هزيمة العدو المدوية في غزة
ما كان صادما ومروعا للعدو الصهيوني هذه المرة وخلافا لنهجه واعتداءاته السابقة التي كان ينفذها في غزة والتي كانت تستمر بعضها لعشرات الايام وهو يوغل في مجازرة ودماره دون اي وزاع، هو المشهد الجديد لغزة وقوة الردع فيها حيث اختلفت الصورة تماما وجوبه بقدره صاروخية لم يعتد عليها من القطاع وقد استطاعت المقاومة الفلسطينية من خلال تشكيلها لغرفة عمليات واحدة ان تتخذ قرارا بتوجيه اكثر من 400 صاروخ خلال اقل من ساعة لمستوطنات غلاف غزة وحتى عمق 40 كيلومتر اي مستوطنة سديروت وغيرها وهذا ما اشاع حالة من الرعب والخوف داخل المجتمع الصهيوني مما دفعهم الى التوجه الى الملاجئ، لكن التطور الاهم والذي كان له التاثير البالغ على القرار الصهيوني للاستسلام امام الواقع هو شدة الخوف الذي انتاب قادة العدو من الجهوزية الكاملة لفصائل المقاومة واستعدادها التام للمواجهة حسب ما تقضيه احتياجات الميدان وهذا ما لمسوه بايديهم لذلك تعاملوا بالحيطة والحذر الشديدين ولم يجازفوا بتوسيع رقعة العدوان خاصة وان الجهاد الاسلامي قد اعلنت عن امتلاكها لصاروخ جديد لم يدخل المعركة بعد.
ووسط هذه الاجواء التي كانت تسود الارض المحتلة وهي ترى الاحباطات المتوالية حيث القبة الحديدية عاجزة عن التصدي لصواريخ المقاومة الفلسطينية التي تصيب اهدافها بدقة وتزداد الخسائر ساعة بعد ساعة وفي نفس الوقت حذرت المقاومة قادة العدو بان اي تماد في توسيع العدوان فان الصواريخ ستدك تل ابيب و مناطق اخرى، كانت حكومة العدو المصغرة في اجتماع مفتوح ولساعات عديدة وهي عاجزة عن اتخاذ القرار للظروف الصعبة التي كانوا يمرون بها وكذلك لوجود الخلافات الشديدة بين اعضاءها، لكن في النهاية وافقوا على التهدئة لان الاستمرار في العدوان هذه المرة قد يكلف كيانهم ما لم يكن في حسبانهم.
وما سجله ابناء غزة من صمود هذه المرة اتت اوكلها في اقل من 24 ساعة وما ان خيم الليل حتى شهدت شوارع غزة مسيرات النصر والاحتفال بانتصار المقاومة على العدو اما ما ظهر في المقلب الاخر هو علامات الخيبة والهزيمة حيث خرج المستوطنون في تجمعات احتجاجية اشعلوا فيها الاطارات رفضا للتهدئة ومنددين بضعف قادتهم.
فتحية لابناء غزة الصامدين ولمقاوميهم الابطال الذين نشد على ايدهم حيث حققوا انتصارين احداها في الميدان حيث استسلم العدو امامهم والثاني في السياسة عندما اقصوا الارهابي ليبرمان من موقعه ووضعوا حكومة نتنياهو في مهب الريح.