الانتقام الاميركي لهزيمة "داعش"
استهداف المدنيين السوريين من قبل طائرات تحالف واشنطن جريمة كبرى لا يمكن ان تمر دون عقاب، لان الامر قد خرج عن اطاره المعهود واتضح ان واشنطن وبعد الهزيمة الكبيرة التي مني بها الارهاب في سوريا والتي بقيت عالقة اليوم في كيفية توفير الملاذات الامنة لهم لان اغلب البلدان التي جاؤوا منها ترفض استقبالهم بالاضافة الى تعالي الاصوات في العراق التي كانت تتوقع ان يكون البديل قد خيب آمالها بالمطالبات الرسمية والشعبية التي رفضت هذا الامر باعتبار ان تواجد هؤلاء القتلة سيخلق ليس ازمة واحدة بل ازمات للعراقيين خاصة وانهم يتلقون الدعم من قبل اميركا.
وبناء على ما تقدم فان استهداف المدنيين من قبل تحالف واشنطن وبذرائع واهية يعد جريمة انسانية كبرى، لانه وكما افاد المراقبون والمحللون ان واشنطن وباستخدام هذا الاسلوب الهمجي والاحمق يدخل ضمن دائرة الانتقام لهزيمتها وهزيمة ذراعها القوي داعش الارهابي الذي لم يجد له محلا بين هؤلاء المدنيين والمناطق التي يعيشون فيها.
ولذا يمكن القول وكما تشير التقارير الاخبارية ان وجود القوات الاميركية سواء كان في سوريا او العراق يضع هذين البلدين امام سلسلة من الازمات التي يخلقها وجود هذه القوات، لان اميركا قد فقدت مصداقيتها من خلال دعوات لخروجها وفي اسرع وقت لكي يستتب الامن والاستقرار فيهما.
واخيرا والذي لابد من الاشارة اليه هو ان على الحكومتين السورية والعراقية ان تندفعا بقوة من اجل توثيق الجرائم الاميركية ضد شعوبها وتقديمها للامم المتحدة من اجل اتخاذ قرار اممي ملزم بايقاف مثل هذه الاعمال الاجرامية التي تجعل من المدنيين هدفا لتحقيق اهدافها الاجرامية.
ومن الطبيعي جدا ان لم ترتدع اميركا عن القيام بمثل هذه الجرائم دوليا، فان الشعوب لايمكن ان تضع يدا على يد او تستسلم وهي ترى ابناءها يغرقون بالدماء لان رد فعلهم سيكون قاسيا على هؤلاء المجرمين مما يدفعهم للمواجهة المباشرة وبكل الوسائل المتاحة من اجل قلعهم وطردهم من بلدانهم غير ماسوف عليهم. وهو الطريق الوحيد الذي ستسير فيه الشعوب.