kayhan.ir

رمز الخبر: 91759
تأريخ النشر : 2019March11 - 19:56

أين البغدادي و40 طنا من الذهب؟ ولماذا تأجلت معركة الباغوز النهائية؟!


كمال خلف

لايزال نخبة من قادة تنظيم "داعش" وعشرات من عناصره يتحصنون في مساحة لا تتجاوز نصف كم مربع في المخيم على أطراف بلدة "الباغوز" في ريف دير الزور شرقي سورية، ويبدو أن القوات الأمريكية عمدت إلى وقف حسم المعركة مما أثار شكوكا حول الاسباب التي تقف وراء ذلك.

فقد تراجعت ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية للمرة الثانية عن إعلان الهجوم لحسم المعركة صباح السبت، بعد ان صرح مسؤول أميركي كبير في واشنطن أن عملية استعادة السيطرة على الباغوز قد تستغرق أسابيع.

المعلومات الواردة من هناك تقول ان قادة من الصف الأول في التنظيم باتوا في قبضة القوات الأمريكية، وأن حالة تكتم شديد تفرضها تلك القوات على وضع هؤلاء.

بالمقابل سلمت القوات الأمريكية 400 مقاتل من التنظيم للعراق، باعتبارهم يحملون الجنسية العراقية، إلا أن العراق الذي دقق في هوية المقاتلين وجد بينهم عدد من الأجانب، بيد انهم يتحدثون اللهجة العراقية، وبالتحقيق مع هؤلاء اكتشف العراق أن قادة كبار من التنظيم يتحصنون في الباغوز، وأن القوات الأمريكية وقوات قسد باتوا يحكمون قبضتهم عليهم بشكل شبه كامل.

من أكبر الأسرار ربما حتى الآن في الباغوز هو حجم الذهب و الأموال التي يحتفظ بها التنظيم، ويبدو أن القوات الأمريكية وضعت يدها على جزء منها، وبدأت أصوات من العراق تطالب الأمريكيين بإعادة الذهب و الأموال لبغداد، بعد أن تأكد العراقيون من خلال التحقيق مع المعتقلين القادمين من الباغوز حجم الأموال والذهب هناك ومصدرها، وحسب ما يقول الجانب العراقي فإن التنظيم حصل على تلك الثروة من بنوك الموصل بعد احتلاله للمدينة، وقد تحذو سوريا حذو العراق في المطالبة، وحسب معلومات العراقيين فإن حجم الأموال في الباغوز يبلغ 50 طنا من الذهب و400 مليون دولار، وهي جزء فقط من الأموال التي نهبها التنظيم من بنوك العراق.

أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم والذي شوهد ليلا في الباغوز قبل أيام من بدء الهجوم على البلدة، اختفى بعد ذلك، ومن المرجح أنه هرب من هناك قبل بدء المعارك، وعلى الفور قام عناصر من التنظيم بإحراق عدد من المنازل كان يتنقل بينها البغدادي ويقيم في بعضها.

"قسد" اعتقلت (ابو هاجر) من قرى جنوب الموصل، وهو آخر من شاهد زعيم التنظيم في الباغوز، قبل خروجه منها، الأمريكيون حظروا على قادة قسد التحدث عن أية معلومات حول ما يجري هناك.

أما بالنسبة للمدنيين ومن استسلم من عناصر التنظيم فإنهم جميعا خرجوا بمرافقة قوات قسد، إلا أن اللافت هو خروج شاحنات محددة بحماية القوات الأمريكية فقط، وهذا ربما يعود لأهمية من يستقل هذه الشاحنات، رغم أن بعضا منها كان يقل عائلات نساء وأطفال وليس كلها كانت تنقل مقاتلين، بيد أنها أخذت وجهة مجهولة، وربما تكون قد ذهبت باتجاه قاعدة التنف الأمريكية على الحدود السورية العراقية.

وكان الجانب العراقي قد أكد في وقت سابق أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي مازال في الأراضي السورية وأنه لم يدخل العراق، وتقول مصادر أمنية عراقية أن هناك عددا من عناصر التنظيم تسللوا عبر الحدود باتجاه المناطق الصحراوية في الانبار.

وكانت "قوات سوريا الديمقراطية" أعلنت في الشهر الماضي عن شن المعركة النهائية للسيطرة على البلدة التابعة لناحية سوسة في منطقة البوكمال ضمن محافظة دير الزور، لكنها أبطأت الهجوم للسماح للمدنيين بالمغادرة. وخرج من الباغوز آلاف المدنيين والمقاتلين خلال الأيام القليلة الماضية.