الرئيس الأسد: إدلب أولوية للجيش السوري ومصير "الخوذ البيضاء" المصالحة أم التصفية
*المعلم: سوريا ماضية في حربها على الإرهاب بلا هوادة والجيش سيجتث الإرهابيين
*رفع العلم الوطني في ساحة التحرير بمدينة القنيطرة بعد تحريرها من دنس الارهابيين
*موسكو: وجهنا دعوة لواشنطن للمشاركة بصفة مراقب باجتماع استانا
موسكو – وكالات: أعلن الرئيس السوري، بشار الأسد، أن تحرير محافظة إدلب سيمثل أولوية بالنسبة للجيش السوري في عملياته المقبلة، فيما وعد بالقضاء على كل عناصر "الخوذ البيضاء" الرافضين للمصالحة.
وقال الأسد، في مقابلة موسعة مع عدد من وسائل الإعلام الروسية ردا على سؤال حول أولية القوات الحكومية: "منذ بداية الحرب، حينما سيطر الإرهابيون على بعض المناطق في سوريا، أكدنا بوضوح أن واجبنا كحكومة يكمن في تحرير كل شبر من الأرض السورية".
وأشار الأسد إلى الإنجازات الميدانية الأخيرة التي حققها الجيش السوري، لا سيما استعادة كامل منطقة الغوطة الشرقية وتحرير معظم أراضي جنوب غرب البلاد، حيث تقترب عملية انتزاع السيطرة عليها من نهايتها.
وتابع الرئيس السوري: "الآن هدفنا هو إدلب، لكن ليست إدلب وحدها، وهناك بالطبع أراض في شرق سوريا تسيطر عليها جماعات متنوعة".
وأضاف موضحا أن من بين هذه الجهات تنظيم "داعش"، الذي بقيت لديه بؤر صغيرة، وكذلك "جبهة النصرة" وتشكيلات متطرفة أخرى.
وأكد الأسد: "لهذا السبب سنتقدم إلى كل هذه المناطق، والعسكريون سيحددون الأولويات، وإدلب واحدة منها"..
وشدد الرئيس السوري على أن "مصير الخوذ البيضاء هو نفسه الذي يواجهه كل إرهابي"، وأردف مبينا: "لديهم خياران، إلقاء الأسلحة والاستفادة من العفو، كما يحدث ذلك على مدار 4 أو 5 سنوات ماضية، وإما تصفيتهم على غرار الإرهابيين الآخرين".
من جانب آخر، دعا الأسد جميع اللاجئين السوريين الذين غادروا البلاد بسبب الحرب، لا سيما هؤلاء الذين كانت لديهم استثمارات في سوريا، للعودة إلى وطنهم.
وقال الأسد في المقابلة: "نرغب في أن يعود كل سوري إلى سوريا خاصة منذ تحقيق الانتصار على الإرهاب في حلب أواخر العام 2016، والآن نطرد الإرهابيين بكثافة أكثر، ولقد تم تحرير معظم الأراضي السورية منهم".
من جهته استعرض نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم امس مع شي شياو يان المبعوث الصيني الخاص إلى سوريا والوفد المرافق العلاقات الثنائية بين الجمهورية العربية السورية وجمهورية الصين الشعبية بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في سوريا والمنطقة والجهود المبذولة من أجل إحراز تقدم في المسار السياسي للأزمة في سوريا بالتزامن مع الاستمرار في مكافحة الإرهاب.
وقدم وزير الخارجية والمغتربين خلال اللقاء عرضا لاخر التطورات السياسية والميدانية في سورية مؤكدا أن سوريا ماضية في حربها على الإرهاب بلا هوادة وأن الجيش العربي السوري سيقوم باجتثاث الإرهابيين الذين يقومون بارتكاب الجرائم والمجازر البشعة ضد المدنيين الأبرياء والتي كان آخرها ما حصل في محافظة السويداء مؤخراً عندما ارتكب ما تبقى من عناصر تنظيم "داعش” الإرهابي القادمين من البادية جريمة همجية بشعة راح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى، مشدداً على أن الجيش العربي السوري سيقوم بتحرير كامل الأراضي السورية بالتعاون مع حلفائه.
كما عرض الوزير المعلم الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة السورية على مختلف المستويات من اجل عودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مدنهم وقراهم وتأمين المعيشة الكريمة لهم معربا عن أمله في قيام الصين الصديقة بدعم ومساندة هذه الجهود.
وأعرب المبعوث الصيني الخاص عن دعم الصين للجمهورية العربية السورية في حربها على الإرهاب والحفاظ على وحدة أراضي واستقلال سوريا.
من جانب اخر وإيذانا بإعلان مدينة القنيطرة خالية من الإرهاب تم امس رفع علم الجمهورية العربية السورية في ساحة التحرير بمدينة القنيطرة المحررة.
وذكر مراسل سانا الحربي في القنيطرة أنه بعد تأمين وحدات الجيش العربي السوري مدينة القنيطرة وإنهاء الوجود الإرهابي فيها وإزالة المفخخات والألغام ومخلفات التنظيمات الإرهابية تم اليوم رفع العلم الوطني في ساحة التحرير بالمدينة على وقع النشيد الوطني وسط حشد من الأهالي.
وشارك في رفع العلم عناصر من الجيش والقوات المسلحة وحشود كبيرة من الأهالي حيث عبروا عن ارتياحهم الكبير لدخول وحدات الجيش العربي السوري إلى مدينة القنيطرة وتطهيرها من الإرهاب والإرهابيين وتثبيت حالة الأمن والاستقرار.
وأكدوا دعمهم للجيش في مواصلة حربه ضد الإرهاب لتطهير كامل أرجاء المحافظة وكل شبر من أرض سورية من الارهاب واستعادة حياتهم الطبيعية بعد حرمانهم منها لسنوات بفعل التنظيمات الإرهابية التي عاثت فسادا وترهيبا بالأهالي وممتلكاتهم خدمة للعدو الإسرائيلي الذي كانت تجاهر بولائها له وتتلقى كل أشكال الدعم منه.
ودخلت وحدات من الجيش أمس إلى مدينة القنيطرة المحررة وبدأت الانتشار في أرجائها بعد طرد الارهابيين وتطهيرها من مخلفاتهم.
من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو وجهت دعوة للولايات المتحدة للمشاركة بصفة مراقب في اجتماع صيغة أستانا القادم حول الأزمة في سوريا المقرر عقده في سوتشي الروسية الأسبوع المقبل.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن نائب المتحدث باسم الوزارة أرتيوم كوجين قوله للصحفيين امس "سيحضر الاجتماع ممثلون على مستوى نواب وزراء الخارجية من روسيا وإيران وتركيا كدول ضامنة لعملية استانا لتسوية الازمة في سوريا ووفدا الحكومة السورية والمعارضة ومراقبون من الأمم المتحدة والأردن كما تم إرسال دعوة للولايات المتحدة أيضا”.
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين في الـ 29 من حزيران الماضي أن لقاء صيغة استانا المقبل حول الأزمة في سوريا سيعقد في مدينة سوشي الروسية يومي الـ30 والـ31 من تموز الجاري.