أميركا تنتقم لهزيمتها من المدنيين
مهدي منصوري
الهسترية الاميركية التي بلغت قمة اجرامها بعد هزيمة ذراعها القوي والمنفذ لارادتها الارهاب الداعشي والذي بدأت تظهر اليوم وبصورة لايمكن ان يقبلها العقل والمنطق. خاصة بعد ان تأكد لواشنطن استحالة توفير محط قدم لهم للاستقرار في اي بلد خاصة سوريا والعراق مما دفعها الى العمل على تزويد هؤلاء القتلة والمجرمين بالمواد الكيمياوية السامة لاستخدامها نيابة عنها في بعض الاحيان أو بالاحرى هي التي تقوم مباشرة وبممارسة هذا العمل الاجرامي وهو قصف المدنيين في المدن السورية بالاسلحة الكيمياوية السامة والتي اخذت تحصد ارواحهم ظلما وعدوانا من دون اعتناء او اعتبار للقوانين والاعراف الدولية.
وبطبيعة الحال فان السلوك الاميركي الاجرامي هذا يعكس مدى حالة الانهيار الذي تعيشه ادارة ترامب بعد ان وجدت نفسها لم تحصد من خسارتها الكبيرة على المستويين السياسي والاقتصادي من خلال دعمها للارهاب والارهابيين سوى الهزيمة المنكرة، ولذا فانها وجدت في استهداف المدنيين الابرياء في سوريا اشباع لحالة الانتقام من هزيمتها.
والملفت في الامر والذي لازال يطرح سؤالا حائرا في اذهان الذين يشاهدون الاجرام الاميركي وهو، اين المنظمات الانسانية والحقوقية الدولية من هذه الجرائم؟، ولماذا التزمت الصمت او السكوت وكأن لم يحدث اي شيء؟، ولماذا تغمض عينيها على هذه الجرائم التي عرفها القاصي والداني، وبنفس الوقت فالاوساط السياسية والاعلامية أخذت تتساءل هل ان سبب سكوت المنظمات الدولية يعكس ان هناك اتفاق قد عقد بين واشنطن والامم المتحدة او مجلس بغض النظر عن اجرامها الحاقد.
ولكن ورغم كل ذلك فان ما تقوم به اميركا والذي يراد منه أن تفتح الابواب أو بفسح المجال لتحقيق هدفها في توفير ملاذ آمن لارهابييها المجرمين على الارض السورية قد ذهبت ادراج الرياح وان التصميم القاطع التي اتخذته الحكومة السورية باخراج الارهابيين من مختلف المدن وتطهيرها من رجسهم امر لا يمكن التنازل او التراجع عنه، ولابد ان يأتي اليوم الذي ليس يطرد فيه الارهابيون وحدهم، بل كل الداعمين لهم وبالذات واشنطن وحلفائها المجرمين خاصة وان الخطط العسكرية للجيش السوري باتت جاهزة وقد اخذت تعطي ثمارها وبصورة التي سيكتب فيها انهاء الوجود الاجنبي مهما كان لونه وشكله على الارض السورية وعن قريب جداً.