سيناريو أم الحروب مع أمريكا
د. السيد محمد الغريفي
سمعنا قبل يومين تهديدات الرئيس الإيراني الشيخ روحاني لأمريكا التي قال فيها (أن أي حرب مع ايران ستكون أم الحروب)، فالجمهورية الإسلامية قد تهيئت للمواجهة المباشرة مع أمريكا قبل ٤٠ سنة بكل شجاعة وحماسة وأيمان، وربت شعبها على شعار (الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل). ولكن إيران اليوم ازدادت قوة، وأعدت العدة والإمكانات المادية والبشرية والعسكرية والجغرافية والسيناريوهات المختلفة لكل عدوان محتمل عليها من قبل أمريكا، وهي على أتم الاستعداد والجهوزية لقلب معادلات القوة لصالحها في الدقائق الأولى.
أهم سيناريو تهيئة له إيران في رد أي اعتداء عليها يعتمد على استراتيجية الضربة الأولى المدمرة والمباغتة من قبل العدو، يعتمد على النقاط التالية:
١- صواريخ ذاتية الأنطلاق:
ربطت الجمهورية الإسلامية الإيرانية 15 ألف صاروخ أرض-أرض البالستية بمنظومة الرادارات، بمجرد رصدها اعتداء يتجه الى أراضيها فأن هذه صواريخ ستنطلق ذاتيا على أهداف محددة سلفا لتدمرها بالكامل، فتكون إيران بذلك أمتلكت مبادرة الضربة الأولى المدمرة العدو أيضا. وقد أبلغت إيران أمريكا ودول الجوار بهذه المنظومة الصاروخية قبل عشرين سنة، مما جعل أمريكا تحذر أتباعها بعدم توجيه أي أعتداء لإيران وجعلها تشعر باليأس أتجاه المواجهة العسكرية مع إيران.
٢- زوال إسرائيل:
أكثر من خمسة آلاف صاروخ بالستي جعلتها إيران منصبة بأتجاه الأهداف الحيوية في إسرائيل، أي أن إسرائيل ستزول في اللحظات الأولى لأي مواجهة مع أمريكا، ولذلك على أمريكا قبل أن تشن أعتداء على إيران أن تفكر بمصير إسرائيل وكيف تخليها من اليهود قبل شن الحرب.
٣- تدمير القواعد الامريكية:
جميع القواعد العسكرية الأمريكية في دول الخليج الفارسي والعراق وأفغانستان ستكون هدفا للضربة الأولى الصاروخية من إيران، أي في الدقائق الأولى ستفقد أمريكا جميع قواعدها العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، وجنودها الناجين سيقعون أسرى بيد جيش العشرين مليون الإيراني، وحلفائهم في المنطقة.
٤- دمار دول الخليج الفارسي:
جميع دول الخليج الفارسي التي لديها تحالفات دفاعية مع أمريكا ستكون عوصمها أيضا هدفا للصواريخ الإيرانية، أي جميع الحكومات القائمة على الحماية الأمريكية ستزول في الضربة الأولى الإيرانية.
٥- توقف نفط الخليج الفارسي:
أغلاق مضيق هرمز سيكون الخطوة الثانية للجمهورية الإسلامية، لإجبار أمريكا والغرب على وقف الحرب بسرعة والرضوخ لشروطها، والأغلاق سيكون عن طريق زرع الألغام، وأغراق السفن الحربية في المضيق.
٦- وحدة الشعوب الإسلامية:
الخطوة الثالثة هو تحرير شعوب المسلمين في المنطقة من الحكومات العميلة، فأن الجماهير الإسلامية ستندفع بحماسة للإنتقام من أمريكا بعد زوال حوماتها في الضربة الأولى، حيث ستتشكل حركة جماهيريةضد المصالح الأمريكية من باكستان وأفغانستان وإيران والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين والأردن واليمن ودول الخليج الفارسي ولعله تنظم لها شعوب إسلامية أخرى لتشكل دولة أتحادية ٱسلامية عظمى تقف أمام سياسة أمريكا الٱستكبارية في العالم.
وفي الختام نسأل الله تعالى أن يحفظ المسلمين ويهلك المستكبرين، وينصر الحق ويزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا.