"الناتو العربي" بديل الاحتلال الاميركي
مهدي منصوري
الذي يدقق في خريطة المناطق التي سيتواجد فيها ماأطلق عليه "الناتو العربي" يعكس اعادة تنفيذ الخطة الاميركية في السيطرة على المنطقة برمتها، والتي اتخذت اساليب ومشاريع مختلفة مع الغزو العسكري لكل من العراق وافغانستان الى صناعة داعش الارهابي وادخاله البلدان من اجل توفير الاجواء لتنفيذها والى ممارسة عمليات القتل الجماعي من خلال القصف العشوائي للمدنيين والذي اثبتت التقارير انه طال عشرات الالاف من هؤلاء الابرياء وغيرها من الممارسات الاجرامية، ولكن في الحصيلة النهائية لم تستطع ومن خلال كل هذه الامكانيات الهائلة ان تصل الى هدفها وتحقق ما كانت تصبو اليه بفضل ارادة الشعوب القاهرة التي لايمكن ان تنصاع للقهر والاستعباد ولا تستجيب للاملاءات او القرارات التي تريد منها ان تكون مسيرة خاضعة لارادة الاخرين.
وبعد كل هذه الانكسارات وخيبة الامل التي منيت بها اميركا والدول التي تحالفت معها ومن اجل الواقع الجديد الذي يتمثل بقدرة ونمو محور المقاومة والذي يعد السبب الاساسي والرئيس في افشال هذا المشروع، لذلك ومن اجل مواجهة هذا المحور المقاوم عمدت واشنطن لايجاد البديل عنها من خلال فذلكة جديدة تحمل صبغة المنطقة لكي لاتواجه الرفض الشعبي كما واجهته واشنطن بحيث تفتقت اذهانهم الخاوية الى تجميع اعداد من العسكريين ومن مختلف دول المنطقة لتشكيل ماأسموه ب "الناتو العربي" بادعاء كاذب ومزيف وهو مواجهة الارهاب، علما وكما يعرف الجميع ان الارهاب المدعوم اميركيا اليوم يلفظ انفاسه الاخيرة ويعيش حالة الافول والزوال للضربات المتلاحقة التي تلقاها ويتلقاها من القوات العراقية والسورية والقوى الشعبية المتحالفة معها بحيث لم يبق له تلك القدرة والقوة التي يستطيع ان يعزز مواقعه او يقف على قدميه مرة اخرى.
ولذلك فان مشروع "الناتو العربي" قد خرج من رأس الفتنة وعلى لسان السيسي الذي عرف عنه بالخادم الذليل لاميركا والسعودية والذي سيضم بعض الدول الخليجية الداعمة الاساسية للارهاب بالاضافة الى الاردن، الا ان هذا الناتو المزعوم والموهوم وكما اشارت اوساط سياسية واعلامية لايمكن ان يرى النور لانه لا يملك الارض التي سيضع قدمه فيها ولا التأييد المطلوب خاصة من شعوب الدول التي يريد ان يحط رحاله فيها، خاصة في العراق والتي كانت المحطة الاولى لهذا الجيش وذلك من اجل ان يكون سدا منيعا امام قدرة ابناء المرجعية من قوات الحشد الشعبي الذين استطاعوا أن يجعلوا من الدواعش كالجرذان التي تبحث عن ملجأ في كل مواجهة قامت بينهما، ولذلك فان تشكيل الناتو العربي واضح هدفه الا وهو ا ن يكون البديل لداعش اولا وللتحالفين السعودي والاميركي ثانيا لينتقم لهزيمتهم المنكرة التي منيوا بها.
ولكن ليعلم اولئك الحمقى ان قدرة الحشد الشعبي ومكانته وموضعه القوي في نفوس جميع العراقيين من اقصى العراق الى ادناه، لايمكن ان تخيفه او ترعبه مثل هذه الخزعبلات ولن يخلي مواقعه للاعداء الاجانب الذين لايريدون لهذا البلد الا الشر والقهر والعدوان، وانه سيقف سدا منيعا امام هذه المخططات الاجرامية الخطيرة التي ستضع المنطقة في اتون حرب داخلية لايعلم مداها سوى الله سبحانه.