kayhan.ir

رمز الخبر: 78856
تأريخ النشر : 2018July13 - 21:04

اميركا تهديد للعالم اجمع


ما يدور في واشنطن وخاصة في الدائرة الضيقة التي تحيط بترامب من المحافظين الجدد واللوبي الصهيوني وفقا لما كتبه مؤخرا "فيليب جيرالدي" احد الضباط السابقين في المخابرات المركزية الاميركية الـ "سي آي ايه"، هو التركيز على مشروع خيالي يعتمد استراتيجية تغيير النظام عبر الضغط على الشارع الايراني لكنه يضيف ان الضغوط الاميركية على ايران تعطي نتائج عكسية ويستند في ذلك الى تجربة اربعة عقود من العقوبات الاميركية على ايران لانها تمتلك عمقا حضاريا وثقافيا وتاريخيا والاهم من ذلك عمقا شعبيا واسعا يلتف حول نظامه وقيادته.

ومشكلة اميركا لا تنحصر في مكابرتها وسطوتها للهيمنة على العالم فقط بل انها تجهل ايران وتاريخها واقتدار شعبها وهويته ومدى التحامه بالنظام الاسلامي وقيادته الحكيمة اضافة الى انها دولة مؤسساتية وعصرية ومن حماقتها انها تقارنها مع الانظمة الموجودة في المنطقة التي ترتعد باقل ريح يهب عليها. لذلك تصور الرئيس ترامب واهما وبناء على حساباته الخاطئة بخروجه عن الاتفاق النووي ستتراجع ايران وتهادنه ليحقق مآربه الخبيثة وهذا هو خطأه التاريخي الذي سيدفع هو ثمنه وستفقد بلاده مصداقيتها وحيثيتها على الصعيد العالمي وهذا ما اشار اليه المحلل الكندي في الشؤون الدولية "اريك والبرغ" في مقال له نشر في صحيفة كيهان الفارسية قائلا: "بانسحابها من الاتفاق النووي ستتراجع حيثية اميركا عالميا بينما تزداد ايران قدرة، وسواء رضيت اميركا ام ابت فان ايران قد تحولت الى لاعب اساسي في منطقة اوراسيا". وهذا بالفعل ما نشهده اليوم من حضور ايراني فاعل في هذه الساحة وتنسيقها التام مع روسيا والصين في مواجهة التحديات الاميركية الضاربة للقوانين والاتفاقيات الدولية عرض الحائط.

فرسالة القيادة الايرانية الى موسكو وبكين هي في الواقع تحمل في طياتها نظرة ايران الاستراتيجية لكيفية مواجهة البلطجة الاميركية التي تريد تطبيق قانون الغاب ولا تعترف بالاخر. فهي اليوم تخوض حربا اقتصادية ضد الصين وتمارس عقوبات اقتصادية ضد روسيا وتتآمر عليها وتجبر الاوروبيين على ذلك وحدث ولا حرج في عدائها السافر ضد ايران وهي تقود حربا اقتصادية وبلا هوادة منذ اربعة عقود ضدها وجاء اليوم ترامب ليكشف عن حقيقة اميركا وماهيتها الاجرامية وبصراحة تامة انه يريد تغيير النظام في ايران.

ورغم ان موسكو والصين والكثير من دول العالم ومنها ايران لا تريد اي صدام بين الغرب والشرق بل تريد اقامة علاقات متوازنة وايجابية بين هذين الطرفين لان العالم وبتطوراته الجديدة وصعود قوى جديدة اصبح عالما متعدد الاقطاب يرفض القطب الواحد لكن الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الاميركية ليس في وارد التفاهم والحفاظ على مصالح جميع الدول بما يحمله من انانية ومكابرة وروح استكبارية خبيثة لا ترضى الا بالهيمنة المطلقة لذلك نراها لا تريد الشراكة ولا التوازن في العلاقات الدولية على اساس مصالح الجميع بل تدخل اليوم في حرب اقتصادية طاحنة مع الصين وحتى مع شركائها الاوروبيين، اما روسيا فلها نصيب آخر في هذه الحرب القذرة. فاميركا ترامب كشفت عن وجهها الحقيقي وبشكل عريان لانها تسرح اليوم في اوهام ينسجها المحافظون الجدد ومعهم اللوبي الصهيوني بان اميركا وعبر استخدام سياسة البلطجة قادرة على استعادة قوتها وتفوقها العالمي ثانية لاحياء نظام القطب الواحد الذي ولى دون رجعة.