صرعات ستزيد من اقتدار ايران وشوكتها
مع مرور الايام وفي ظل عهد الرئيس ترامب وسياساته الطائشة بدأت تتكشف المزيد من الحقائق لصالح ايران و مصداقيتها وما كانت تقوله عن ايمان راسخ بقناعاتها ومبادئها وقيمها السامية من انها لم تفكر يوما بالسلاح النووي الذي حسم ملفها بفتوى التحريم الذي اصدره قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي، والاهم من كل ذلك ما كانت تقوله ايران ان مشكلة اميركا معها ليست الملف النووي وهذا ما ثبت من خلال تصريحات المتوالية لترامب والخطاب الاخير لبومبيو وزير الخارجية الاميركي بالامس الاول حيث يطرح 12 شرطا وان كانت بالية وتعجيزية وتافهة الى ان اثنان منها فقط يتعلق بالاتفاق النووي الذي حاول يائسا وعبثا الضغط على ايران للتفاوض من جديد لكننا نطمئنه وسيده ترامب الجالس في البيت الابيض وكأنه حول جنونه الهستري الى بومبيو القادم الجديد من دهاليز الاستخبارات الاميركية الى السياسة للتفاوض حسب زعمه الواهم حول الملف النووي لكن غاب عن ذهنه ان التفاوض اصبح خلف ظهورنا وقد اغلق بابه 100%.
ويعتقد الكثير من المراقبين ان الاستراتيجية الجديدة لاميركا امام ايران والتي طرحها بومبيو في خطابه، نابعة عن عجز اميركا وترنحها في التعامل مع ايران وهو اشبه بصراخ الخائفين وعلى ما يبدو لم يكن في جعبته شيء جديد ليطرحه سوى تسويق الاكاذيب والافتراءات التي لم يصدقها هو بنفسه لكنه وكما يقال ليس للمضطر سوى الحيلة، لكن ما كان مثيرا للسخرية ويكشف باطن الامور بهذه الفضاعة ان وسائل الاعلام الصهيونية وصفت خطابه بانه كتب في مكتب نتنياهو.
ولحسن الحظ ان السياسة الطائشة والجنونية التي يتبعها الرئيس ترامب وفريقه الغبي تجاه ايران و العالم دفعت باميركا الى العزلة الشبه نهائية ويالها من فضيحة مدوية ان لا تجد داعما ومناصرا لمواقفها اللامسؤولة اتجاه الاتفاق النووي في هذا العالم المترامي الاطراف سوى الكيان الصهيوني والنظام القبلي في الجزيرة العربية ومشيختين مثل البحرين والامارات ويكفيها عار ابدي ان تكون حليفة وداعمة لاعتى الانظمة الاستبدادية والقمعية والرجعية، لكن في المقابل يكفي ايران الاسلام فخرا وعزة وشرفا انها تكون داعمة لشعوب المنطقة وحركات المقاومة فيها التي هزمت داعش واخواتها من الفصائل التكفيرية المدعومة اساسا من واشنطن والانظمة المرتبطة بها في المنطقة.
مسكين هذا الامي الطارئ على السياسة يريد بجرة قلم ان يمحو الانجازات العظيمة لايران بتعاونها مع محورالمقاومة في العراق وسوريا ولبنان واليوم في اليمن للقضاء على الارهاب وقطع التبعية عنها، ان يقلب الحقائق والمفاهيم بصورة مشوهة تماما عن ايران التي تتحرك لصالح شعوب المنطقة فيما تتحرك بلاده عكس ذلك تماما.
ان روح المكابرة والعنجهية الاميركية لا تسمح لساستها ان يقرأوا الواقع كما هو اليوم فعلى طول الخط يفكروا بان اميركا لازالت اميركا بوش الابن الذي كان في غفلة من الزمن فرض الاملاءات على العالم متناسيا اننا اليوم في عام 2018 والعالم تغير كثيرا كما ان ايران ليس ايران الماضي.
والسؤال الملح الذي يطرح نفسه اليوم من هي اميركا ومن خولها ان تلعب كشرطي في العالم حتى تتكلم بهذا النفس الاستعلائي البغيض وهي دولة لم يتجاوز عمرها بعد سوى قرنين وقد بنت وجودها على حمامات الدم واشلاء الهنود الحمر اصحاب الارض الاصليين الذين ذهبوا ضحية نزوات هؤلاء القتلة وامثالهم المتسلطين اليوم على اميركا وشعبها المقهور تحت سطوة اللوبي الصهيوني.
وما طرحه بومبيو في شروطه الاثنا عشر في استراتيجيته الجديدة والحمقاء لم تلق اي صدى على صعيد المنطقة بل على العكس ستزيد من كراهية الشعوب لبلاده وان اميركا وعلى مدى اربعة عقود متوالية من التآمر والحصار والعقوبات لم ولن تستطع النيل من ايران التي ستبقى شوكة في عيونها وان ما تبنته ادارة ترامب تجاه ايران من تآمر ومخططات خبيثة ستدفن معها باذن الله وستبقى ايران رائدة شامخة وقوية تدافع عن شعوب المنطقة وقضاياه المحقة وستكسر اليد التي تمتد اليها وهذا ما ثبت عمليا ليومنا هذا.