نتنياهو يعجل بفناء اسرائيل
سؤال ملح فرضته الوقائع على الارض هذه الايام وهو ما الذي دفع بنتنياهو أن يغامر في القفز على عدة ساحات في آن واحد بدءا بالعراق وسوريا واخطرها لبنان الذي يعي جيدا انه خط أحمر لايمكن ان يخرج منه سالماً خاصة اذا تدحرجت الأمور فتصبح "اسرائيل" في مهب الريح. وما أقدم عليه نتنياهو في لبنان وفقا لما وصفه قائد المقاومة خطير جداً جداً جداً لانه خرق قواعد الاشتباك التي ارسيت منذ نهاية حرب تموز المجيدة وهذا يعني ان الامن القومي اللبناني بات مهددا ومكشوفا الامر الذي ترفضه المقاومة الاسلامية جملة وتفصيلا ولا يمكن ان تعود عقارب الساعة الى الوراء، لانه امر مستحيل لا يوجد ما يشبهه في قاموس المقاومة.
ولاشك أن نسف ايران الاسلامية لهيبة اميركا عبر اسقاط طائراتها المسيرة والمتطورة جداً وكذلك هيبة بريطانيا العظمى! عبر توقيف ناقلتها النفطية في مضيق هرمز الدولتان الكبيرتان اللتان يعتمد ويراهن عليهما نتنياهو في دعمه ودعم كيانه سبب له انهيار مضاعف وقلق وخوف متزايدين من ايران ناهيك عن أن الانتخابات القادمة التي تجري في 17 ايلول القادم ستكون بمثابة نقطة عطف خطيرة فأما ان يكون رئيسا للحكومة وأما هو وزوجته المتورطان في الفساد سيكونان في السجن.
وبرأي المراقبين ان ما اقدم عليه نتنياهو من اعتداءات صارخة في الساحات الثلاث لم تكن خطوة انفرادية لحجم المخاطر والتداعيات العظيمة التي ستتبعها، فهي بعلم وتنسيق اميركي يأتي في اطار تبادل الادوار والخدمات لحفظ مصالحهما في المنطقة، لأنه من المستبعد جدا ان يتجرأ هذا الارهابي أن يلعب بالنار ويجاهر به في وضع النهار في وقت يعلم الجميع ان كيانه لم يقم منذ حرب تموز الى يومنا هذا باي اعتداء ضد لبنان يخرق فيه قواعد الاشتباك، لكنه ولشدة غبائه وغباء وخطأ محاسبات من دفعوه الى الهاوية، جاءت النتائج عكسية حيث اراد نتنياهو ان يكسر قواعد الاشتباك واذا به تتغير لصالح المقاومة الاسلامية التي اعلنت سيطرتها التامة على الاجواء اللبنانية من خلال امتلاك الدفاعات الجوية في التصدي للمسيّرات وهذا يأتي بعد ان قيدت المقاومة سابقا العدو الصهيوني من التحرك في البر والبحر. وهذا يعني ان السماء اللبنانية ستكون مقفلة من الان فصاعداً أمام الطيران الاسرائيلي. أما الامر الاخر وعلى الصعيد البري ان الجيش الصهيوني ووفقا لقواعد الاشتباك الجديدة الذي كان خلف السياج سينسحب الى وراء وراء السياج وان عناصر المقاومة التي كانت بعيدة عن النهر ستقف اليوم قبل النهر وهذا تحول استراتيجي واضح لصالح المقاومة الاسلامية في الميدان.
وما يستشف من كل هذه التطورات التي جاءت نتيجة لحماقة نتنياهو ستكلف الكيان الصهيوني كوارث واثمان باهضة ستظهر قريبا وهي توحي بأن نتنياهو يعجل بفناء اسرائيل ومحوها من الخارطة دون ان يعي ما اقدم عليه.
خطاب السيد نصر الله الحاسم والتاريخي في رسم استراتيجية جديدة حاصرت العدو تماما حيث يصر سماحته على تقليم اظافر العدو وتأديبه ليعرف حدوده بالضبط وان هذا الامر بات متروكاً لرجال الله في الميدان ليتخذوا القرار في المكان والزمان المناسبين.
ان الضربة القاصمة آتية لا محاله وان الايام القادمة ستتحدث عن ذلك في وقت إن الجيش الصهيوني والمستوطنات وبشكل عام المجتمع الاسرائيلي قد دخل عقب خطاب السيد في حالة استنفار قصوى ينتظرون ساعة الصفر حيث الرعب والتوتر يخيمان عليهم وهم يستعدون لدخول الملاجئ في اية لحظة.