فليضحكوا قليلا!!
مهدي منصوري
انشرحت بالامس أسارير الذين يتربصون بايران الدوائر حينما اعلن ترامب عن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي وكأنهم حققوا انتصارا كبيرا طالما كانوا ينتظرونه على أحر من الجمر.
ولم يكن مستغربا ان يبادر كل من المجرم نتنياهو وابن سلمان وغيرهم من الذيول عن اعلان فرحتهم وتأييدهم لقرار ترامب الاهوج وكأنهم وكما يقال اصابوا مقتلا من طهران، ولكن غاب عن اذهان هؤلاء ان "الرياح ستجري بما لا تشتهي السفن" وان فرحتهم هذه لايمكن ان تخرجهم من حالة الاختناق الذين يعيشونه في الوقت الحالي بسبب الاوضاع القائمة التي تؤكد ان محور المقاومة قد أخذ يثبت اقدامه بين شعوب المنطقة خاصة وان الانتصارات المتوالية سواء كانت على جبهة القتال مع "داعش" المدعوم من قبلهما، او على المستوى السياسي والتي بدأ واضحا في كل من لبنان وتونس وسيتوج وبصورة غير متوقعة قريبا في العراق.
ومن الواضح جدا والمعلوم ان قرار ترامب هذا لم يضف جديدا، بل ان ايران الاسلام وبما واجهته من قرارات تعسفية وكبيرة منذ ولادة الثورة المباركة وليومنا هذا وعلى مدى اربعة عقود منحها القدرة على التعامل مع مثل هذه القضايا وبصورة تصل فيه الى مبتغاها بحيث تضع العدو في الزاوية الضيقة التي لا يدري كيف الخروج منها.
وقد أكدت اوساط اعلامية وسياسية ان قرار انسحاب ترامب من الاتفاق النووي لم يكن سياسيا بحتا، بل هو اقتصادي وبامتياز اذ انه يريد ان يستغل حالة الاضطراب الذي يحدثه هذا القرار لنهب المزيد من ثروات دول الخليج الفارسي خاصة وانه سيعزف على خطر ايران وردود فعلها مما يدفع هذه الدول ان تخلي خزائنها المالية لتشغيل المصانع العسكرية الاميركية التي تعاني اليوم من الشلل والعجز الاقتصادي الكبيرين، وبذاك يمكن القول ان ترامب سيجعل هذه الدول تذرف الدموع لموقفها المؤيد لقراراته وبصورة يسرق منهم كل انواع الفرح والسرور الذي ارتسم على وجوههم باصداره القرار.
ان ايران وبما لديها من تجربة ثرة في مواجهة التحديات مهما كانت لايمكن لهذا القرار ان يوجد خللا في سياستها او مواقفها، بل انها ستكون اكثر صلابة من ذي قبل بحيث يمكنها ان تنتزع ليس فقط حقها بل حقوق كل الشعوب التي طالها الظلم والاضطهاد الاميركي الصهيوني السعودي وبصورة تجعل من ترامب ومن يؤيده يندمون على فعلتهم الجبانة.