جولة بن سلمان العربية هل بروفة لقمة العشرين!
امير حسين
ما ميّز جريمة الصحافي السعودي جمال خاشقجي على غيرها من الجرائم واعطاء هذا البعد العالمي ليس نوعية الجريمة والاسلوب المروع والوحشي سواء في التقطيع او التذويب ومحو آثاره لكن ما اعطاها هذا الزخم الهائل لانها اصبحت قضية رأي عام عالمية حاصرت جميع الابواق الغربية وساساتها ونخبها الذين يتغنون ليل نهار بالدفاع عن الديمقراطية وحقوق الانسان لذلك باتوا في قمة الاحراج وليس امامهم سبيل سوى المضي بهذا الملف حتى يعاقب من اصدر الاوامر. وان كانت اميركا بدرجة اخف لكن تفاعلات هذه الجريمة مستمرة وان نواب الكونغرس من الحزبين على السواء يطالبون بملاحقة المجرم وفرض عقوبات على السعودية. وفيما ذهبت واشنطن بوست لتقول بصريح العبارة: "ترامب يبرر صلاته بقائد وحشي متهور ببيان يتضمن الاكاذيب". واما نيويورك تايمز فتقول: اميركا لديها تاريخ طويل من تجاهل حكام السعودية بسبب مخاوف في السياسة الخارجية لكن ما قاله "نيد برايس" احد مسؤول الـ"سي اي ايه" فهو مخز لاميركا ولرئيسها ترامب عندما يقول : "ترامب يساوي بين تقرير الـ"سي اي ايه" ذي المصداقية وبين الانكار السعودي".
ان الانحطاط الخلقي والسقوط الانساني والجشع المستولي على الرئيس ترامب لا يعرف من الدنيا سوى نهب المال السعودي وان كانت ملطخة بدماء ابناء الشعب اليمني الابرياء وستبقى هذه نقطة السوداء ومخزية في جبين الشعب الاميركي الذي التزم الصمت ازاء رئيس يسحق ما تبقى من القيم الاميركية التي تدعي وجودها.
ان الرأي العام العالمي يتساءل اليوم كيف تريد دول اوروبا واميركا وغيرها من الدول التي ستحضر قمة العشرين ان تتعاطى مع مجرم العصر وجزارها من نوع "المنشار" الذي بات فريدا في اسلوبه لابادة الخصوم، فهل سيفتحون احضانهم لاستقبال هذا الجزار والتقاط الصور معه ليكونوا كلهم في الهوى سوى.
يبدو ان اميركا ولجس النبض امرت بن سلمان بالقيام بجولة عربية لمعرفة حجم المعارضة وردود الفعل على هذه الزيارة حتى يتمكنوا من تقييم الموقف، لكن شكوى ومعارضة عشرات المحامين التونسيين لزيارة بن سلمان لبلدهم كانت صفعة قوية تفسد هذه الزيارة.
لكن ما يدور داخل العائلة السعودية من ارهاصات هي الاخرى ستعرقل وصول بن سلمان لقمة العشرين فتقرير رويترز عن امراء سعوديين يرفضون ان يكون قاتل خاشقجي؛ ملكاً، خير دليل على ذلك وان حاول عادل جبير ان ينفي ذلك عبثا لكن رويترز عادت واكدت صحة التقرير المأخوذ عن ثلاثة اطراف اميرية.
لكن العامل الاهم الذي حسم ابعاد بن سلمان عن العرش نهائياً وان كان الزمن هو الذي سيتحكم فيه لكن رجوع الامير احمد بن عبدالعزيز من لندن في ضوء ضمانات اميركية واوروبية الى الرياض واعلامه المسبق بان آل سعود لا يتحملون المجازر والدمار في اليمن وان الملك سلمان وابنه هما المسؤولان عن ذلك، وهذا يدلل ان بن سلمان لا مكان له بالمستقبل.