kayhan.ir

رمز الخبر: 90800
تأريخ النشر : 2019February23 - 20:16

بن سلمان وجدوى جولته الآسيوية


احمد المقدادي

لا زال شبح جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي التي ارتكبت داخل مبنى القنصلية السعودية في اسطنبول من قبل رجال مخابرات مأمورين من قبل اقرب المقربين الى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تلاحق الأمير الذي عرف نفسه كقيادة اصلاحية.

هذا الامير يريد نقل مملكة النفط الحاضنة للفكر التكفيري وسلطتها القبلية الى دولة يمكن القبول بها في الالفية الثالثة كدولة تراعي الحد الادنى من الحريات الاساسية وحقوق الانسان بعد ان كانت سلطة آل سعود فازت بشرف الدولة الوحيدة في العالم التي تمنع المرأة حتى من حق قيادة السيارات.

فالامير الشاب الذي بذخ اموال طائلة في تسويق نفسه كاصلاحي في الراي العام الغربي عامة والاميركي خاصة وعقد آمال كبيرة على ملياراته التي اغدقها على رجل العقار في البيت الابيض دونالد ترامب وصهره في فرضه ليس ملكا جديدا في الجزيرة العربية بل قائدا عربيا يكون رجل الغرب في الشرق الاوسط، وقد اخذه بسبب هذه الآمال، الغرور حتى تجبر على من يعول عليهم في بناء تحالفاته الاقليمية مثل الاردن والمغرب فخسر البلدين وهو في خصام مع المحور التركي القطري بسبب حصار قطر.

وبما ان الرياح تاتي بما لا تشتهيه السفن فان فضائح الحرب الشاملة على اليمن وما سببته من ويلات وكوارث وفضاعات ومن ثم اعلان الحرب السياسية على قطر وتبعا على حليفتها تركية، ومن ثم تتويج التخبط السعودي تحت سلطة بن سلمان بارتكاب اغبى جريمة اغتيال واكثرها بشاعة ضد خاشقجي، وضع بن سلمان في وضع لا يحسد عليه وانقلب عليه الراي العام الغربي وخاصة الاميركي فاصبحت الدول الاوربية تراجع سياسات تصدير السلاح الى الرياض والكونغرس الاميركي يريد مراجعة سياسة واشنطن تجاه السعودية ووقف صادرات الاسلحة ومحاسبة الشاب المهووس بالسلطة.

وفي ظل كل المآزق التي حاصر بن سلمان نفسه بها حاول تببيض صورته باي شكل من الاشكال، فقام بجولات عربية لكنها فشلت لانه دخل هذه الدول متخفيا وخرج منها متخفيا بسبب الغضبات الشعبية من تراكم السياست التكفيرية ودعم الطواغيت وقمع الثورات الشعبية، وحتى في قمة العشرين كان شبه معزول من قبل قادة اكبر عشرين اقتصاد عالمي، ولذلك لجأ هذه المرة الى الشرق والى دول آسيوية بعينها ليكون اعلان اتفاقيات بمليارات الدولارات محاولة تلميع صورته بعد فشل تببيضها.

فباكستان والهند والصين سياساتها واضحة من الشرق الاوسط وهي اقتصادية بحتة لا ترقى الى التحالفات السياسية او بناء قواعد عسكرية يمكن ان تراهن عليها الرياض لاثارة الاوربيين او الاميركيين في حال شددوا من لهجتهم الناقدة لبن سلمان وما يسببه من فوضى واحراجات لا يمكن السكوت عليها. وبذلك تكون جولة بن سلمان الآسيوية هي جولة علاقات عامة لانه يعلم كما اعلن حليفه ترامب ان السعودية لن تصمد لاسبوعين كدولة بدون الحماية الاميركية.

فهروب بن سلمان الى آسيا لن يغير من صورته في الراي العام العالمي شيئا رغم ما يحاوله من الايحاء بانه غير مكترث لتداعيات جريمة خاشقجي ولردود الافعال تجاه حربه المسعورة على اليمن ولا لهزيمة اساطيله الاعلامية امام امبراطورية قطر الاعلامية، وانه الرجل القوي في مملكة النفط وانها الدولة العربية الاقوى التي يمكن الرهان عليها في التحالفات الاقليمية والدولية.

وفق الحسابات السياسية السوية فان ما ارتكبه بن سلمان من اخطاء وما سببه من فوضى وكوارث، لا تجعل له مستقبلا في قيادة السعودية وتفترض ان على بيت آل سعود ان يتحرك لانقاذ مملكته من الزوال والافول اذا بقيت تحت امرة بن سلمان ولعلهم يجتهدون في ايجاد بديل عنه اما برضاه داخل هيئة البيعة وباي سيناريو، او التخلص منه بالطرق التي عرف بها بيت ال سعود عندما يدب بينهم الخلاف ويصبح حكمهم في مهب الريح.