وهزيمة منكرة اخرى لاميركا واعداء طهران
وضع اعداء الجمهورية الاسلامية وعلى راسهم واشنطن وتل ابيب وبعض الدول الذيلية خاصة السعودية كل ثقلهم وما يملكون من امكانيات سياسية واعلامية ومادية في صف الاغتشاشات الاخيرة في طهران، وقد كانوا يتوقعون ان الفرصة حانت لياخذوا ثأرهم من الشعب الايراني الذي كان الدور الاكبر في الانتصار على المجاميع الارهابية في كل من العراق وسوريا المدعومة اميركيا ، مما حدا بالمختل عقليا ترامب بفتح صفحة خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي ليرسل الرسائل الواحدة تلو الاخرى يعلن فيها تأييده المطلق للمشاغبين مؤملا وكما عبر عن ذلك انها الخطوة الاخيرة لتحقيق اهداف واشنطن في النيل من الثورة الاسلامية وقادتها.
والمتابع للاعلام المعادي الاميركي والصهيوني والاقليمي وخلال الايام الاربعة الماضية كشفت صورة حقيقية لمدى الالم والمعاناة التي كان يعيشها اعداء طهران لانهم وخلال اربعة عقود من الزمن اي منذ انتصار الثورة الاسلامية المباركة وليومنا وهم يحيكون المؤامرات والخطط الخبيثة لاجل اسقاط النظام الاسلامي الا ان كل تلك محاولاتهم البائسة ليس فقط آلت الى الفشل الذريع بل انها وضعت الجمهورية الاسلامية في موضع جعل منها رقما صعبا لايمكن تجاوزه لحل أي من المشاكل والازمات القائمة الاقليمية والدولية.
وبالامس ولما انطلق الشعب الايراني وايمانا مه بالحياة الديمقراطية التي يعيشها ليعبر سلميا عن مطالبته ببعض حقوقه المشروعة والتي نالت الاستجابة من الحكومة، نجد ان واشنطن وذيولها ومحاولة للاصطياد في الماء العكر الى تحريف التوجه السلمي واستغلال هذه الاحتجاجات للذهاب بها نحو طريق آخر من خلال استخدام مختلف الوسائل الاعلامية والسياسية الممكنة لخلق حالة غير طبيعية في البلد لتعكس كذبا و زورا للرأي العام من ان هناك حالة انكفاء للشعب الايراني عن ثورته وذلك من خلال قيام بعض المغفلين الذين استجابوا للنداءات الخفية الحاقدة التي انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي وقاموا بعمليات التخريب واستخدام اسلوب القوة والتي راح ضحيتها العديد من الابرياء من ابناء هذا الشعب.
ولكن وفي نهاية المطاف وبعد ان انقشعت الغيمة السوداء تبين ان الشعب الايراني لن ينخرط او يساير الرياح المعادية التي جاءت من الخارج، بل صمد صمودا رائعا امام الهجمة المعادية الشرسة مما حدا بالمغفلين والذين وجدوا انفسهم وحيدين في الشارع الى اصدار شعارات استنجادية تطلب الحماية من الشعب الايراني، الا ان صوتهم لم يصل حتى الى مسامعهم.
واخيرا وبعد ان ادركت واشنطن ان خطتها التي وضعتها لصب الزيت على النار في ايران قد خمدت ولم تحقق ما كانت تصبوا اليه لم يبق لها وكما معروف عنها سوى الهروب الى الامام والانسحاب تكتيكيا والذي جاء من خلال تصريح ممثلة واشنطن في الامم المتحدة كيلي التي تباكت بدموع التماسيح بالاعلان عن هزيمة بلادها وبصورة مخزية عندما طالبت الامم المتحدة ومجلس الامن باجتماع طارئ لمناقشة ما يجري في ايران، ولكنها تلقت صفعة قوية عندما رفض المجتمع الدولي هذا الطلب بالتأكيد ان الاحداث الجارية لا تستدعي لاجتماع طارئ هذا من جانب، ومن جانب آخر فان الشعب الايراني قد خرج وبعد تصريحات هيلي وبرد قاطع بتظاهرات ضخمة عمت اغلب المدن الايرانية لتعلن ولاءها للثورة الاسلامية وقيادتها الحكيمة مما يعكس ان الاعداء لازالوا يجهلون مكامن القوة والقدرة في الشعب الايراني وانهم لم يتعلموا من تجاربهم الفاشلة مع هذا الشعب وعلى مدى اربعة عقود مضت.
واخيرا فقد اكدت طهران وعلى لسان قائد حرس الثورة الاسلامية اللواء جعفري من ان على الاعداء ان يعلموا بان التهديدات العسكرية والامنية ضد ايران لن تفلح، معلنا نهاية الفتنة الحالية (في اشارة الى أعمال الشغب والتخريب في الايام الاخيرة).
واشارت طهران الى ان الاعداء يعلمون بانهم لا يمكنهم ابدا تهديد الجمهورية الاسلامية الايرانية من الناحية العسكرية وقد عبأوا كل ارصدتهم بعد الدفاع المقدس (1980-1988) لتنفيذ التهديدات الثقافية والاقتصادية والامنية ضد ايران وستكون هزيمتهم حتمية في هذا المجال ايضا باذن الباري تعالى.