شمخاني: ايران لن تستسلم أمام المواقف التوسعية والغطرسة والجشع الأميركي
* التواجد الايراني في سوريا مستمر مادام الإرهاب يهدد الأمن هناك ومادامت الحكومة السورية تؤكد ضرورة بقائه على أراضيها
* النهج العالمي اللامساير لواشنطن قد تطرأ عليه تغييرات بمرور الايام لكن الواقع الحالي يبيّن عدم مسايرة الاوروبيين لترامب
* الإتفاق النووي وثيقة دولية تركت انطباعاً ايجابياً على معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية وباتت طريقة من الطرق المؤدية للسلام في المنطقة
* الضغط على ايران عسكرياً لم ولن يجدي نفعاً وهذا ما بيّنته السنين الماضية خاصة خلال الحرب التي فُرضت على ايران 8 سنوات
* الكفاءة النووية السلمية وطنية لايمكن القضاء عليها والحظر المفروض لم يؤدِّ الى تهميش هذه القوة بل زاد من سرعة تطور ايران
* التحالف الايراني الروسي السوري هو الذي أباد مجموعة الفرق الارهابية ومنها جماعة "داعش" وليس التحالف الاميركي المزعوم
* ايران كانت اُول دولة دافعت عن قطر خلال الحصار الظالم واللامشروع الذي فرضته عليها السعودية
طهران – كيهان العربي:- قال الإدميرال علي شمخاني الأمين العام للمجلس الاعلى للأمن القومي، ان التخرصات والمواقف المتغطرسة والجشعة التي يطلقها مسؤولو البيت الابيض إزدادت هذه الايام ، لكنّ ايران لن تستسلم لمثل هذه الأقوال والمواقف التوسعية.
وقال شمخاني خلال لقاء أجرته معه قناة "الجزيرة" حول الاستراتيجية الامريكية ومساعي هذا البلد لفرض شروط على ايران، قال: تسمية هذا المشروع بالاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة ليست صحيحاً لأنّه في الحقيقة ليس لا استراتيجية ولافيه ما يؤهله بأن يُسمّي بالجديد إذ أنّ غايات اولئك كانت منذ القدم وما تزال من إطلاق مواقف وأقوال كهذه، السعي الى إزالة العقبات التي تحول دون تطبيق سياساتهم التوسعية وتمشية مطالبهم اللامشروعة وقد أثبتت الجمهورية الاسلامية في ايران لهم طيلة السنوات التي تلت انتصار ثورتها بأنها لن ترضخ لهذا النوع من الأقوال والتصريحات التي تفوح منها رائحة الإستعلاء والغطرسة والجشع.
وصرّح، الواقع يدلّ على السبب وراء جميع هذه التصريحات ويدلّ على سبب انسحاب واشنطن من الإتفاق النووي إنه عدم استسلام ايران أمام المطالب الامريكية فحسب وهذا النوع من التصرف بالتحديد لاينحصر على الرئيس الاميركي الحالي بل كنا قد شهدناه من اوباما الذي كان يدعي كذباً أمام الرأي العام الأميركي بأنّ واشنطن أرغمت ايران على السير على الخطي التي حدّدتها لها واشنطن دون الحاجة الى إطلاق رصاصة واحدة.
وأفاد شمخاني بأنّ ترامب عندما انسحب من الاتفاق النووي كان يتوقع حدوث ثلاث قضايا: أولاً مسايرة الاوروبيين لبلاده وثانياً التحاق باقي الدول بالمشروع الامريكي وثالثاً الحصول على دعم شعبي أمريكي لكنّ الواقع فرض على ترامب تداعيات منعته من تحقيق مآربه ففشل.
وأكّد على أنّ هذا النهج العالمي اللامساير للولايات المتحدة قد تطرأ عليه تغييرات بمرور الايام لكن الواقع الحالي يبيّن عدم مسايرة الاوروبيين لترامب بإعتبار أن الإتفاق النووي وثيقة دولية تركت انطباعاً ايجابياً على معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية وباتت طريقة من الطرق المؤدية الى السلام في المنطقة.
ورأي الإدميرال شمخاني بأنّ الدول الاوروبية ترى نفسها المتضررة الاولي من نسف الاتفاق النووي. يضاف الى ذلك عدم مسايرة باقي دول العالم للولايات المتحدة سوي الكيان الصهيوني وأذياله من السعودية والإمارات والبحرين فضلاً عن معارضة 70% من الأميركيين لهذا الإنسحاب حسب احصائيات المؤسسات الرسمية الاميركية. فإذاً تحوّل هذا الإنسحاب الى هزيمة مخزية ومحبطة لترامب دون أن يتوقعها ناهيك عن قناعة هؤلاء التامة بأنّ الضغط على ايران عسكرياً لم ولن يجدي نفعاً وهذا ما بيّنته السنين الماضية خاصة خلال الحرب التي فُرضت على ايران 8 سنوات.
وعن الكفاءة النووية السلمية الايرانية قال شمخاني: إنّ هذه الكفاءة وطنية لايمكن القضاء عليها وإنّ الحظر المفروض على ايران لم يؤدِّ الى تهميش هذه القوة بل زاد من سرعة تطور ايران في هذا الشأن وهذا بالتحديد ما جعلهم يؤمنون بعدم جدوى الحرب والحظر واللجوء الى طاولة الحوار.
وعن الشأن السوري قال الأمين العام للمجلس الاعلى للأمن القومي: إنّ التواجد الايراني في سوريا جاء بطلب رسمي من الحكومة الشرعية السورية ولمكافحة الإرهاب فحسب وليس التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من نجح في دحر الارهاب بل التحالف الايراني الروسي السوري هو الذي فعل ذلك وأباد مجموعة الفرق الارهابية ومنها جماعة "داعش" التي كانت مستوطنة على الاراضي السورية.
وشدد الإدميرال شمخاني: إنّ التواجد الايراني في سوريا مستمر مادام الإرهاب يهدد الأمن في سوريا ومادامت الحكومة السورية تؤكد على ضرورة بقاء المستشارين الايرانيين على أراضيها.
ووصف هذه الإستراتيجية الايرانية بأنها ثابتة لاتعرف التغيير ولاتختص بسوريا فحسب بل تتعدى الى الدفاع عن فلسطين أمام الكيان الصهيوني والى تواجد المستشارين الايرانيين في العراق لدحر "داعش" سبقها وقوف ايران الى جانب الكويت في التسعينيات عند غزو "صدام" للأراضي الكويتية.
وأضاف الأمين العام للمجلس الاعلى للأمن القومي بأنّ ايران كانت اُولى دولة دافعت عن قطر خلال الحصار الظالم واللامشروع الذي فرضته عليها السعودية.
وأكّد، أنّ سياستنا الاُصولية قائمة على ايجاد منطقة فارغة من التوترات والعدوان وانعدام الأمان وقائمة على المساهمة في استتباب السلام والإستقرار والأمن المستدام والمساعدة على تنمية دول المنطقة ونشر الرخاء فيها.
وإعتبر شمخاني الدفاع عن فلسطين، دفاعاً عن العزة والكرامة الاسلامية منوهاً الى أنّ حركة حماس مؤسسة شعبية ومذكّراً بانتصار حزب الله لبنان في الإنتخابات البرلمانية الاخيرة واصفاً الحشد الشعبي العراقي بجهاز من أجهزة الجيش العراقي مسنوداً بقرار برلماني عراقي يدعمه الشعب.
وعن السعودية إعتبر سياستها قائمة على الإستعلاء والتطلع الى أن تكون دولة تعيّن كيفما تشاء رئيس جمهورية لبلد أو لآخر خاصة بالنسبة لليمن وقطر.
وأشار شمخاني الى الرعب والهلع الذي بات يستولي على الاميركيين فور دخولهم مياه الخليج الفارسي بسبب التواجد الايراني حيث باتوا يسمون هذا الخليج الفارسي عبر أجهزتهم اللاسلكية بمنطقة الرعب فور دخولهم اياها.