ترامب القائد لداعش وطالبان الارهابيتين
مهدي منصوري
عندما يهدد المجنون ترامب الدول الاوروبية باطلاق سراح ارهابيي داعش المتواجدين تحت الحماية الاميركية فيما اذا لم تتسلمهم سلطات بلدانهم يرافقه تصريح آخر عندما يعلن ان القوات الاميركية قد تنسحب من افغانستان وتسلم مواقعها لطالبان الارهابي، يعكس وبما لا يقبل النقاش او بالاحرى انه لايمكن ان يترك مجالا للتكهنات من ان هاتين المنظمتين الارهابيتين واللتين ارتكبتا المزيد من الجرائم في البلدان التي تواجدت فيها كانتا تتلقى اوامرها مباشرة من قائدها الاساس ترامب وان ابن لادن والبغدادي وغيرهما من الاسماء التي ظهرت على انها القائدة لهذه التنظيمات لم يكونوا سوى موظفين عند الادارة الاميركية ينفذون ما تصدر لهم من اوامر.
وقد لا يكون اعتراف ترامب الصريح بدعمه واحتضانه لداعش او طالبان مستغربا لدى المراقبين لان الشواهد والوثائق على ذلك كثيرة. لانه لو لم تتلق هاتين المنظمتين الارهابيتين الدعم الاميركي المباشر وغير المباشر لما كتب لها الدوام والاستمرار خاصة بعد الضربات الماحقة التي تلقتها على الخصوص في العراق على يد القوات العراقية المشتركة من الحشد الشعبي والقوات المسلحة وكذلك على يد ضربات الجيش السوري والقوى الوطنية المتحالفة معها.
والسؤال المهم الان فما الذي حدا بترامب ان يهدد بهؤلاء المرتزقة وشذّاذ الآفاق الدول التي جاؤوا منها بارسالهم اليها؟، والجواب على هذا السؤال لم يكن معقدا ولا صعبا لان كل المؤشرات على الارض تؤكد ان هؤلاء المجرمين والحاقدين قد فقدوا قدرتهم وقوتهم بحيث لايمكنهم العمل او القيام بأي عمل يمكن ان يحقق للاميركان وداعميهم الاخرين احلامهم وخططهم التي رسموها في مخيلتهم واصبحوا اليوم عالة عليهم لما يكبدونه من تكاليف كبيرة في سبيل اطعامهم واسكانهم وغيرها من المصاريف التي يحتاج استمرار وجودهم في المعسكرات.
ولذا فان ضغط ترامب على الاوروبيين لم يأت من فراغ، بل انه المراد منه تحقيق هدف سياسي اكبر خاصة، وان الموقف الاوروبي اليوم يقف بالضد من قراراته التي يتخذها ضد الدول كايران والصين وغيرها مما اصبحت عائقا كبيرا في فرض هيمنة اميركا على العالم ولذلك فانه التجأ الى هذا الاسلوب ليحاول الحصول على انفراجة في هذا الامر، ولكن يدرك ترامب جيدا ان قراراته الانفرادية والغير عقلانية والتي لا تستند لاي ضابطة قانونية لايمكن ان تجد طريقها الى التطبيق وان كل القرارات التي اتخذها وعلى مختلف المستويات والصعد مع الدول قد اصبحت حبرا على ورق ومحط استهزاء وتندر المراقبين، اذ ذكرت بعض هذه الاوساط ان ترامب وبعد ان اوصدت الابواب في وجهه لم يتبق لديه سواء اصدار قرارات الحظر فقط. لانه عاجز عن القيام باي عمل احمق لما سيتركه من اثار كارثية على اميركا ومصالحها المهمة في المنطقة والعالم وبنفس الوقت فانه وصل حدا من الجبن بحيث اخذ يطرق ابواب الدول للاستجداء للحصول على الاموال وهذا منتهى حالة الضعف الكبير الذي يعيشه اليوم.
واخيرا وفي نهاية المطاف والذي لابد من الاشارة اليه ان اعتراف ترامب باحتضان طالبان وداعش ينبغي ان يدفع الدول التي تضررت من هاتين المنظمتين الاجراميتين بتقديم الوثائق التي تدينه الى محكمة الجنايات الدولية لما تسبب لشعوبها من ازهاق للارواح وتدمير البنى التحتية لبلدانها لكي توصل هذا المجرم ترامب الى قفص الاتهام لينال جزاءه العادل.