kayhan.ir

رمز الخبر: 84935
تأريخ النشر : 2018November03 - 21:08

ولد الحظر النفطي ميتا


التراجع الاميركي الاخير باعفاء 8 دول من الحظر النفطي المفروض على ايران، لم يكن التراجع الاول في تاريخ الولايات المتحدة الاميركية امام ايران طيلة اربعة عقود من فرض اشكال الحظر عليها وهذا يعود لاقتدار ايران ونفوذها في المنطقة واقتصادها القوي والمتنوع لمواجهة اي حظر يفرض عليها. وتعتبر الخطوة الاميركية الاخيرة باعفاء الدول الثمانية من شراء النفط الايراني واهمها الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان، هزيمة مدوية لاميركا وسياساتها الفاشلة في فرض الحصار على ايران وتصفير نفطها وانها ما كادت ان تقدم على مثل هذه الخطوة لولا انها تدرك جيداً ان سياستها امام ايران تواجه حائطا مسدودا لاقتدارها للالتفاف على الحظر والثاني حاجة العالم للنفط الايراني للحد من ارتفاع اسعاره، لذلك اجبرت اميركا على التراجع عن موقفها السابق والسماح حتى لبعض حلفائها من شراء النفط الايراني.

واشنطن تدرك جيدا ان ايران الاسلام رقما صعبا وليست كبقية دول العالم الاخرى في النواحي كافة لذلك ارغمت ان تعيد النظر في سياستها الخاطئة تجاهها لتتحاشى المزيد من الفضائح. فيوم كان العالم مضطرا لمماشات الحظر معها ضد ايران بسبب القرارات الدولية لم تنجح في اخضاع ايران فكيف بها اليوم تريد ومن خلال حظرها الاحادي ان تصل الى اهدافها المشؤومة، هيهات وهيهات لذلك باد الانكسار والهزيمة عليها قبل ان يصل موعد الحظر النفطي بيومين ولا ننسى ان نشير الى ما اعترف به اوباما بعيد بدأ المفاوضات بين (5+1) وايران بالقول: ان الذي دفعنا للمفاوضات النووية مع ايران هو ادراكنا بان الحظر كان في طريقه الى الانهيار وهذا اعتراف صريح باقتدار ايران لمواجهة التحديات.

والحقيقة ان القرار الاميركي بتصفير النفط الايراني ولد ميتا لذلك لم تكترث يومها ايران بذلك لعلمها بحقائق الامور والموازنات الدولية وحاجة العالم للنفط الايراني ومرت الايام حتى وصلنا الى يومنا هذا لتتكشف الحقائق حيث وصلت صادرات ايران النفطية قبل سريان هذا الحظر بايام 8/1 مليون برميل يوميا وهذا ما ارغم الاميركان على التراجع عن مواقفهم بقبول الواقع على الارض لا ما ترسمه لهم عقولهم المريضة.

والمضحك المبكي ان الكثير من الساسة الاميركيين ومنهم السيناتورات المعادين لايران بشدة وممن حرضوا على فرض الحظر النفطي على ايران هم اليوم قد تناسوا هذا الحظر ويرفعون شعار معاقبة السعودية وولي عهدها بن سلمان لتورطه في قتل الخاشقجي وكأن قتله جاءت لترفع من رصيد الديمقراطيين مقابل الجمهوريين خاصة انهم على مسافة قريبة من الانتخابات النصفية التي يأمل فيها الديمقراطيون كسب هذه الجولة لمحاصرة ترامب ومنعه من اتخاذ القرارات المتهورة التي تهدد مصالح الولايات المتحدة الاميركية.