تظاهرات شعبية سلمية حاشدة تعم مناطق البحرين وتشكل انعطافة غير متوقعة للكيان الخليفي
*الشيخ عيسى قاسم: المشكلة الأساس في البحرين هي افتقاد العدالة بالتعامل من جانب السلطة سياسيًّا وحقوقيا وقضائيا واقتصاديا واجتماعيا وفي كل الأبعاد
* لن يتأتّى إصلاح جاد للأوضاع وعلاجٌ ناجعٌ لمشاكل الشعب ما لم تتم المشاركة السياسية الفعّالة التي يستحقّها شعبنا دستوريا
*الوفاق: النظام فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق أي من أهدافه وأرجع البلاد عشرات السنوات للخلف وأفرط بالسيادة الوطنية
كيهان العربي – خاص:- في الذكرى الثامنة لإنطلاق ثورة العز والكرامة للشعب البحريني، شهدت مختلف مناطق البحرين تظاهرات شعبية حاشدة ليل نهار تخللتها صدامات بين المتظاهرين وقوات نظام البطش الطائفي الخليفي المدعوم من قوات الاحتلال الوهابي التكفيري السعودي الاماراتي.
وشنت سلطات الكيان الخليفي الدخيل حملة اعتقالات، طالت عدداً من المواطنين. فيما أكد رمز البحرين الوطني والديني آية الله الشيخ عيسى قاسم أنّ المشكلة الأساسية في البحرين هي غياب العدالة.
فقد أحيا الشعب البحريني الأبي المقاوم الصامد الرابع عشر من فبراير في هذا العام شكل انعطافة غير متوقعة للنظام الخليفي المرعوب، فالتظاهرات عمت المناطق رغم التشديد الأمني والوعيد الرسمي، إذ تشهد البلاد اقصى درجات القبضة الأمنية وآلاف المعتقلين بينهم أحكام الإعدام وسنوات الحبس الطويلة.
ورفع المتظاهرون اعلام البحرين تأكيدا على وطنية الحراك ورفعوا هتافات تشدد على التمسك بالمطالبة بضرورة الإنتقال من الحكم الدكتاتوري وإسقاط الكيان الخليفي، حكم الفرد او القبيلة الى نظام ديمقراطي، الشعب فيه مصدر السلطات.
واندلعت مصادمات بين متظاهرين والقوات الأمنية في عدد من مناطق البحرين، وأغرقت القوات المناطق بالغازات المسيلة للدموع وشنت حملة مداهمات لمنازل المواطنين أسفرت عن اعتقال عدد من المواطنين ووقوع اعداد من الجرحى بعد قمع القوات الامنية للتظاهرات.
واعتبر الشيخ عيسى قاسم في بيانه بالمناسبة، ان المشكلة الأساس في البحرين في افتقاد العدالة في التعامل من جانب الحكم سياسيًّا وحقوقيًّا وقضائيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا وفي كل الأبعاد.
واكد، أنّ متاعب البحرين الجمّة بسبب المواجهة القائمة لا تنتهي إلا بانتهاء هذه المواجهة التي لا سبيل لانتهائها إلا بأن يصار الى قيام علاقة من نوعٍ جديدٍ بين طرفي الشعب والحكومة، تعترف بموقعية الشعب ومرجعيته في أمر توجيه حياته واختيار مصيره، بلا أن يفرض عليه واقع من صنع يدٍ غير يده، وخارج إرادته، ورغم أنفه.
واضاف: ومن يعمل من أهل البحرين حكومة أو غيرها على أن تبقى ساحة هذا الوطن ساحة صراعٍ دائمٍ ومتاعب متراكمة حتى يحترق وجود هذا الوطن فهو مدين بجرمه وخيانته.
واضاف: تعالوا نضع يدنا على المشكلة الأساس في البحرين، المشكلة الأساس في افتقاد العدالة في التعامل من جانب الحكم سياسيًّا وحقوقيًّا وقضائيا واقتصاديا واجتماعيا وفي كل الأبعاد، والتضييق الديني والعلمي على الشعب وما يمكّن من ذلك كلّه ويسهّله هو الإقصاء السياسي ومن كل مواقع القوة للشعب، وهو الأمر الذي لن يأتي في إصلاح جاد لأيّ وضع من الأوضاع، وعلاجٌ ناجعٌ لأيّ مشكلة من مشاكل الشعب ما لم يستبدل عنه بالمشاركة السياسية الفعّالة التي يستحقّها الشعب والمدعومة دستوريا.
من جانبها قالت جمعية الوفاق المعارضة في بيان لها: ان النظام الخليفي فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق أي من أهدافه، واكدت ان محاولة الهروب من الازمة أدخلته في مستنقع من الازمات المعيشية والاقتصادية والسياسية والدبلوماسية والانسانية، مما ساهم في ارجاع البحرين عشرات السنوات للخلف والتفريط في السيادة الوطنية.
أما منظمة "أميركيون من أجل الديمقراطية" فقد دعت المجتمع الدولي الى زيادة ضغوطه على السلطات البحرينية لتطبيق الإصلاحات على الفور من أجل حماية وتعزيز حقوق الانسان، وطالبت حكومة المنامة بوضع حد فوري لانتهاكاتها لحقوق الإنسان.