زعمها وربما فوجئت تركيا بطلب روسيا تغيير خارطة انتشار القوات التركية في سوريا، وهذا ما يثير سؤالاً: هل تجرؤ تركيا على مهاجمة الجيش السوري في إدلب؟ أو هل هناك مواجهة مرتقبة مباشرة بين الجيشين السوري والتركي؟
لا أعتقد أنّ مواجهة من هذا القبيل ستتمّ، أيّ بين الجيش السوري والجيش التركي، فقد تحدث تلك المواجهة مع حلفاء تركيا أيّ أزلامها مثل قوات درع الفرات، وهذا ما نلاحظه في دخول رجال الجيش السوري ودعم الجيش التركي لحلفائه، وقد دخلت بعض القوات التركية والعربات المحملة بالذخائر يوم الإثنين 19/8/2019 لدعم حلفائها في خان شيخون، ولكن لن تتمّ أية مواجهة عسكرية مباشرة بين الجانبين، وأعتقد أنّ تقدّم الجيش السوري وحلفائه في إدلب بدعم من أصدقائه سيكون رداً قاسياً لما يتمّ تحضيره بين الأميركيين والأتراك، كما أعتقد أنّ عودة إدلب إلى حضن وطنها الأمّ سورية ستتمّ بعد تحريرها من دنس الإرهاب سواء بحلّ سياسي أو بتحريرها بعملية عسكرية، ونرى الردّ على الأرض حالياً، وسورية ستكون مع أيّ حلّ يعيد لها بسط سيادتها على كلّ أراضيها، بما في ذلك إدلب وغيرها، ومن المرجح إقامة حوار سوري تركي مباشر لاحقاً بوساطة روسية بعد طلب الرئيس التركي أردوغان من نظيره الروسي بوتين إيجاد مخرج لتركيا يحفظ ماء وجهها، ومن هنا استبعاد مواجهة عسكرية مباشرة بين الجيشين السوري والتركي.
عضو المكتب السياسي وعضو القيادة المركزية في الحزب الديمقراطي السوري وعضو اللجنة الإعلامية لمؤتمر الحوار الوطني في سوريا.