kayhan.ir

رمز الخبر: 90031
تأريخ النشر : 2019February05 - 20:17

الجدار لا يسعف نتنياهو من الانهيار


مهدي منصوري

يعيش رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو في حالة من الارباك والقلق الكبيرين لان الضغوط الداخلية والخارجية التي توالت عليه قد شلت تفكيره خاصة وانه ينتظر مصيره الى قفص الاتهام قريبا بسبب ملفات الفساد.

والملاحظ ايضا ان نتنياهو الذي يقرأ اليوم الكثير من التقارير والتحليلات للقادة العسكريين وغيرهم والتي تشير الى تعاظم قدرة المقاومة وتجذرها لدى الشعب الفلسيطني والتي تمثلت بمسيرات العودة من جانب واستهداف جنود جيشه اليومي بالاضافة الى ادراكه ان سلطة عباس التي كان يعول عليها بمساعدته في قمع المقاومين قدوصلت اليوم الى طريق مسدود لان الفلسطينيين قد تجاوزوا عباس بحيث لم يعد يملك ذلك التاثير على قرار الشعب الفلسطيني المقاوم، ولذا فان نتنياهو ومن اجل ايجاد البديل لعباس ذهب يستجدي بعض الدول الخليجية او المجاورة لاسرائيل لكي يتكأ عليها عسى ولعل يستطيع ان يقف على قدميه ولكن ادرك ان هذه الدول تعيش حالة من الضعف لكونها محاطة بمشاكل داخلية اخذت منها مأخذها، اما اميركا والتي تعد الساند القوي للكيان الغاصب هي بدورها تعيش وفي ظل ادارة المختل عقليا ترامب حالة من عدم الاستقرار بحيث تتناوشها الازمات من كل حدب وصوب مما يجعلها لا تقوى على ان تقدم شيئا يمكن ان ينقذ نتنياهو من ورطته.

ولذا فان نتنياهو وامام هذا الكم الهائل من الاحباطات خاصة وانه يجد ان قادة الجيش يتساقطون الواحد بعد الاخر ووزراء دفاعه فضلوا الانسحاب وعدم تحمل المسؤولية لانهم وكما اشار أخيرا ليبرمان وزير حربه السابق الى ان "اسرائيل" لا تقوى على مواجهة المقاومة الاسلامية الفلسطينية وانها منيت بخسارة وهزيمة كبيرة في عدوانها الاخيره على غزة.

ولذا فلم يجد نتنياهو سوى اللجوء الى وضع خطة تعتمد على بناء جدار عازل في الحدود مع غزة من اجل ان يوقف الضغط الكبير الذي يمارسه ابطال مسيرات العودة والتي اصبحت تشكل تهديدا مباشرا للداخل الاسرائيلي، والذي لابد من الاشارة اليه ان مثل هذه الخطط لايمكن ان تمنع انهيار الكيان الغاصب لان سبقتها خطط اكثر دقة وفشلت امام ضربات وصمود المقاومة الباسلة، ان اقامة جدار على الحدود مع غزة قد ثبت فشله خاصة بعد ان استهدفت المقاومة البطلة بالامس القريب الضابط الصهيوني الذي كان يقتنص الفلسطينيين المشاركين في مسيرات العودة وبذلك لقي حتفه غير مأسوف عليه.

اذن فان الجدار لايمكن ان يسعف نتنياهو من الانهيار والذهاب الى مزبلة التاريخ، لان الجهد الفلسطيني المقاوم الذي تعملق وتجذر وبصورة اصبح شوكة في عيون الصهاينة لايمكن ان يوقف مسيرته جدار اسمنتي يمكن ان ينهار بعبوات ناسفة وسيشاهد العالم ان نتنياهو لا يقوى على الصمود بل انه سينهار وفي اي لحظة قادمة.