"جيش الإسلام" يحاول ترميم بنيته في الشمال السوري.. الخطة الكاملة
نضال حمادة
بعد خروجه من مدينة دوما معقله في الغوطة الشرقية لدمشق، يعمل "جيش الإسلام" الإرهابي على عدة محاور في محاولة لإعادة بناء صفوفه وإمتلاك السلاح مرة أخرى وبالتالي السيطرة على مناطق نفوذ في المناطق التي انتقل عناصره إليها في أرياف جرابلس وجبل الزاوية وأرياف حماه وحلب.
ويمكن تقدير عدد المقاتلين التابعين لـ"جيش الإسلام" المتواجدين في الشمال السوري بحوالي أربعة عشر ألف مقاتل تم سحبهم من المناطق التالية:
1- سحب 5000 (خمسة الآف) مقاتل من الغوطة الشرقية بعد اتفاق التسوية مع الجانب الروسي.
2- سحب 5500 (خمسة آلاف وخمسمائة) مقاتل من القلمون الشرقي وهؤلاء هم مجموع قوات "جيش الإسلام" إضافة لقوات أحمد العبدو التي تعمل حالياً في مناطق الشمال السوري تحت جناح قيادة "جيش الإسلام" وبالتنسيق معها.
3- مسلحو بابيلا ويلدا ويقدر عددهم ب 3500 (ثلاثة آلاف وخمسئة)، مسلح.
بعد هذه الانسحابات أصبح لدى قيادة "جيش الإسلام" في الشمال السوري ما يقارب 14 ألف مسلح محرومين من السلاح والذخائر، وتعمل قيادة "جيش الإسلام" على الحفاظ على هذه الأعداد البشرية مستخدمة الأموال التي أخرجتها معها من الغوطة، كما أنها تعتمد على مشاريع إستثمار لها في تركيا، فضلاً عن الأموال التي تحول لها من السعودية والكويت ولبنان، والتي مكنت قيادة "جيش الإسلام" من الحفاظ على الجسم البشري مستفيدة بعد العامل المادي المتوفر لديها من العامل المناطقي حيث ينحدر غالبية العناصر من الغوطة الشرقية وتحديداً من دوما والقرى المحيطة بها والتابعة لها. ويعتبر "جيش الإسلام" قوة مناطقية بامتياز ولا يوجد في صفوفه مسلحون أجانب أو من مناطق خارج الغوطة والقلمون الشرقي ما مكنه من التماسك والحفاظ على البنية البشرية على عكس الفصائل الأخرى التي يتفكك عقدها وتتوزع بين الفصائل بعد خروجها من مناطق نفوذها.
وفي معلومات موقع "العهد" الاخباري أن خطة "جيش الإسلام" الإرهابي تنص على اختراق الفصائل المسلحة في الشمال السوري والسيطرة على مناطق نفوذ عبر هذه الفصائل، من خلال العمل على المحاور التالية:
يقوم قياديو وعناصر "جيش الإسلام" بالتقرب من قيادات ما يسمى بـ"الجيش الوطني" التابعة لـ" الائتلاف السوري المعارض" والتي تعيش حالة عوز مادي كبيرة، وذلك بهدف شراء السلاح منها، كما يعمل سماسرة وتجار سلاح بطلب وتمويل من قائد "جيش الإسلام" عصام بويضاني على التواصل مع فصائل "الجبهة الشامية"، وبقايا تجمع "فاستقم" التي سحقتها "جبهة النصرة" في حلب قبل ثلاث سنوات وفصيل "صقور الشمال" الذي أيضا يتعرض لهجوم من "هيئة تحرير الشام - النصرة" منذ سنوات، ويعرض سماسرة "جيش الإسلام" المال بشكل وفير على الفصائل المذكورة.
وتشير مصادر "العهد" إلى خطة قيادة "جيش الإسلام" والتي تتمثل بإدخال من خرج معها من المقاتلين في صفوف الجيش الوطني التابع لـ"الإئتلاف المعارض" والسيطرة عليه وبالتالي الحصول على مناطق نفوذ في الشمال السوري تكون مقراً للقيادة وتشكل قواعد تواجد للعناصر وعائلاتهم تمكنهم من السكن في مناطق حضرية والإستفادة من البنية التحتية والتخفي ضمن سكان البلدات والقرى بدل الوضع الحالي الذي يعيشه عناصر وقيادات "جيش الإسلام" في مخيمات الشمال السوري والذي يعتبر مزريا بكل جوانبه.
معلومات "العهد" تؤكد أن مساعي قيادة "جيش الإسلام" هذه لا تعجب الكثيرين في الشمال السوري خصوصاً تركيا والفصائل التي تدور في فلكها، لذلك يعتقد الكثيرون في الشمال السوري أن الخلاف الحالي المستجد بين فرقة "السلطان مراد" التي تدور كليا في فلك المخابرات التركية مع "صقور الشام" ليست سوى من نتاج تقارب "جيش الإسلام" مع الصقور. وقد قدمت قيادة "جيش الإسلام" وعداً لـ"صقور الشام" بمدها بالمقاتلين في حال نشب صراع مسلح بينها وبين "فرقة السلطان مراد".
وعلم موقع "العهد" أن قيادة "جيش الإسلام" دفعت فصيل "الجبهة الشامية" للتوسط بين الطرفين بهدف الحصول على ثقل معنوي ونفوذ مادي داخل كل هذه الفصائل.
أما الهدف الحالي لـ"جيش الإسلام" فيكمن في خلق صراع مسلح بين فصائل "درع الفرات" المتمركزة في جرابلس حيث تهجر غالبية عناصر البويضاني وبين الفصائل المسلحة المحسوبة على "الجيش الحر" وأبرزها "صقور الشام" و"الجبهة الشامية"، ما يمكن "جيش الإسلام" من السيطرة على مناطق ومعسكرات تحت غطاء دعم فصائل الجيش الحرة. وتشير المصادر السورية المعارضة إلى حملة إعلامية تشن بخفاء وسرية ضد الوجود التركي في الشمال السوري تقف وراءها وتمولها قيادة "جيش الإسلام"،
ويعتبر فصيل "صقور الشام" الحاضنة العسكرية والشعبية لهذه الحملة وسط دعوات للمسلحين للإنصمام لصفوف الجيش الوطني، في وقت تجري فيه اتصالات بين قيادة "جيش الإسلام" وأحمد الجربا في سعي من البويضاني ومساعديه لتأسيس جسم عسكري جديد يضم قوات النخبة التي يقودها الجربا مع مقاتلي "جيش الإسلام" ما يمكن الأخير من السيطرة على مناطق واسعة وكل هذه التحركات تشير بوضوح إلى مساع حثيثة يقوم بها عصام البويضاني للإمساك بملف حرابلس وسحبه من يد الأتراك بدعم من السعودية وذلك من خلال فصائل وسيطة سوف يعمل البويضاني لاحقا على التخلص منها أو ضمها تحت قيادته، في وقت يتساءل البعض عن تزامن الفلتان الأمني في الشمال السوري مع وصول إرهابيي "جيش الإسلام" الى بعض مناطقه.